الخميس، 18 يونيو 2009

الحسم مطلوب في طهران

واجب الحسم

جرت الانتخابات, وشهد العالم بنزاهاتها, ثم انقلبت الأمور فجأة بعد انطلاق المظاهرات الموسوية, فتركزت أنظار الغرب وأعداء الأمة وإسرائيل والمعتدلون العرب على ما يجري في طهران، ثم تحركت الآلة الديبلوماسية والإعلامية لتؤيد الفوضى وأعمال الشغب والتخريب, ولتعبر عن القلق, ولتشجب القمع الوحشي - كما تدعي - للمحتجين على نتائج الانتخابات, وفي تطور لاحق, انتقلت مطالب موسوي إلى إلغاء الانتخابات نهائيا. ذلك أن المظاهرات وما أحرزته من تأييد تام وتحريض من الغرب وإسرائيل وعملائهما, جعلت موسوي يزداد قوة وطمعا في الوصول إلى سدة الحكم بطريقة أو بأخرى, بسبب مناداته بمهادنة الغرب, والتفاهم معه, مما يعني استعداده للاستسلام والتبعية, ولا يوجد معنى آخر للتعامل مع الغرب باللين والمهادنة والتفاهم, هذه مجرد كلمات مخادعة, وهي عبارة عن رسائل مشفرة يفهمها الأمريكان والصهاينة والغرب كل الفهم, ويدركون تماما أنها تعني رفع الراية البيضاء والاستسلام. إن نتيجة الانتخابات الإيرانية قد تفاجأ لها - حسب الأستاذ هويدي- الرئيس أحمدي نجاد نفسه, ذلك أن هذا الشخص لم يتنكر لأصله وعاش فترته الرئاسية الماضية يخدم بني جلدته من الفقراء الذين يمثلون أصله الاجتماعي, وهم قوم أوفياء, فردوا له الجميل بالعرفان وانتخبوه, وهم أغلبية ساحقة في إيران, كما في بلدان الجنوب كلها. أما الذين يريدون فرض إرادتهم بالقوة في طهران من أنصار موسوي فهم البورجوازية الحضرية في طهران وبعض المدن الكبرى, هؤلاء الذين يتطلعون إلى حكم إران مجددا والعودة بها إلى أحضان أمريكا والغرب, والقضاء بذلك على الثورة الوحيدة القائمة في الفضاء الإسلامي, بما يعني القضاء المبرم على الأمل المعقود عليها في التقدم والعصرنة واستيعاب العلوم والتكنولوجيا المعاصرين, والخروج من التخلف, ونصرة المقاومة في كل مكان على امتداد الرقعة العربية والإسلامية, إن حركة موسوي المغرضة تتطور بسرعة, وانتقالها من الاحتجاج الغريب على نتائج الانتخابات إلى المطالبة بإلغائها في تأييد واضح من الغرب والصهيونية وعملائهما, ووقوع مظاهرات اليوم في العاصمة البريطانية ذاتها من بعض الإيرانيين, في تطور جديد, يجعل الوضع بالغ الخطورة, والواجب بكل معانيه يقتضي من قيادة الثورة الإيرانية حسم الأمر نهائيا وبكل سرعة, حتى لا يستفحل. إن العالم كله يدرك وفي مقدمته موسوي وأمريكا وأتباعها أن هذا المرشح لم يحصل على نسبة تؤهله لطلب مراجعة الفرز في بعض الصناديق الانتخابية, فما بالك بالمطالبة بإلغاء الانتخابات كلية, وسط تحريض وتأييد أمريكي غربي صهيوني اعتدالي, فماذا يريد موسوي حقا؟ الجواب واضح جدا, إنه يريد القيام بانقلاب والاستيلاء على السلطة في إيران وإنهاء ثورتها المباركة شاعرا بالتأييد القوي الذي يأتيه من قبل أعداء الأمة, إن التصرف الحكيم في هذه الظروف الخطيرة هو الحسم السريع, وعدم التردد تحت التهم الذي يروج لها العدو عن القمع الوحشي الذي لم يحدث لحد الآن, والذي يجب إن يحدث وبكل سرعة إن اقتضى الأمر, حبذا لو أعلنت قيادة الثورة الإيرانية حالة حظر التجمهر والتظاهر في طهران وغيرها من كبريات المدن التي قد تساند الأحياء البورجوازية في طهران, حتى تهدأ الأمور, وفي خطوة لاحقة وضع حد نهائي للنشاط التحريضي وللشغب الذي يقوده موسوي ومناصروه وأتباعه بتشجيع وتحريض وتأييد من أعداء الأمة وعملائهم. حبذا لو عمدت القيادة الإيرانية الثورية والشرعية إلى الحسم السريع للأمور قبل أن تحدث مضاعفات يصعب التحكم فيها, ولو أن أهل مكة أدرى بشعابها, ولله الأمر من قبل ومن بعد. وإني أعرض هذا الرأي على الجيران الأعزاء لفتح نقاش عام فيه باعتباره أحد الموضوعات الإستراتيجية الراهنة. تحياتي لكم جميعا, ودمتم في رعاية الله وحفظه.

ليست هناك تعليقات: