السبت، 31 يناير 2009

حماس تتكلم كلام الكبار

صورة لأبطال المقاومة الشريفةوشهدائها(افتح الصورة بالنقر على الرابط أعلاه)
"منهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا"
لغة الكبار
ليس من المهم أن نتفق أو نختلف إيديولوجيا مع حماس أو الفصائل الفلسطينية الأخرى في غزة, ولا خيار لنا ولا لغيرنا بمن فيهم الأعداء والسائرين في ركابهم سوى الاعتراف بالوقائع الموضوعية على الأرض, أحببنا أو كرهنا, لقد أعلن الصهاينة الحرب وأهدافها, والتي هي خاصة القضاء على حكم حماس لغزة, ومنع إطلاق الصواريخ منها, وتحرير شاليط, وكان واضحا بين السطور أنهم جاءوا ليقضوا نهائيا على المقاومة الفلسطينية, ومن ثم تصفية القضية نهائيا بفرض الاستسلام على الشعب الفلسطيني, وقد تلقوا كل الدعم والتأييد, بل الطلب الملح والرجاء بإنجازهذا الهدف المشترك والمصيري بينهم وبين الغرب ومعسكره و"المعتدلين"!!! وقد تحدثوا عن نصر لهم غامضا بعد الحرب, زاعمين بأنهم أنجزوا أهدافهم كاملة, وقد وصف أردوغان العظيم ذلك مخاطبا رئيس العصابة الصهيونية في دافوس: إنكم تتفاخرون بقتل الأطفال في غزة وإنه لمن المحزن أن تصفق لكم القاعة, وربما يكون عمرو موسى وبان كيمون من بين المصفقين, بمعنى أن الصهاينة ارتكبوا جريمة غير مسبوقة في حق الإنسانية, ولم يحققوا أي هدف لهم معلنا أو خفيا من الحرب, وهم الآن يستميتون ومن معهم في فرض أهدافهم بطرق أخرى مضحكة, نعم قد يضيفون الكثير من المعاناة لشعب غزة الصامد, لكن ذلك لن ينفعهم في شيء, اللهم إلا في تحصيل المزيد من الخزي والعار, إن هذه الجولة قد انتهت, ونتائجها سجلها التاريخ بفخار لفائدة شعب غزة الصامد, وليتخبطوا ما شاء لهم التخبط, فلن ينالوا شيئا, ولن يعطلوا قيام واقع جديد هم مرغمين على التعامل معه, وها هو عميلهم بلير يصرح بأن عملية السلام لا يمكنها أن تتم في غياب حماس, لكن ماذا تقول حماس والمقاومة ككل على لسانها, إنها تقول بوضوح تام ودون أي لف ودوران: لا تهدئة بلا فتح لكل المعابر فتحا كاملا ودائما, ورفع تام للحصار, ولا حوار ولا مصالحة ولا حكومة وحدة وطنية إلا بإطلاق سراح المعتقلين من مناضليها لدى السلطة في رام الله, على أن يتم الحوار المأمول على قاعدة المقاومة, وإلغاء السلطة لاتفاقاتها مع العدو, وإنهاء المفاوضات, وباختصار إلغاء كل إجراءات التفريط في الحق الفلسطيني ومفاوضات العبث والاستسلام, إنه كلام بليغ وكبير لا يصدر إلا عن الكبار. أما الحديث عن إعادة الإعمار تحت إشراف السلطة وشركائها إقليميا ودوليا, فمعناه الوحيد في قاموس الكبار هو تعطيل أو على الأقل تسويف التخفيف من آلام شعب غزة الجريح الأبي. وبعد هذا فليتحدثوا كما يحلو لهم وليناوروا ما شاءوا وليضغطوا بكل ما أوتوا من قوة وحيل, وليراوغوا بكل ما لهم من خبرة في هذا الفن المخادع, فلن يبلغوا شيئا مما يحلمون به, فقد فشلوا في حربهم المجرمة وعليهم أن يعترفوا بنتائجها على أرض الواقع, فأو يجبروا على ذلك إجبارا, بالرغم من الكاميرات وأجهزة الإنذار التي نصبوها على طول الحدود بين مصر وغزة, والتي هي نسخة باهتة من جدار الفصل العنصري, ذلك هو السبيل الوحيد لإصلاح ما يمكن إصلاحه, وللسير قدما نحو إرساء قواعد سلام حقيقي, يعترف بالحق الفلسطيني ويتحاور مع ممثلي شعب فلسطين الحقيقيين الذين فوضهم بالانتخاب الحر الديمقراطي النزيه, كما اعترف بذلك العدو قبل الصديق, سلام جقيقي ولو على المدى المتوسط, أما جولات المدى البعيد فتبقى مفتوحة ولا أحد يستطيع تقرير أمرها سوى الشعب الفلسطيني ذاته, أما إذا كانوا يراهنون على الحرب الفاشلة فستظل كذلك خاسرة حتى ولو استعملوا أسلحة الدمار الشامل, وليس فقط الوسائل الصغيرة المحرمة دوليا, كما فعلوا في جريمتهم الشنعاء هذه المرة, فإن كانوا يهدفون إلى التصفية الجسدية والتطهير العرقيى كما فعلوا بالهنود الحمر فلهم ذلك, لكن النتيجة محسومة مقدما, لأن العصر غير العصر والممارسات من هذا القبيل قد عفا عنها الزمن, وهم إن فعلوا فسوف تكون النتيجة رفع التحدي, وسيكون المطلوب فلسطينيا وبمؤازرة تامة من أمتهم العربية والأسلامية, ومن شرفاء العالم, ومحبي العدل والسلام فيه, هو بتر بؤرة الشر واستئصالها بالكامل, بطرد الكيان الصهيوني الغاصب من فوق أرض فلسطين وتحريرها نهائيا من النهر إلى البحر, إنهم في هذا المرة أمام إرادة الشعوب وهي من إرادة الخالق سبحانه, أي أنها غير قابلة للثني والقهر, وليراهنوا ما شاءوا على ما أجاب به شيخهم في دافوس قائلا للبطل أردوغان: أنت لا تعرف القضية أحسن من مبارك أو صديقنا عباس, فليتوهموا ما شاء لهم الوهم, فإنهم لو ساروا في هذا الطريق المزين بالسراب والخنوع التام, سوف يندمون حيث لا ينفعهم الندم.
بن سي رابح
أستاذ متقاعد من الجزائر العاصمة

ليست هناك تعليقات: