غزة تصمد
غزة تتعرض للإبادة والتدمير على أيدي العصابات الصهيونية المجرمة, وهاهم الصهاينة يقفون بدباباتهم على حدود غزة ويجبنون عن الدخول والاجتياح خوفا من الخسائر البشرية التي يرفضها مجتمعهم المتوحش, فتفسد حملتهم الانتخابية القائمة على تقديم أكبر عدد من أشلاء الجثت الفلسطينية الشهيدة. على أي حال إننا في اليوم السادس من العدوان الغاشم على غزة الأبية المجاهدة, وقد بلغ عدد الشهداء 420 شهيدا حتى الآن(سا22), والجرحى 2070, والغارات الجوية متواصلة. والغريب أن غارة وقعت على منزل لقيادي في كتائب القسام فقتلته مع جميع أفراد أسرته, ويحدث أن تغير طائرة صهيونية على سيارة معينة, تكون عادة مقلة لأحد رجال المقاومة, أو لمجموعة من المقاومين وخاصة منهم المسؤولين, والسؤال المحير هو كيف تستطيع الطائرة المغيرة تحديد منزل معين في مدينة أو سيارة معينة؟ ليس هناك إلا جواب منطقي واحد, وهو أن ذلك الهدف معين بشيء مرشد للصاروخ, ولا أحد يستطيع إلصاق شيء مادي كدليل للصاروخ إلا الخونة الذين بإمكنهم الوصول إلى ذلك المنزل أو تلك السيارة بكل سهولة وإلصاق ما يزودهم به الموساد من دليل للصاروخ, الذي يتجه إلى الهدف مباشرة وبدقة تامة!!! فلولا الخونة لكانت الأوطان ظلاما دامسا لا يعرف فيه العدو الغاصب سبيلا سالكا, فلعنة الله والملائكة والناس أجمعين على كل خائن خسيس. لقد تراجع أولمرت رئيس وزراء العصابة الصهيونية المجرمة عما كان يصرح به في الأيام الماضية من العدوان, من كون الحرب على غزة سوف تكون طويلة, فصار يقول إن هذه الحرب لن تستمر مطولا, ونفس الشيء حدث مع وزيرة خارجيته "ليفني" التي كانت تقول إن الحرب لا تتوقف إلا بالقضاء على حكم حماس في غزة, حيث قالت اليوم إننا لانريد القضاءعلى حكم حماس في غزة, وبطبيعة الحال فإن هذا التراجع له ما يقابله عسكريا في الميدان, إنهم تراجعوا فيما يبدو عن الاجتياح البري لغزة خوفا من وقوع خسائر بشرية في صفوفهم, فتتحول الحملة الانتخابية التي يقومون بها ضدهم, فيخسرون كل شيء, لهذا يتراجعون بعد أن اتضح لهم أن المقاومة قادرة على إلحاق الخسائر التي لا يستطيعون تحملها في الجانب البشري أمام شعبهم المطالب بقتل الفلسطينين لكن من غير موت جنوده, إنه يؤيد فقط قتل الفلسطينيين مجانا, دون أي مقابل بشري في صفوفه. هذا في الجانب السياسي للعدو, أما الجانب العسكري فقد واصل الطيران القتل والتدمير ومن بين ما دمر اليوم مقر المجلس التشريعي الفلسطيني ومدرسة ومنازل وقد استهدف أحياء سكنية, ومن الجانب الفلسطيني فقد تواصل إطلاق الصواريخ التي وصلت إلى أهداف أبعد, مما جعل بلدية تل أبيب تهيء الملاجئ, كما أصابت صواريخ المقاومة لأول مرة قاعدة عسكرية للعدو وقاعدة جوية, ولا يعلم مقدار الخسائر التي تكون قد وقعت, مما جعل العدو يواصل غلق المؤسسات التعليمية في بئر السبع وسديروت. أما مجلس الأمن الدولي فلا زال مترددا ولم يصدر أي قرار لحد الساعة, وقد ادعى مندوبا أمريكا وبريطانيا بأن مشروع القرار الليبي غير متوازن لأنه لا يحمل أي مسؤولية لحماس عن الحرب الدائرة, ربما وقع تعديل هذا المشروع أو وقع تعطيله بفيتو أمريكي. أما عن الجامعة العربية فقد صدر تصريح مفاده أن البحث في اقتراح عقد القمة العربية الطارئة لازال متواصلا, وقد تقرر القمة إذا فشل مجلس الأمن في معالجة الأزمة!!! بمعنى أن المهزلة الدبلوماسية العربية متواصلة, وهي دون ريب رهن إشارة المخطط الصهيوني الأمريكي المعد سلفا لهذه المناسبة, فعندما تيأس إسرائيل من إمكان قضائها على الجناح العسكري لحماس وتتراجع عن هذا الهدف, يعالج الوضع عن طريق قرار لمجلس الأمن بوقف القتال فورا, أو عن طريق صيغة أخرى تنفذ عن طريق قمة عربية حسب الطلب الإسرائيلي الأمريكي. نشير إلى تواصل التظاهرات الشعبية عالميا ضد الحرب, كما أن هناك مساع سياسية وديبلوماسية أهمها زيارة رئيس الوزراء التركي "رجب طيب أردوغان" إلى المنطقة وبالتحدبد إلى سوريا والأردن ومصر والسعودية, حيث لازال لم ينهها بعد, وقد التقى الرئيس الفلسطيني اليوم في العقبة, كما تحددت زيارة الرئيس الفرنسي "ساركوزي" إلى المنطقة يوم الإثنين 5 يناير الحالي. أما المساعدات العربية والأجنبية المتدفقة على مدينة العريش المصرية فإن السلطات المصرية باتفاق أكيد مع إسرائيل لا تسمح بدخول سوى القليل منها, مما جعل اليونان ترسل كمية من المساعدات عن طريق إسرائيل لتدخل إلى غزة عندما تفتح إسرائيل أحد المعابر أحيانا لمدة وجيزة. فكأنما إسرائيل أرحم للفلسطينين أكثر من غيرها !!!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق