الأحد، 4 يناير 2009

من دفاتر الأيام/المعارك البرية في غزة

معارك عنيفة في غزة
تحدثت الأنباء عن معارك عنيفة تدور في هذا اليوم التاسع من العدوان الغاشم, والأول من محاولة تبدو فاشلة, لكنها إجرامية, من الغزو البري الجبان. وقصف القاومة لمستوطنات ومناطق صهيونية يشتد, وتتحدث المقاومة عن تدمير بعض الدبابات وعن إصابة طائرة للعدو البعض يقول مروحية والبعض يتحدث عن إسقاط طائرة دون تحديد للنوع, كما تتحدث المقاومة عن أسر جنديين إسرائيليين والعدو يكذب, كما قيل أن خطة الهجوم المجرم تقوم على أساس تقسيم غزة إلى ثلاثة مناطق, وهذا أمر عسكري تقني لا زلنا لم نعرف حقيقته, يذكر أن العدو اعترف بجرح 30 من جنوده منذ بداية الاجتياح مساء الأمس, وإصابة مستوطنين بالصواريخ الفلسطينية, كما يعترف بمقتل أحد جنوده وإصابة أحد قادة لواء غولاني الشهير, لواء نخبةالجيش الصهيوني المجرم. أما المقاومة فتتحدث عن العديد من القتلى والجرحى في صفوف العدو الآثم, ويعترف الصهاينة بأن معارك ضارية تدور في شمال القطاع, وأن المقاومة تقاتل على طريقة حزب الله في حرب لبنان الأخيرة. وهناك تفاصيل كثيرة, والمهم أن الوضع العسكري لا يدل على أي نجاح للاجتياح الإجرامي لقطاع عزة, بطبيعة الحال هناك صعوبات كبيرة, وخاصة منها الصحية داخل القطاع, حيث تتحدث الأنباء عن نقص خطير في الأطباء والأدوية والمعدات, وقد عمد النظام المصري اليوم إلى إغلاق تام لمعبر رفح, وهو أمر يحمل دلالات رهيبة ومخزية ويا للعار!!!
وفي الجانب السياسي, قيل إن مجلس الأمن الدولي فشل في إصدار قرار ملزم بإيقاف القتال بسبب اعتراض أمريكا, مما يدل على محاولة لكسب الوقت مطابقة لما جرى في حرب لبنان طمعا في انتصار إسرائيلي, ينبغي أن يتاح له وقت إضافي ليتحقق, وعلى الجانب المصري عمد النظام الحاكم إلى الإغلاق التام لمعبر رفح, وهو أمر يسير في نفس اتجاه التعطيل الأمريكي للقرار ربحا للوقت, حيث يتوهمون أنه في صالح العدو الغاصب, وفي ذات الوقت وذرا للرماد في العيون, يدين النظام المصري الاجتياح البري, ويطلب من مجلس الأمن توفير ممر آمن لوصول المساعدات إلى سكان غزة, بمعنى أنه أغلق معبر رفح بسبب الخطر الحربي القائم, ويفتضح التنسيق في هذه النقطة مع العدو, حيث ظل يقصف الشريط الحدودي مع مصر باستمرار منذ بداية العدوان وها هو أحد الأسباب الريسية لذلك القصف ينكشف مع هذا الطلب المصري الغريب من مجلس الأمن الذي لن يفعل شيئا والنظام المصري يعلم هذا جيدا, والتنسيق كامل بين إسرائيل وأمريكا والنظام المصري ومن لف لفه من المعتدلين الذين شكرهم "بوش" السفاح مرارا هذه الأيام على موقفهم الحكيم من الحرب على غزة, ولنا أن نفسر كما نشاء معنى التعقل والحكمة والتعاون الذي يحدث عنه "بوش" كبير المجرمين جميعا!!! وفي ذات السياق يصرح وزير خارجية مصر بأن إسرائيل لا تستطيع القضاء على فصائل المقاومة, وأن الهجوم البري لم يحقق هدفه المعلن!!! ماذا يعني هذا بتصريحه؟؟؟ الله ورسوله أعلم حيث إن الخيال يعجز عن تصور ما يتمناه هؤلاء, لكن السياق يقتضي أنه يلوم إسرائيل على قصورها وتقصيرها, لا سيما أنها استشارتهم, وحصلت على موافقتهم المتحمسة وطمأنتهم بالقضاء على المقاومة وعدم ترك حماس لتنشئ حزب الله آخر في غزة, هكذا ذكرت الأنباء الأوروبية بأن رئيس النظام المصري, قال لــ"ليفني" افعلوا كل شيء من أجل منع نشأة حزب الله ثان في غزة, طبعا بعد الأول في لبنان, فماذا يعني وزير خارجيته الآن غير اللوم لإسرائيل على أساس أنها أخلفت الوعد أو في أحسن الأحوال لم تحققه بأقصى سرعة كما وعدت؟؟؟ ولهذا يحتج أبو الغيط على هذا التباطؤ الإسرائيلي قصورا او تقصيرا, ويا للعار والشنار!!!
صرح رئيس وزراء تركيا الذي لا زال في السعودية بأنه لا يمكن أن نبقى مكتوفي الأيدي, وأدان الأمين العام للأمم المتحدة الاجتياح البري ودعا إلى الإيقاف الفوري للقتال, وفي أوروبا صدرت تصريحات مماثلة أهمها الإدانة الفرنسية للاجتياح, والدعوة مع بريطانيا إلى ضرورة الإيقاف الفوري للقتال, وذات الأمر صدر عن المنسق العام للاتحاد الأوروبي "خفير سولانا", كماعبرت روسيا عن قلقها العميق, ودعت إلى الوقف الفوري للقتال, وهناك مواقف كثيرة من هذا النوع عبر العالم.
من الناحية الشعبية وقعت مظاهرات ومسيرات واعتصامات في بلدان كثيرة عبر العالم, وقد اتسمت في مجملها بالغضب وفي أحوال معينة بالاصطدام العنيف مع الشرطة, خاصة عندما تريد الجماهير الغاضبة اقتحام السفارات الإسرائيلية أو الأمريكية أو حتى المصرية كما أراد الطلبة الجزائريون أن يفعلوا مما جعل الشرطة تواجههم بالقوة, وتعتقل العشرات منهم. أهم مظاهرات اليوم مظاهرة اسطمبول التركية التي استرك فيها مئات الآلاف من الأتراك, ومظاهرة الرباط المغربية التي وصفت بالحاشدة لكثرة المشاركين فيها.

ليست هناك تعليقات: