فلسطين...الحل بأيدينا
طريقتنا في التفكير السياسي غريبة جدا، أو إن شئتم قلنا، لا علاقة لها بالسياسة، بل هي مثار للشفقة والسخرية والضحك. إننا ننتظر حلول مشاكلنا من أعدائنا، أو في أحسن الأحوال حلفاء أعدائنا، وقد يكون هذا النوع من التفكير الساذج مقبولا إلى حدما من عامة الناس، أما أن يفكر الساسة والمفكرون بهذه الطريقة، فهي الكارثة والبلاء الأعظم، أيها الناس أفيقوا من سباتكم العميق، وتيقنوا من أنه لا حل يأتيكم من أحد غيركم، وإذا كانت أم مشاكلنا هي فلسطين السليبة، فكونوا على ثقة تامة من أن هذا البلد الحبيب، لا يمكن أبدا أن يتحرر إلا على أيدي أصحاب المصلحة والعلاقة به، وهم الفلسطينيون في المقام الأول، وإلى جانبهم العرب والمسلمون. ولتسألوا أنفسكم عن السبب الذي يجعل أوباما أو أمريكا وأوروبا والغرب يحلون مشكلة فلسطين وبالتالي مشاكل العرب والمسلمين، لماذا يفعلون ذلك ومصالحهم تقول العكس؟ إن ما يقوله أوباما وخطابه الذي صفقتم له مطولا، لا يعدو أن يكون دغدغة للعواطف من أجل التخدير والسهو عن تغيير الأسلوب النيوكولونيالي الأمريكي الغربي، من الأسلوب المباشر البوشي الفج الفاشل، إلى أسلوب أقوى وأمضى وأكثر إيلاما وطمعا وتحقيقا لمصالح أمريكا والغرب وإسرائيل. ذلك ما أكده أوباما ذاته في تعهده الصريح بحماية إسرائيل وعدم التخلي عنها مهما كان الثمن، قال ذلك في ذات الخطاب الذي انتظرناه بفارغ الصبر، وصفقنا له مطولا، ولم يقل عن الفلسطينيين سوى أنهم يعانون، اعترف بأنهم يعانون، لكنه لم يستنكر مجرد الاستنكار الجرائم ضد الإنسانية التي شاركت فيها بلاده بشكل أو بآخر، بل بالكثير في حرب الإبادة والدمار الشامل الأخيرة على غزة، ومن الطبيعي ألا يستنكر فعلا تتورط فيه بلاده، ويتورط فيه هو شخصيا عندما يؤكد للعرب والمسلمين أن عرى الرابطة بين بلاده وإسرائيل غير قابلة للانفصام، فالعقل السليم والمنطق القويم يستنتج من ذلك حتما عزم الولايات المتحدة والغرب على استمرار المشاركة في جرائم إسرائيل ضد الفلسطينيين والعرب والمسلمين إلى ما لا نهاية، بمعنى أنه لا يفكر في إنصاف المظلومين الذين هم نحن. ومن المنطقي ألا يفعل ذلك، فالسياسة مصالح، ومصالح أمريكا والغرب وإسرائيل تقتضي استمرار العدوان علينا، بل ومصالح الساسة العرب والمسلمين و(المعتدلون) منهم خاصة هي الأخرى مرتبطة عضويا وحتميا بذات المصالح الأمريكية والغربية والإسرائيلية، ومن ثم فإن هؤلاء يلحون على أمريكا والغرب في الاستمرار في العدوان والبطش والظلم، لأنهم يخافون على مصيرهم السياسي وربما الشخصي والعائلي من شعوبهم، وإذن كيف يمكن لعاقل أن ينتظر الحل على مثل هذه الأيدي المغموسة في الجريمة والمضرجة بدماء الأبرياء، كما شاهدنا منذ قليل في مجزرة غزة الإجرامية؟ الحل بأيدينا لا بأيدي غيرنا، وهذا هو المنطق السليم، وعندما أقول بأيدينا فإني أعني الشعوب التي وسيلتها الوحيدة إلى رد العدون ودحره وإلى التحرير هي المقاومة ثم المقاومة ثم المقاومة، ولا شيء آخر غير المقاومة. لذلك يعلنون الحرب الضروس على الإرهاب عدوهم اللدود، وما هو في الحقيقة سوى المقاومة أملنا الوحيد في الخلاص والحرية والكرامة.
المطلوب من المقاومة ومن الشعوب التي تتخذ منها قارب نجاة، هو تغيير المعادلة، بجعل مصالح الغرب مرتبطة بمصالحها، أي بسحب البساط من تحت الساسة " المعتدلون" وإسرائيل، عندها فقط يتغير موقف أمريكا والغرب لصالحنا، وتهمش إسرائيل إن لم تزل تماما، ويختفي -إلى الأبد- الساسة "المعتدلون"، غير مأسوف عليهم وعلى حليفتهم العنصرية المحتلة إسرائيل.
المطلوب من المقاومة ومن الشعوب التي تتخذ منها قارب نجاة، هو تغيير المعادلة، بجعل مصالح الغرب مرتبطة بمصالحها، أي بسحب البساط من تحت الساسة " المعتدلون" وإسرائيل، عندها فقط يتغير موقف أمريكا والغرب لصالحنا، وتهمش إسرائيل إن لم تزل تماما، ويختفي -إلى الأبد- الساسة "المعتدلون"، غير مأسوف عليهم وعلى حليفتهم العنصرية المحتلة إسرائيل.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق