الجمعة، 9 يناير 2009

من دفاتر الأيام/غزة البطولة

اليوم الرابع عشر من العدوان المجرم
صدر قرار مجلس الأمن في بداية هذا اليوم, ليدعو إلى الوقف الفوري للقتال, وقد امتنعت أمريكا عن التصويت على هذا القرار الهزيل فلا حديث عن انسحاب القوات المعادية من القطاع ولا عن رفع الحصار ولا عن فتح المعابر ولا عن حل مشكلة فلسطين ولا عن حقوق الفلسطينيين, إنه قرار إسرائيلي بحت وقد سارع العرب أو بالأحرى نظمهم الحاكمة إلى اعتبار القرار ثمرة لجهودهم في الأمم المتحدة وغيرها ولا ندري عن أي ثمرة يتحدثون؟ رفضت إسرائيل تطبيق القرار وقالت إنه لايعنيها وقررت مواصلة العدوان والأمر ذاته قررته حماس حيث قالت إن هذا القرار الذي يتجاهل حقوق الشعب الفلسطيني ولا يحالج العدوان والحصار والمعابر لايعنيني وإلى قريب من ذلك ذهبت بقية فصائل المقاومة. فمن الذي أصدر هذا القرار إذن؟ الحقيقة أنه من صنع إسرائيلي صرف فهي التي طلبت من أمريكا استصداره وما ممثلي العرب إلا مجرد ديكور لإخفاء حقيقة ما يحصل ولماذا تريد إسرائيل هذا القرار الذي تتنكر له؟ بطبيعة الحال إنها تعبر بذلك عن يأسها من تغيير أي شيء على الأرض كما كانت تزعم في بداية العدوان فالحرب لن تكون خاطفة وإسرائيل لاتعرف غير الحروب الخاطفة لهذا فهي على أهبة الرحيل ولا بد لها من قرار هزيل كهذا وفارغ من أي مكاسب للفلسطينين ويصلح لمداراة الخيبة عند الهروب لقد تبين لها أن قوة المقاومة أكثر بكثير مما كانت تتوقع وتأكدت من عجزها عن تحقيق الأهداف التي أعلنتها ولهذا استصدرت هذا القرار كخطوة أولى لإنهاء مغامرتها الفاشلة والطائشة والدموية. أما المقاومة فقد رفضت المبادرة المصرية لأنها شبيهة بهذا القرار المهزلة ولو أنه أفضل منها فالمبادرة المصرية هي إعلان صريح للاستسلام فلا وقف للقتال ولا أي شيء آخر على الإطلاق بل الاستسلام المجاني والتوقف من جانب واحد عن مقاومة الاحتلال وياللعجب لقد رفضت حماس هذه المبارة الاستسلامية ولكنهم يتحدثون عن عودة وفد جديد إلى القاهرة لبحث نفس الموضوع ربما تكون إسرائيل قد طرحت بديلا أفضل فسنرى ويحتار المرء حقا في قراءة مثل هذه التصرفات الغريبة نعم إن النظام المصري أمضى اتفاقية استسلام في اصطبل داوود منذ عشرات السنين وقد قاطعه العرب ثم عادوا إليه عفوا ليس العرب بل الأنظمة العربية التي سعت إليه صاغرة ليجرها واحدا بعد آخر أو بصورة جماعية للاستسلام نعم لقد نفض النظام المصري يديه من القضية الفلسطينية ومن العمل العربي المشترك والتضامن العربي وما إلى ذلك نعم إنه يراود بقية الأنظمة على الاستسلام مثله لكن لماذا يحاصر غزة منذ ثلاث سنوات أكثر مما تفعل إسرائيل؟ لماذا يمنع عن غزة الدواء والطعام الذي يتبرع به الآخرون؟ بل لماذا لايساعد غزة بالأسلحة وهو أضعف الإيمان؟ ماذا سيكسب هذا النظام المتهاوي من منع الدواء والطعام عن شعب غزة وأطفالها ونسائها؟ لم نعد نفهم أي شيء لقد تعطلت عقولنا عن العمل بسبب هذه التصرفات التي نعجز عن وصفها والتي لم يعرف لها التاريخ مثيلا. جاءت الأخبار اليوم عن دخول بعض المساعدات وبعض المتطوعين في المجال الصحي من معبر رفح هذا المعبر الذي يغلق النظام المصري الجانب الذي يقع في بلاده منه لماذا؟؟؟ وما مسؤوليته في ذلك؟ ولماذا يحمي إسرائيل إلى هذه الدرجة؟ ولا يكتفي بمراقبة جانبه من المعبر بصورة عادية بأن يحارب تجارة المخدرات وغيرها من الأشياء الممنوعة التي تهرب عادة, وإذا بالغ فليمنع دخول الأسلحة من جانبه أما الأشياء الأخرى العادية وغير الممنوعة في العالم قاطبة لماذا يمنعها هذا النظام الغريب؟ بل لماذا يغلق جانبه من المعبر أصلا؟؟؟ إن غزة حرة محررة وقد فرت منها إسرائيل منذ سنوات فلماذا غلق هذا الباب الوحيد الذي تتنفس منه غزة؟ أما هيكله المتهالك فقد صرح بأن إسرائيل تريد القضاء على حماس لأنها تقف في وجه التسوية بمعنى أنها ترفض التصفية والاستسلام هيكل هذا الذي يتطاول على "نصر الله" العظيم في هذا الزمن الأغبر فبطبيعة الحال لازال يحمل جرثومة الهزائم المهينة فكيف يتصور بعقله العبقري جدا أن إسرائيل تهزم الجيش المصري بل تنهيه من الوجود تماما ولا تستطيع أن تفعل ذلك بحماس؟؟؟ هذه لايهضمها الهيكل ولا تدخل له في عقل ولذلك لازال يعتبر نفسه بعبقريته الفذة مؤهلا لانتقاد عظيم العرب والمسلمين في هذه الأيام الرخيصة "نصر الله" وما أدراك ما هو.
المهم أن الوضع في الميدان ما زال على حاله والمقاومة الشريفة الباسلة لازالت تواصل تسديد الضربات الموجعة للعدو الغاشم على المباشر في البر وعلى مسافات بعيدة بالصواريخ وغيرها بل إننا نشعر اليوم بأن المقاومة الأبية أقوى من أي وقت مضى لأنها قد سجلت بحق هزيمة إسرائيل وخوفها باستصدارها لقرار وقف إطلاق النار من مجلس الأمن وفي العالم بأسره لازالت المظاهرات سارية وقد ظهرت مواقف جديدة لم نعهدها منذ أن ظهر السفاح "بوش" على الساحة هي دعوة كل من بلجيكا والأمم المتحدة إلى إنشاء لجان مستقلة للتحقيق في جرائم الحرب التي ارتكبتها العصابات الصهيونية في غزة. عدد الشهداء الأبرار بلغ 800 نصفهم من الأطفال والنساء كما بلغ عدد الجرحى 3300 وغزة لازالت شامخة وأكثر صمودا منتعشة بالمواقف النوعية الجديدة التي فرضتها بتضحياتها الجسام على العالم والله مع الصابرين.

ليست هناك تعليقات: