الهجوم البري
بدأ هذا المساء, حوالي سا20 بتوقيت الجزائر (19 غرنيتش) الهجوم البري الذي كان الحديث عنه متضاربا, حيث جاءت الأنباء بأنه انطلق من محاور ثلاثة, في نهاية هذا اليوم الثاني من العدوان الصهيوني الغاشم, وكل المقدمات كانت تجعل من الاكتساح البري ضرورة لتحقيق الأهداف من العدوان "إضعاف حماس وخاصة كسر جناحها العسكري كتائب القسام", ذلك هو الهدف الأكبر, لأن العدو الآن هو المقاومة وليست الأنظمة العربية والإسلامية وخاصة منها الموصوفة بالمعتدلة, إذ يقال إن بعض رؤسائها قد طلبوا من رئيس وزراء العصابة الصهيونية "أولمرت" مواصلة العدوان إلى غاية تحقيق الهدف المشترك "إضعاف حماس بكسر جناحها العسكري المجاهد الباسل", وقد تحدثت وسائل إعلامية أروبية في هذا السياق عن طلب رئيس النظام المصري من "ليفني" التي أعلنت الحرب من القاهرة بعد مقابلته, أن يعملوا كل شيء من أجل ألا يكون هناك حزب الله ثان في غزة, أي يعملوا كل شيء من أجل القضاء على الجناح العسكري لحماس وبالتالي إضعافها, إذن العدو الوحيد لإسرائيل هو المقاومة, وبعض الشيء الأنظمة القليلة جدا التي يصفونها بالمتطرفة أو محور الشر, وهي صفة لم تعد تنطبق إلا على النظام الإيراني وحده.
أهم تصريحات اليوم هي: عودة "بوش" إلى طرح شرط توقف صواريخ "حماس" قبل إيقاف القتال. وطلب "الأسد" من مجلس الأمن اتخاذ قرار عاجل لإجبار إسرائيل على إيقاف القتال, الأسد الذي استقبل اليوم الأمين العام لمجلس الأمن الإيراني "سعيد جليلي", الذي اجتمع من جهته مع "خالد مشعل" الأمين العام للمكتب السياسي لحركة "حماس" و "رمضان شلح" رئيس "حركة الجهاد". ثم إن "ساركوزي" الرئيس الفرنسي منتظر بعد غد الإثنين في المنطقة وفي "رام الله بالذات". أما فضيلة الشيخ "نصر الله", فقد ألقى خطابا في اللحظات التي بدأ فيها الاكتساح البري كما يقال, وحمل الأمة كلها النتائج المصيرية لهذه الحرب, حيث قال إن هذا الهجوم لا يستهدف حماس ولا فلسطين بل يستهدف من خلالهما الأمة قاطبة, ونتيجته سوف تحدد مصير الأمة, لذلك فعلى الأمة أن تتحمل مسؤوليتها في الوقوف إلى جانب المقاومة من أجل حماية نفسها وليس حماية المقاومة, أو هذا معنى ما قال سماحة السيد المتفائل بمآل المعركة إلى نصر أكيد للمقاومة, لأن الذي يحدث هو تكرار لحرب لبنان, أو حرب "تموز" 2006م.
من جهة أخرى كان التمهيد لهذا الهجوم الإجرامي اليوم بقصف مدفعي مكثف على نقاط معيننة في القطاع مع استمرار القصف الجوي المكثف, وقد شاركت البحرية الصهيونية المجرمة بحراسة الساحل وقصف كل ما يتحرك على شاطئ غزة. وقد تحدثت الأنباء عن مناشير تلقيها الطائرات الصهيونية على السكان تطلب منهم مغادرة منازلهم, وفي رواية أخرى مغادرة القطاع كله. كما جاء في الأخبار أن آخر المولدات الكهربائية قد توقف عن العمل بسبب انعدام الوقود, كما أن أطباء من مصر والسودان والأردن ينتظرون على الجانب المصري من معبر رفح ولم يسمح لهم حتى الساعة بدخول القطاع للتخفيف من عناء الجرحى, كما أن الهلال الأحمر القطري قد سحب تبرعاته بسبب منع الإدارة المصرية دخولها إلى غزة, وكذلك كان مصير المستشفى الميداني الذي تبرعت به قطر, فكل شيء يحدث بتنسيق كامل وفي نفس الاتجاه إحكام الحصار ومحاولة خنق المقاومة بكل الوسائل حتى لو أدى الأمر إلى خنق شعب غزة كله معها. وفي ختام المشهد لحد الساعة, تحدثت الأنباء قبل قليل عن قصف منشآة نفطية في القطاع, بهدف شل كل شيء يكون قد تخلف عن الحصار الذي كان يهدف إلى إنجاز هذا الاكتساح البري للقضاء على "حماس" وخاصة جناحها العسكري "كتائب القسام".
وهناك ملاحظة ذات دلالة خاصة, هي أن القصف الجوي طوال الأيام الثمانية الماضية, كانت المساجد من بين أهدافه, فقد قصف 11 مسجدا آخرها في بيت لاهيا شمال القطاع هذا المساء, حيث سقط عدد من الشهداء والجرحى.
من الجانب العسكري بعد الاجتياح قبل ساعات, تحدثت الأخبار عن وقوع اشتباكات بين الجانبين, كما تم قصف المقاومة للقوات الغازية بقذائف الهاون, وتحدثت "حماس" عن وقوع إصابات في صفوف العدو, وقد وافقت الحكومة الصهيونية على استدعاء عشرات الآلاف من جيش الاحتياط, وقد قيل إن ذلك تحسبا لأي تحرك على الجبهة الشمالية, أي من جانب حزب الله في لبنان, وقد أكد هذا الخبر السفاح "باراك" عندما أعلن لاحقا بأن الحرب لن تكون سهلة, وقد أخذنا كل الاحتياطات بما في ذلك احتمال تحرك الجبهة الشمالية, في إشارة واضحة إلى حزب الله في لبنان. أما "حماس" فقد صرحت مهددة بأن غزة ستكون مقبرة للجنود الصهاينة, كما تحدثت عن عزمها على أسر جنود صهاينة, وكانت قد أوضحت في الأيام الماضية من القصف المدمر أن كل الخيارات مفتوحة بما في ذلك قصف مدن بالصواريخ, والقيام بعمليات استشهادية.
نحن الآن قبل قرب منتصف الليل حسب التوقيت العالمي, وقد أعلنت "حماس" سقوط قتلى في صفوف العدو. كما صرحت "كتائب القسام" متوعدة بأن الصهاينة سيدفعون ثمنا غاليا لهجومهم هذا على غزة.
أحداث اليوم وتصريحاته تبدو متناقضة مع مثيلتها بالأمس, حيث كانت كفة عدم وقوع الغزو البري راجحة! هل كان ذلك من باب التضليل؟ أم أن التردد الذي كان مطبوعا بالتخوف قد أمكن تجاوزه, لكن لماذا؟ هل هناك جديد؟ وهل أن الرئيس الفرنسي عندما قرر المجيء بمبادرة, والحضور بها شخصيا, كان يجهل وقوع الهجوم البري؟ أم أنهم يقدرون الانتهاء من هذا الهجوم غدا الأحد, الذي سيبدا بعذ دقائق من الآن؟ أم أن هناك تناقضات واختلالات وتضارب في مصادر القرار لدى العدو؟ أو ربما هناك ازدواجية في طريقة تخلص العدو من ورطة هذه الحرب, وذلك ما يفسر تماطل مجلس الأمن الدولي في إصدار قرار توقيف القتال, بمعنى أن ينفذوا الهجوم ليحققوا شيئا ما لحفظ ماء الوجه, ويصدر قرار مجلس الأمن ليوقف القتال كما يريدون للتخلص من الورطة, هناك احتمالات عديدة, لكن المؤكد أن الصهاينة لا يستطيعون خوض حرب غير خاطفة, كما أنهم لا شك يبحثون عن مخرج من ورطة هذه الحرب. لكن لماذا يتخوفون من الجبهة الشمالية؟ وهل هناك شيء يوحي بتحرك في خطاب سماحة السيد هذا المساء؟ ولماذا جاء "جليلي" إلى سوريا اليوم بالذات؟ ولماذا اجتمع بقادة المقاومة في سوريا؟ هل هذا هو ما أثار مخاوف إسرائيل من الجبهة الشمالية؟ ثم ما هي الجبهات التي يتحدث "أحمد جبريل" عن فتحها إذا وقع الهجوم البري كما يفهم من كلامه؟ يظهر أنه هناك شيءما يحضر لكنه شديد الغموض, فمن جانب المقاومة أيضا فالمسألة مصيرية, فمهما كانت قوة "حماس" فإن حلفاءها في سوريا ولبنان وإيران لا يمكن أن يسمحوا بانهزامهنا, وربما أن هذا ما يفسر طلب الرئيس السوري من مجلس الأمن سرعة إصدار قرار يجبر إسرائيل على وقف عدوانها, كل شيء يِِؤشر على أن "حماس" - فيما يبدو - ليست وحدها في الميدان, ثم إن المظاهرات الغاضبة تكتسح العالم كله بما في ذلك الكثير من الولايات الأمريكية ذاتها, وقد أخذت المسيرات والمظاهرات تتضخم وتزداد عنفا, وعلى أي حال فإن الحق سيزهق الباطل إن الباطل كان زهوقا.
أهم تصريحات اليوم هي: عودة "بوش" إلى طرح شرط توقف صواريخ "حماس" قبل إيقاف القتال. وطلب "الأسد" من مجلس الأمن اتخاذ قرار عاجل لإجبار إسرائيل على إيقاف القتال, الأسد الذي استقبل اليوم الأمين العام لمجلس الأمن الإيراني "سعيد جليلي", الذي اجتمع من جهته مع "خالد مشعل" الأمين العام للمكتب السياسي لحركة "حماس" و "رمضان شلح" رئيس "حركة الجهاد". ثم إن "ساركوزي" الرئيس الفرنسي منتظر بعد غد الإثنين في المنطقة وفي "رام الله بالذات". أما فضيلة الشيخ "نصر الله", فقد ألقى خطابا في اللحظات التي بدأ فيها الاكتساح البري كما يقال, وحمل الأمة كلها النتائج المصيرية لهذه الحرب, حيث قال إن هذا الهجوم لا يستهدف حماس ولا فلسطين بل يستهدف من خلالهما الأمة قاطبة, ونتيجته سوف تحدد مصير الأمة, لذلك فعلى الأمة أن تتحمل مسؤوليتها في الوقوف إلى جانب المقاومة من أجل حماية نفسها وليس حماية المقاومة, أو هذا معنى ما قال سماحة السيد المتفائل بمآل المعركة إلى نصر أكيد للمقاومة, لأن الذي يحدث هو تكرار لحرب لبنان, أو حرب "تموز" 2006م.
من جهة أخرى كان التمهيد لهذا الهجوم الإجرامي اليوم بقصف مدفعي مكثف على نقاط معيننة في القطاع مع استمرار القصف الجوي المكثف, وقد شاركت البحرية الصهيونية المجرمة بحراسة الساحل وقصف كل ما يتحرك على شاطئ غزة. وقد تحدثت الأنباء عن مناشير تلقيها الطائرات الصهيونية على السكان تطلب منهم مغادرة منازلهم, وفي رواية أخرى مغادرة القطاع كله. كما جاء في الأخبار أن آخر المولدات الكهربائية قد توقف عن العمل بسبب انعدام الوقود, كما أن أطباء من مصر والسودان والأردن ينتظرون على الجانب المصري من معبر رفح ولم يسمح لهم حتى الساعة بدخول القطاع للتخفيف من عناء الجرحى, كما أن الهلال الأحمر القطري قد سحب تبرعاته بسبب منع الإدارة المصرية دخولها إلى غزة, وكذلك كان مصير المستشفى الميداني الذي تبرعت به قطر, فكل شيء يحدث بتنسيق كامل وفي نفس الاتجاه إحكام الحصار ومحاولة خنق المقاومة بكل الوسائل حتى لو أدى الأمر إلى خنق شعب غزة كله معها. وفي ختام المشهد لحد الساعة, تحدثت الأنباء قبل قليل عن قصف منشآة نفطية في القطاع, بهدف شل كل شيء يكون قد تخلف عن الحصار الذي كان يهدف إلى إنجاز هذا الاكتساح البري للقضاء على "حماس" وخاصة جناحها العسكري "كتائب القسام".
وهناك ملاحظة ذات دلالة خاصة, هي أن القصف الجوي طوال الأيام الثمانية الماضية, كانت المساجد من بين أهدافه, فقد قصف 11 مسجدا آخرها في بيت لاهيا شمال القطاع هذا المساء, حيث سقط عدد من الشهداء والجرحى.
من الجانب العسكري بعد الاجتياح قبل ساعات, تحدثت الأخبار عن وقوع اشتباكات بين الجانبين, كما تم قصف المقاومة للقوات الغازية بقذائف الهاون, وتحدثت "حماس" عن وقوع إصابات في صفوف العدو, وقد وافقت الحكومة الصهيونية على استدعاء عشرات الآلاف من جيش الاحتياط, وقد قيل إن ذلك تحسبا لأي تحرك على الجبهة الشمالية, أي من جانب حزب الله في لبنان, وقد أكد هذا الخبر السفاح "باراك" عندما أعلن لاحقا بأن الحرب لن تكون سهلة, وقد أخذنا كل الاحتياطات بما في ذلك احتمال تحرك الجبهة الشمالية, في إشارة واضحة إلى حزب الله في لبنان. أما "حماس" فقد صرحت مهددة بأن غزة ستكون مقبرة للجنود الصهاينة, كما تحدثت عن عزمها على أسر جنود صهاينة, وكانت قد أوضحت في الأيام الماضية من القصف المدمر أن كل الخيارات مفتوحة بما في ذلك قصف مدن بالصواريخ, والقيام بعمليات استشهادية.
نحن الآن قبل قرب منتصف الليل حسب التوقيت العالمي, وقد أعلنت "حماس" سقوط قتلى في صفوف العدو. كما صرحت "كتائب القسام" متوعدة بأن الصهاينة سيدفعون ثمنا غاليا لهجومهم هذا على غزة.
أحداث اليوم وتصريحاته تبدو متناقضة مع مثيلتها بالأمس, حيث كانت كفة عدم وقوع الغزو البري راجحة! هل كان ذلك من باب التضليل؟ أم أن التردد الذي كان مطبوعا بالتخوف قد أمكن تجاوزه, لكن لماذا؟ هل هناك جديد؟ وهل أن الرئيس الفرنسي عندما قرر المجيء بمبادرة, والحضور بها شخصيا, كان يجهل وقوع الهجوم البري؟ أم أنهم يقدرون الانتهاء من هذا الهجوم غدا الأحد, الذي سيبدا بعذ دقائق من الآن؟ أم أن هناك تناقضات واختلالات وتضارب في مصادر القرار لدى العدو؟ أو ربما هناك ازدواجية في طريقة تخلص العدو من ورطة هذه الحرب, وذلك ما يفسر تماطل مجلس الأمن الدولي في إصدار قرار توقيف القتال, بمعنى أن ينفذوا الهجوم ليحققوا شيئا ما لحفظ ماء الوجه, ويصدر قرار مجلس الأمن ليوقف القتال كما يريدون للتخلص من الورطة, هناك احتمالات عديدة, لكن المؤكد أن الصهاينة لا يستطيعون خوض حرب غير خاطفة, كما أنهم لا شك يبحثون عن مخرج من ورطة هذه الحرب. لكن لماذا يتخوفون من الجبهة الشمالية؟ وهل هناك شيء يوحي بتحرك في خطاب سماحة السيد هذا المساء؟ ولماذا جاء "جليلي" إلى سوريا اليوم بالذات؟ ولماذا اجتمع بقادة المقاومة في سوريا؟ هل هذا هو ما أثار مخاوف إسرائيل من الجبهة الشمالية؟ ثم ما هي الجبهات التي يتحدث "أحمد جبريل" عن فتحها إذا وقع الهجوم البري كما يفهم من كلامه؟ يظهر أنه هناك شيءما يحضر لكنه شديد الغموض, فمن جانب المقاومة أيضا فالمسألة مصيرية, فمهما كانت قوة "حماس" فإن حلفاءها في سوريا ولبنان وإيران لا يمكن أن يسمحوا بانهزامهنا, وربما أن هذا ما يفسر طلب الرئيس السوري من مجلس الأمن سرعة إصدار قرار يجبر إسرائيل على وقف عدوانها, كل شيء يِِؤشر على أن "حماس" - فيما يبدو - ليست وحدها في الميدان, ثم إن المظاهرات الغاضبة تكتسح العالم كله بما في ذلك الكثير من الولايات الأمريكية ذاتها, وقد أخذت المسيرات والمظاهرات تتضخم وتزداد عنفا, وعلى أي حال فإن الحق سيزهق الباطل إن الباطل كان زهوقا.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق