السبت، 28 فبراير 2009

كل مواقعنا







annuaire

A HREF='http://www.annuaire.chiffonnette.ch' TARGET='_blank'> Annuaire Chiffonnette - Incontournable

Annuaire Automatique - Référencement Gratuit Automatisé

Annuaire Automatique - Référencement Gratuit Automatisé

هذه المدونة




Get this and other great generators at CodesToGo.com!

الخميس، 26 فبراير 2009

موقع الفلسفة والتفلسف




الفلسفة والتفلسف للطلاب

موقع التفلسف




التفلسف لطلاب البكالوريا

موقع بن سي رابح إشهار




بن سي رابح إشهار

موقع المقالة




المقالة الفلسفية لطلاب البكالوريا

زوروا مدونة




ابن الحكيم إشهار

مدونة تعلم تحرير


تعلم تحرير المقالة الفلسفية

الثلاثاء، 24 فبراير 2009

القرار المنتظر

الآن جاء دور البشير
من يهن يسهل الهوان ...عليه ما لجرح بميت إيلام
بالأمس صدام وكانت هناك مبررات صحيحة أو مزيفة, واليوم البشير, وغدا من؟ هكذا صار حكام العرب يقادون إلى المشانق بأسهل مما يذهب بالمواشي إلى المسالخ. بالأمس كان المتهم هو بوش السفاح, واليوم من هو المتهم؟ لقد ذكرت الأنباء اليوم أن كلا من أمريكا وفرنسا وبريطانيا, تؤيد قرار القبض المنتظر على رئيس السودان, الذي قيل إنه سيصدر يوم 04 مارس, أي بعد حوالي أسبوع, من قال هذا؟ مجرد شائعات تتداولها وسائل الإعلام العالمية, قالت الحكومة السودانية أن القصد منها هو زعزعة الاستقرار الداخلي للبلد, كما قالت إنها لا تعترف بالمحكمة الجنائية الدولية ولا تتعامل معها لأنها ليست عضوا فيها, غير أن كل هذا غير ذي معنى بالنسبة للمحكمة الغريبة التي استحدثت لهذا الغرض, لتقويض البلدان العربية والإسلامية, فالسودان الآن معرض للتمزق بأكثر مما وقع للعراق, وهذا هو بيت القصيد, إنهاك الضحية قبل الانقضاض عليها بسهولة ويسر. الغريب هو سكوت النظم السياسية العربية, وكأنما على رؤوسها الطير, وكل من قادتها ينتظر دوره المحتوم وهو لا يحرك ساكنا وكأنما هو ممن يتعاطون المخدرات, يحملقون في الخطر ولا يقدرون حتى على الفرار منه, وإنما ينتظرونه ببلاهة حتى يأتي عليهم, ويزهق أرواحهم, كما وقع لصدام, وقد قالوا وقتها إنه هو الذي سعى إلى حتفه بيده بمواقفه وتصرفاته الطائشة والعدوانية, فماذا يا ترى سيقولون عن البشير؟ وماذا يقولون عن مصائرهم, وقد اتضح الآن أنهم جميعا معنيين بحبل المشنقة الغربية؟ التي تسعى إلى العودة لنشر الاستعمار بشكل أو بآخر. صورة لم تكن مألوفة حتى في عز أيام الاستعمار السوداء, لماذا لم يحاكم زعماء المقاومة في القرون الثامن عشر والتاسر عشر والعشرين؟ أيام المد الاستعماري العاتي؟ بكل بساطة لأن تلك الأيام كانت أفضل, ولأن إجرام غزاة ذلك الزمن لم يخطر ببالهم ما يخطر بأدمغة الاستعمار الجديد, ولأن مثل ذلك الفعل كان سيؤجج عليهم شعوب المستعمرات, ويدفع بها إلى المقاومة الشرسة, فتصوروا لو أن الاستعمار الفرنسي البغيض عمد إلى محاكمة الأمير عبد القادر وإعدامه؟ كانت تلك الفعلة ستجلب عليهم متاعب لا تتصور, وربما عصفت باحتلالهم العدواني للوطن الجزائري. اما الآن فإنهم عمدوا بكل بساطة إلى إعدام صدام بعد احتلال بلاده وإسقاط حكمه ثم سجنه, ولم يحدث رد فعل مزلزل ولا حتى محتج, ومر كل شيء بكل يسر, لذلك تشجعوا وها هم يثنون بالبشير الذي قيل إنه أول رئيس يحاكم وهو في السلطة في تاريخ العالم كله! وكل المؤشرات تدل على أن مثل هذا الأمر إذا حدث فلن يؤدي إلى أي رد فعل مخيف بالنسبة للعلاقات الغربية مع النظام العربي, ولا على مصالحهم في البلدان العربية الإسلامية, لكن السودان سوف ينشطر إلى شظايا متناثرة وينمحي من الخريطة كوحدة جغرافية وهذا هو القصد. بعد جريمة غزة النكراء ها هي هذه الحادثة تكشف عن مدى الهوان الذي بلغه الوضع العربي, وعن المأزق الذي انتهى إليه النظام العربي حتى في التضامن بين أعضائه, أما الشعوب العربية والإسلاية فإنها غير مبالية لأن العلاقة بينها وبين معظم قياداتها تساوي الصفر أو ما دون ذلك, وهذه الحقائق مدروسة في الغرب الاستعماري بكل دقة وعناية, فهم من الناحية الاستراتيجية بصدد تفكيك البلدان الثرية ذات الرقعة الواسعة مثل السودان, لأنها تمثل مشروع قوة يجب التخلص منها قبل أن تنهض وتبدأ في طرح المشاكل وتهديد المصالح كما تفعل إيران اليوم, فبلد واحد حيرهم فما بالك لو تكاثر إلى عدة بلدان, وما يمكن أن ينجر عن ذلك من تضامن بينها, ولا نقول اتحاد, لأنهم سوف يعملون المستحيل وإن أعيتهم الحيل يلجأون إلى الحرب كما فعلوا مع العراق, لكن ذلك قد يصبح مسعصيا, ولذلك عليهم أن يستبقوا الخطر قبل أن يصير واقعا. وأيضا هناك الجانب الاقتصادي النفعي العاجل, وهو ثروات السودان الضخمة وخاصة منها مخزون بتروله الذي يبدو أن الصين قد وضعت عليه اليد أو كادت, وهذه هي جريمة البشير وليست جريمة الحرب كما يدعون, جريمته هو أنه شق عصا الطاعة واراد الخروج عن الاحتكار الغربي للثروات العربية, وهو أمر مرفوض بكل المقاييس, وما دام الإعدام ممكنا بسبب تهمة اتخذت ذريعة وهي ارتكابه لجرائم حرب في دارفور, فماذا يمنع من استعمال هذا السلاح والانتهاء من هذا الأمر المزعج؟ إن الحل سهل وميسور, فلماذا لا يستعملونه؟ قد يفعلون وينجحون في عملية الإعدام أو الإزاحة من الحكم بسبب ما يصدر عليه من المحكمة الجنائية الدولية, لآنه يكون مضطرا للاختفاء, ولأنهم سيتطوعون لتنفيذ الحكم بوسائلهم القوية المتعددة, كما يفعل الصهاينة الآن مع اسماعيل هنية والشيخ نصر الله, وسواء أعدموه أو أزاحوه عن الحكم, فسوف يخلو لهم الجو لإحكام القبضة على ثروات السودان وتفكيكه كما يتصورون, غير أنهم ينسون أن المشكلة ليست مع الرؤساء والملوك والأمراء, وإنما مع الشعوب, وقد اختارت هذه الشعوب المقاومة كاستراتيجية لا بديل لها ولا غنى عنها لمحاربة الصهيونية والاستعمار دفاعا عن أرضها وعرضها, وعندها سوف يندمون حيث لا ينفع الندم, ما دامت المقاومات تتكاثر كما ونوعا حيثما وضعوا أقدامهم, وسوف يأتي اليوم الذي تتوحد فيه هذه المقاومات المضفرة, وعندها سوف يعجزون فعلا عن مواجهتها, وقد يرحلون دون أي اتفاق فرارا بجلودهم كما فعلت العصابة الصهيونية في جنوب لبنان, إن المسألة بالنسبة إلى الشعوب جوهرية ومصيرية, ولن تتردد في دفع المهر الغالي في سبيل حماية الأوطان والكرامة, لكن الاستعمار تلميذ غبي, وما عليه إلا أن يقطف ثمار غبائه المفرط. ومن شدة ارتباك النظام العربي وضياعه ووقوعه حتى الرقاب في التيه, ينسى الجرائم الفظيعة التي لا تزال جراحها تنزف في غزة, ولا يضج محتجا على هذه المحكمة المتواطئة مع أكابر المجرمين والمتسترة عليهم, فما هي نسبة حوادث دارفور إذا صح تورط البشير فيها, وإذا كان ليس من حقه كرئيس دولة أن يواجه التمرد الذي صنعه الغرب؟ ماذا ستكون نسبة هذه الوقائع في دارفور إلى جريمة إبادة شعب غزة وتخريبها؟ لم نسمع بصوت يرتفع على الساحة العربية محتجا بهذه الطريقة, ربما لأنهم خائفون من تهم مماثلة, ولقد صدر تصريح اليوم عن أحد المسؤولين الكبار يقول فيه إن الجامعة العربية والاتحاد الإفريقي يبدلان مساعي لتأجيل تنفيذ المذكرة التي ستصدر باعتقال البشير لمحاكمته, مدة عام, وياللعجب أهذا هو سقف الطموح العربي والإفريقي؟ تأجيل تنفيذ المذكرة وليس منع صدورها, هذا كل ما يطلبون, إنهم مهيأون تماما للتصفية الواحد بعد الآخر, وتنفيذ المخططات الاستعمارية المعدة لكل بلد على حدة, وفي المحصلة المنطقة كلها, أي إعادة هيكلة البلدان كل حدة ثم رسم صورة جديدة تناسبهم للمنطقة كلها, وليس هناك من مانع يقف في وجوههم ما عدا عامل المقاومة التي وإن كانوا لا زالوا يمنون أنفسهم بإنهائها, إلا أنهم في قرارة أنفسهم يعترفون بوجودها وبما تسببه لهم من إزعاج, لكنهم لا يذهبون إلى حد الظن بأنها سوف تهزمهم في نهاية المطاف وتطردهم شر طردة عن جدارة واستحقاق.

مواقعنا

Bensirabah@gmail.com
• publicté
• publication
• Annonce
• Cours Philo
• Correction Dissertation Philo
• Commentaire de texte Philo />
Découvrez aussi :
elmouallim
Annonce
eltoufouti
elmakala

منظة العفو الدولية

العفو الدولية صح النوم
جاء في الأخبار اليوم, أن منظمة العفو الدولية تدين كلا من حماس والكيان الصهيوني بارتكاب جرائم حرب أثناء حرب الإبادة والتدمير التي كانت غزة ضحية لها في الأيام الماضية, وتضيف المنظمة العتيدة أن الصهاينة استعملوا أسلحة فتاكة ذات مصدر أمريكي مثل الفسفور الأبيض, لكن حماس أيضا كانت تطلق الصواريخ الأقل فتكا لكن الجريمة تتمثل في إطلاقها!!! هكذا بكل بساطة تقع المساواة المطلقة بين الضحية والجلاد, ويقع عليهما الحكم العادل بالإجرام سواسية وبنفس الدرجة, ثم تستمر المنظمة المحترمة في سياق عدالتها المثالية, فتطالب ولم تقل ممن؟ لا ندري إن كانت تتوجه إلى عمرو موسى أم إلى بوكيمون؟ بمنع وصول السلاح إلى الطرفين معا عصابة الصهاينة وحماس! نعم هكذا تناقلت وسائل الإعلام هذا التصريح الصادر عن منظمة العفو الدولية. لقد استيقظ ضمير هذه الهيئة فجأة وكنا جازمين بأنها قد استبدلت قلبها بقطعة من الحديد الصلب, وهل يمكن لجهة مهمتها السهر على تطبيق القانون الدولي ورصد التجاوزات اللاإنسانية ومنع وقوعها بكل الوسائل أن تنضم إلى أهل الكهف لتغط معهم في النوم أو الموت المؤقت عندما كان الجيش الصهيوني يزهق أرواح أطفال غزة ويبيد شعبها ويدمر كل شيء فيها بقنابل الفسفور الأبيض والنابالم والقنابل الذرية الصغير وبأنواع أخرى من الأسلحة المجهولة الإسم عندنا لأنها كانت تجرب لأول مرة على الأبرياء في المساجد والبيوت والمدارس بمن فيها مدارس الأمم المتحدة؟ بل إن الحديث قد تطرق أثناء المجزرة الإجرامية الرهيبة عن استعمال قنابل ذرية أمريكية صغيرة, وغيرها من فنون السلاح المدمر الفتاك الأمريكي كله, وكأن السلاح القادم من هذا المصدر المجرم يستعمل للمرة الأولى في إبادة الشعوب وتخريب المدن والبنية التحتية وحرق الزرع والضرع؟ نعم يا أمنيستي الإنسانية حتى العنق, حماس مجرمة لأنها أطلقت الصواريخ الشبيهة بألعاب الأطفال النارية, لأن ذلك كل ما تملك لتصرخ به في وجه السفاح الذي يعبث بالسلاح الأمريكي بأرواح شعبها وبمدنها وقراها ومزارعها وأشجارها التي كانت تقتلع, وليست هذه هي المرة الأولى التي يجرفون فيها المزارع والحقول ويقتلعون الأشجار, ويحرقون الزرع والضرع, كل هذا لم يوقظ المنظمة الشهيرة من نومها الشبيه بالموت في كهفها المنيع, وها هي بعد خراب البصرة تأتي بكل عدالة لتسوي بين المجرم الصهيوني والضحية المثخنة من أبناء غزة الأبطال, ألم تتساءل هذه الهيئة ذات الاختصاص الإنساني عن عدد القتلى والجرحى من الجانبين؟ وعن كم المدنيين الصهاينة الذين قتلوا أو جرحوا أثناء الثلاثة أسابيع من الجحيم الذي نصبه الصهاينة في غزة الصامدة بأسلحة أمريكية الصنع والتمويل؟ كأن المنظمة المحترمة تجرم الأرنب عن الصراخ في فم الأسد!!! ويا لها من مفارقة يندى لها جبين الإنسانية التي نكبت بتمثيل هذه الهيئة الصماء البكماء الفاقدة للقلب, نعم يا أمنيستي نحن نقبل بمنع وصول السلاح إلى حماس بشرط أن تضمني نفس الشيء بالنسبة إلى الطرف الآخر, لكن ممن تطالبين بهذا المنع؟ من أي دولة على وجه التحديد من دول الغرب والدائرين في فلكه؟ من أمريكا مثلا وهي التي تعيد وتؤكد مع مطلع كل شمس أنها ملتزمة بحماية أمن إسرائيل تماما ومهما كانت التكاليف؟ ألم تفكري أيتها الوصية على سلامة الإنسانية لحظة واحدة بأن أمريكا والغرب يدركون أن الكيان الصهيوني لا خوف عليه, أما الفلسطينيون والعرب فواجبهم هو الموت بأدب ودون ضجة حتى لا يقلقون الذباح الصهيوني عندما يمارس هوايته المفضلة, لذلك لا بد من منع وصول حتى المفرقعات اللعب لهؤلاء الإرهابيين الذين يكثرون من الصراخ الزعج عندما يتعرضون لنعمة الذبح على أيدي الصهاينة بسكاكين أمريكية وغربية مشحذة حتى تنجز مهمتها بكثير من الرحمة والرفق. إن الذي يحدث تجاوز كل المعايير المعهودة, وقد صمم الغرب ومنظماته المكلفة بالإنسانية على خوض حرب الإبادة والتطهير العرق إلى النهاية, حتى يصفو لهم الجو ويعيشون على أرض الجنس العربي الذي برمجوا إفناءه بكل الوسائل, حتى يبسطون سيطرتهم التامة على الأرض ذات الكنوز المعروفة أو التي لا زالت لم تكتشف بعد, ويحكمون قبضتهم على المنافذ الاستراتيجية في المنطقة حتى يتسنى لهم مراقبة كل صغيرة وكبيرة في البر والبحر والجو والفضاء. إن منظمة العفو تعرف تماما هذا السيناريو الاستعماري الجديد بل وتشارك فيه بقسط وافر عن طريق السكوت والتجاهل والتواطؤ, وهي بذلك تدخل الإجرام الحربي من أوسع أبوابه, وإن مثل هذا العواء الصادر عنها تشفيا وشماتة في أطفال غزة ومواطنيها الأبرياء لعار وأي عار؟ بل إنه لإجرام وأي إجرام؟ كان الأجدر بها أن تواصل السكوت, أما أن تصمت دهرا وتنطق كفرا, فهو ما يستوجب الإدانة والاستنكار من استهزاء المنظمة الإنسانية جدا بالشهداء والجرحى الذين لا يزالون في أمس الحاجة لمن يساندهم ويقف إلى جانبهم ويخفف من آلامهم, وليس لمن يسخر منهم ويتسلى بجراحهم المثخنة, وهو سلوك لا وصف له, ولا نجد له كلمة يمكن أن تصفه بموضوعية, إن اللغة لتقف عاجزة كل العجز على التعبير عن مثل هذا العدوان الأقسى من العدوان الصهيوني المجرم, ويا لها من مواقف تضع صاحبها في مزبلة الإنسانية بل هي أشرف من تتقبل مثل هذه الكائنات المتعفنة الراسخة القدم في الجريمة والممارسات الاستعمارية المتكبرة المتجبرة الطامعة, دون اكثرات بكل القيم والمعايير الإنسانية النزيهة, إن بشاعة مثل هذه المواقف لا يمكن للغة ولو كانت في فصاحة العربية أن تصفها, ولله في خلقه شؤون, والمجد والخلود للشهداء الأبرار, والشفاء العاجل للجرحى الأبرياء, وإن من كثر فساده قربت نهايته.

الأحد، 22 فبراير 2009

العنف من جديد في مصر

العنف مجددا في مصر
انفجار في حي الحسين بالقاهرة اليوم, ويبدو أن العبوة الناسفة قد وضعت في فندق الحسين السياحي, كما أظهرته الصور التلفزيونية, والحصيلة وفاة سائحة فرنسبة وجرح 10 فرنسيين و03 سعوديين و 03 مصريين و01 ألماني, العملية موجهة ضد السياحة التي تشكل نشاطا اقتصاديا متميزا في مصر, أصابع الاتهام سوف تتوجه آليا إلى الإخوان المسلمين المتابعين يوميا في كل الظروف, وسوف توصف العملية بالإرهابية, ويتوعد النظام المصري المنفذين, ويمارس اعتقالات كما يفعل دوما حتى في الفترة الماضية المستقرة منذ سنوات, ويغلق الملف بهذه الصفة, وبطبيعة الحال فإن العنف مرفوض مبدئيا ومهما كانت المبررات, فما ذنب المتوفية والجرحى 17؟ إن أي عمل مسلح سواء كان الذي يمارسه جماعة معارضة أو تقوم به دولة كما فعلت العصابة الصهيونية في غزة الشامخة, هو إرهاب بغيض, يستحق الإدانة والاستنكار, فعلى الذي يمارس المعارضة المسلحة أن يتجه إلى الخصم مباشرة, وأن يوجه سهامه إلى من يحاربه الذي هو الدولة ومقاتليها, أما المدنيون الأبرياء, فلا مبرر لإزهاق أرواحهم إلا عندما يكون المحارب في وضعية مقاومة كما هو الشأن بالنسبة للمقاومة الفلسطينية المضفرة, وهي وضعية خاصة بالمقاومة دون غيرها, وبالطبع فهي قد تصيب المدنيين اضطرارا نتيجة الحالة الخاصى التي تفرضها ظروف المقاومة, ثم إن المقاومة حق شرعي يقره القانون الدولي وكل الشرائع المنزلة أو الموضوعة, ومن هنا فلا سبيل للمقارنة, ولا للغموض واللبس التي خلقها السفاح بوش بطلب من شركائه الصهاينة, حتى أن العالم بأسره وقع في ارتباك غير مسبوق, حينما أدرجت المقاومة في لائحة الإرهاب, واختلط الحابل بالنابل, وعوض تكثيف الجهود الدولية لمكافحة الإرهاب, أصبحت الشكوك تحوم حول صحة تهمة الإرهاب ما دامت النية غير صافية والتصرفات مغرضة والقصد ليس بريئا. لكن الشجرة لا يمكن أن تحجب الغابة أي كانت الظروف, وحتى الإرهاب الحقيقي وهو ما لا يمكن تبرره كفعل, لكن تحليله ودراسته المعمقة تؤدي حتما إلى توريط أطراف فيه باعتبارها من الأسباب التي أنتجته, كما أنه لا يمكن إبعاد تبرئة المجتمع من الجريمة بكل أنواعها, فالمجتمع وخاصة النظام السياسي المحلي أو العالمي المستبد, والمنتج بذلك للإرهاب مسؤول عن الظاهرة, كما هي مسؤولية المستعمر على الثورات والمقاومات التي يصفها بالإرهاب لتبرير جرائمه في محاولة قمعها, وللتنصل من المسؤولية عن الوضعية التي تسبب فيها والمؤدية بطبعا إلى المقاومة والثورة, لقد كان الاستعمار الفرنسي الاستيطاني الشريس يصف مجاهدي الجزائر الثائرة بالإرهاب وبالخارجين عن القانون وبالمتمردين, وما إلى ذلك من الأوصاف الدالة على الجريمة والخروج عن الشرعية, وحتى بهذا المعنى, فإن الخروج عن الشرعية الاستعمارية مفخرة ما بعدها مفخرة. إن الموقف الاستفزازي المستبد للنظام المصري إزاء شعب مصر الأبي أثناء العدوان المجرم الأخيرة للصهاينة على غزة الصمود, كان قد جعل قادة كبار يطلبون من الشعب المصري سلوك طريق العنف لوضع نظامه السياسي عند حده, لقد غلق هذا كل الأبواب على شعبه ولم يترك سوى باب واحد لا حول له ولا قوة حياله هو باب العنف, وها هو ينفتح اليوم في القاهرة, في قلب القاهرة, وفي رمز من رموز اقتصادها وهو السياحة, هل هي سحابة صيف ثم تنقشع؟ ذلك كل ما نتمناه للشعب الشقيق, أما أنه السيل الذي سوف يأتي على الأخضر واليابس لا قدر الله, لأن الذي يدفع الثمن في نهاية المطاف هو شعب مصر الصبور, نعم إن حادثى اليوم تصنف في باب التطرف والإجرام, لا جدال في ذلك بسبب استهدافها لمدنيين ولمؤسسة سياحية اقتصادية تهم شعب مصر كله, وتؤثر على مستوى معاشه الضنك في ظروف الاستقرار فما بالك في زمن القلاقل والاضطراب, لكن مسؤولية النظام المصري المستسلم للعدو الصهيوني المجرم والمؤتمر بأوامره في إبادة الفلسطينيين والتضييق عليهم وإغلاق رفح الرهيب حتى في وجوه الجرحى, وعن إمدادات الغذاء والدواء, مسؤولية هذا النظام قائمة وجسيمة, والذي وقع اليوم مهما كان متطرفا ومجرما, فإنه دن ريب يصب في خانة رد فعل الشعب المصري العربي الذي لا يمكن أن يقف متفرجا أمام ذبح أطفال غزة وإبادة شعبها وتدميرها, ولا يمكن أن يغض الطرف عن ممارسات نظامه الحاكم التي تجاوزت كل الخطوط الحمراء وكل عتبات العقل والمنطق, شعب مصر لا يمكن أن يبقى لا مباليا عندما يتعلق الأمر بإخوانه العرب حيثما كانوا, فما بالك بأهل غزة المقاومة على حدوده مباشرة, وليكن في علم هذا النظام المنحرف أنه إذا كان عملية اليوم متطرفة وإرهابية فإنه إن لم يرتدع سوف تأتي عمليات معتدلة لكنها كبيرة ومزلزلة تصنف في خانة المقاومة والثورة على نظام يحكمه بالاستبداد والظلم والجور ويقف في صف العدو المجرم لتيسير مهمته في إبادة شعب غزة وتخريب عمرانها وإتلاف زرعها وضرعها, مثل هذه التصرفات الطائشة لا يمكن أن تمر بسلام داخلي وتوافق بين شعب مصر ونظامه السياسي, وصفوة القول هو أن حادثة اليوم إرهابية ومتطرفة حقا, وأملنا أن تكون حادثة معزولة, نتجت عن الكبت الرهيب الذي تعرض له الشعب المصري العربي أثناء الجريمة الصهيونية في غزة المجاهدة, لكن مسؤولية النظام المصري المنتج للإرهاب والتطرف قائمة لا جدال فيها, فالحكم الذي ينتج التطرف والإرهاب مذنب لا شك, ورب ضارة نافعة, فقد يؤدي هذا الخرق المؤسف لهدوء استمر سنوات عدة إلى مراجعة هذا النظام الضال لحساباته من أجله هو أولا, من أجل مصلحته وبقائه في السلطة والحكم, وفي ذات الوقت يستفيد شعب مصر الشقيق من نعمة الاستقرار التي تنتج عن التوبة المفترضة للنظام الحاكم في أرض الكنانة العريقة. هذا هو ما نتمناه لمصر وأهلها وليس ذلك على الله بعزيز.

أردوغان يوجه أصبع الاتهام إلى رئيس الكيان الصهيوني

القافلة البريطانية

القافلة البريطانية الشهيرة
جورج غالاوي في رحلة إنسانية إلى غزة, شيئ جميل, قافلة ضخمة من عشرات الشاحنات العملاقة محملة بالمساعدات العاجلة لضحايا الإجرام الصهيوني في غزة الشامخة الجريحة, هذا السيد الذي اتضح أنه مشارك هام وليس صاحب الشأن دون غيره في قيادة القافلة, فقد وضح بعض القياديين في العملية أن صاحب المبادرة هم مسلمو بريطانيا, هذا توضيح هام, لكن غالوي لا يقل شأنا عن شافيز وأردوغان ونجاد, فليس من السهل الجهر بمعارضة العصابة الصهيونية وفي بريطانيا بالذات, فالرجل يستحق كل تقدير, وقد سبقته شهرته بالإنسانية والعدالة والكرامة إلى كل البقاع التي تسلكها المجموعة, ثم إن السيد/ غالاوي لم يفعل شيئا ينبئ بأنه يحاول استغلال الفرصة لصالحه, وأي مصلحة يمكن أن يبحث عنها الرجل وهو قد انبرى للصهاينة بالاستنكار والفضح والمعارضة, فهذه شهادة حاسمة في كونه ضحى بما يلهث غيره وراءه من المصالح المتعددة المرتبطة بالصهاينة, كونهم يسيطرون على التجارة والاقتصاد العالميين, ومن ثم يخضع لهم الساسة بحثا عن المال والشهرة ودوام النعمة, السيد غالوي فاز بالبطولة الإنسانية دون منازع وخلده التاريخ بسبب مواقفه الإنسانية الخالصة والشجاعة, غير عابئ بالمصالح والأخطار المحدقة به, وما مثال غارودي عنا ببعيد, لقد اختفى نهائيا من الساحة الإعلامية والثقافية, لأنه راهن على الحق وأنكر مزاعم الصهيونية في الهولوكست وغيره, مما أكسبهم عطف الغرب ودوائره المتمسحة به, من بعض بل من الكثير من دول المتخلفين, أو بالأحرى النظم الحاكمة فيها, والتي لها هدف واحد واضح هو التمسك بالحكم وجمع الثروات الطائلة وتبديدها فيما حرم الله. إني أكاد أجزم بأن هذه الحقائق أصبحت واضحة تماما ومن ثم مكتسبة في جميع بلاد العالم الثالث, كما كانوا يسمونه, لهذا وجب على المواطنين أن يحرصوا كل الحرص على الاستقلال الذي أحرزوه بالنفس والنفيس, ويعملون جاهدين من أجل الرقي المتواصل بسرعة مقبولة. لكن ماذا عن هذه الضجة من حول القافلة البريطانية, التي بدأت من بريطانيا ثم عبرت إلى إسبانيا فالمغرب, وقد اجتازت اليوم الحدود التي فتحت لها استثنائيا, وهنا بيت القصيد, لا شك أن مثل هذا القرار الاستراتيجي إنما يكون دون ريب قد اتخذ على مستويات عليا في البلدان المعنية جنوب المتوسط خاصة, حيث إن فتح الحدود المغلق بإحكام بين المغرب والجزائر هو من قبيل الإعجاز, ذلك أنه لا يدور بخلد المواطنين وحتى الساسة على جانبي الحدود بأنه بالإمكان فتح الحدود التي طال أمد غلقها, وهو أمر جيد يدخل في باب قهر المستحيل, لكن لمن يعود الفضل؟ ومن الذي استطاع فتح الحدود بهذه البساطة؟ والسبب هو عبور قافلة للمساعدات البريطانية برا حتى تبلغ غزة, وتنعم بإغاثة بعض الذين نجوا من الموت الصاعق, فلماذا لم تستعمل القافلة باخرة؟ أليست أفضل من الشاحنات من جميع النواحي؟ وما القصد من هذه التظاهرة الإنسانية اللافتة للنظر؟ وهل كان بالإمكان فتح أي حدود عبر المسار الذي رسمه غالوي ورفاقه؟ وهل يمكن تخيل مجرد تخيل أبواب رفح تشرع للقافلة العملاقة لو لم تكن قادمة من الشمال؟ عقدتان من أكبر عقد العصر والظروف, معبر رفح والحدود الجزائرية المغربية المغلقة منذ سنوات عدة, ولا يلوح في الأفق حصول معجزة فتحها, تحلان بقدرة قادر, هل المسألة تتعلق بالجلد الذاتي والشعور المتزايد بالمذلة لدى أهل جنوب المتوسط؟ هذه الجماهير التي كانت يوما تخوض غمار الحروب للانتشار في كل جهات الأرض حاملة معها رسالة الحق والصدق وتشييد حضارة من أروع حضارات التاريخ, هي الآن بحكم الوضع الحضاري العالمي الراهن, تتجرع كأس المرارة في علاقاتها المهينة ببقية الأمم, وفي الكبح القاسي والظالم التي تمارسه عليها حكوماتها المستبدة الهزيلة. هل هذا هو السبب في أن يكون حمارهم أحسن من حصاننا؟ نعم إن غالوي شخص فوق الجدل بفعل احترامه لإنسانيته في تصرفاته مع غيره من الأفراد والشعوب, إنه يصدر عن قناعاته وعن رقيه الحضاري وقيمه الإنسانية النبيلة, لا لأنه صديق للعرب و الفلسطيين أو عدو لليهود والصهاينة, فإن حدثت مواقف ترجمها الآخرون بالصداقة لهم أو العداء ضدهم, فذلك أمر عرضي وليس بجوهري بالنسبة لغالوي, وبيت القصيد في هذا السياق هو لماذا نكيل بمكيالين على المستوى الرسمي خاصة ظالمين أنفسنا بأكثر مما يظلمنا الاخرون؟ إن هذه القافلة لو كانت عربية لما استطاعت أن تفتح الحدود الجزائرية المغربية أبدا, ولما تمكنت من فتح معبر رفح الجهنمي!!! بينما العكس تماما يحدث على الضفة الشمالية, بحيث إذا كانت القافلة أوروبية أو غربية عموما لاخترقت الحدود بكل يسر, أما إذا كانت عربية أو مسلمة أو جنوبية عموما, فربما منعت من العبور, وإن سمحوا لها فإنما يكون ذلك بعد العبور على إجراءات من قبيل الصراط المنصوب فوق الجحيم. أن يصل الهوان بأمة إلى درجة احتقار نفسها في صورة أفرادها أو شعوبها, وتمجيدها إلى درجة التقديس لكل ما هو غربي من أفراد وشعوب, وربما فعلت أكثر من ذلك عندما تتعامل مع عدوها الصهيوني المجرم, إن مثل هذه الأمة تكون قد بلغت الدرك الأسفل من الانحطاط, وهي في مفترق طرق حقيقي, فإما أن تسلك طريق الفناء والاندثار, وإما أن ترفع التحدي وتحدث القطيعة وتنبعث من جديد على أيدي شعوبها وشبابها الذين عليهم أن يسارعوا إلى أخذ زمام المبادرة وقيادة أوطانهم إلى فضاءات جديدة, جديرة بانتعاش الأمل, والسير في الطريق السليم, طريق النمو وخاصة منه النمو البشري وتكديس الثروة البشرية أم الثروات والمضي في اتجاه الانتعاش وإحياء الأمل وارتفاع الروح المعنوية, مما يساعد على تجنيد الشعوب واحتضانها للمسيرة الكريمة نحو المستقبل الآمن المزدهر ونحو مجتمع المعرفة والقوة والمنعة. إن غزة صاحبة فضل لا ينكر, لقد تمكنت بعبقريتها المجاهدة أن تدفع وعي الجماهير العربية والإسلامية والعالمية نحو الأعلى بمقدار مئات السنين, فلها كل الشكر الجزيل, وللمساهمين معها في إيقاظ الوعي الشعبي الخلاق, أمثال غالاوي وأردوغان وشافيز ونجاد, وأيضا وقبل هؤلاء أطراف المقاومة المجاهدة في لبنان والعراق وغيرهما من البلدان المكافحة من أجل التحرر في العالم العربي والإسلامي وفي العالم قاطبة. ولا ننسى المساهمة المترتبة عن أخطاء النظام العربي القاتلة وخاصة منه "معتدليه", وأيضا السلوك العدواني الإجرامي للصهاينة الذين يسعون إلى حتفهم بأيديهم, وكذلك أمريكا وأوروبا ومن سار في ركابهما عبر العالم, كل هؤلائ يساهمون بأخطائهم الجسيمة وبعنصريتهم ونفعيتهم العمياء في رفع وعي الشعوب, ولولا ممارساتهم السلبية لما استطاعت غزة المنيعة أن تدفع الوعي الشعبي العالمي إلى الصعود بهذا الشكل الحاد, وفي الختام نسجل بكل استغراب هذا الدرك الأسفل من الاحتقار الذاتي الذي يمارسه النظام العربي على مواطنيه أفرادا وشعوبا, كما نسجل باستغراب أشد هذا الانحياز الغربي الظالم واللإإنساني للعصابة الصهيونية المجرمة حتى ضد قلة نادرة من مواطنيهم الذين يضطرون تحت ضغط ضمائرهم الحرة إلى استنكار الجرائم الصهيونية ومعارضتهم لها لا لأنها تقع ضد الفلسطينيين والعرب, ولكن لأسباب مبدئية تخصهم وتنبع من ذواتهم, إنه شيء مريع يحير العقل ويجعل المنطق عاجزا عن مؤازرة الفهم مجرد الفهم, غير أن هذا السلوك الغربي على بشاعته الشنيعة, لا يخلو من مساهمة في المساعدة على رفع الوعي الشعبي في عالم الجنوب وفي العالم قاطبة, ورب ضارة نافعة.

السبت، 21 فبراير 2009

عناويننا















عنواننا

الزائر الكريم

عدد الزوار

النشر والإشهار/عناويننا


Bensirabah@gmail.com

• publicté

• publication

• Annonce

• Cours Philo

• Correction Dissertation Philo

• Commentaire de texte Philo

Découvrez aussi :

elmouallim

Annonce

eltoufouti

elmakala

الجمعة، 20 فبراير 2009

رفض التهدئة

رفض التهدئة

طرح الصهاينة شرطا تعجيزيا ليكون رفضهم لاتفاق التهدئة مقنعا نوعا ما, إطلاق سراح شاليط مقابل التهدئة برفع الحصار وفتح المعابر, لا شك أنهم رفضوا بهذه الطريقة الملتوية من أجل تجنب مضاعفات قد تحدث في علاقتهم بالنظام المصري, الذي اعترف بأن مجهوداته تعرضت لنكسة بهذا الرفض الصهيوني للتهدئة في آخر لحظة قبل توقيع الاتفاق, وفي الحقيقة أن الكيان العنصري العدواني ليس في حاجة إلى تهدئة, لأن خسائره في المناوشات اليومية لا تكاد تذكر, بينما غاراته تحدث خسائر كبيرة لدى الجانب الفلسطيني في الأرواح وفي المجال المادي المتنوع من مباني وتجهيزات وغيرها, أما الصواريخ التي تسقط في فلسطين المحتلة ففي الغالب لا تحدث شيئا أو قد تتسبب في خسائر مادية طفيفة, وفي حالات نادرة قد تؤدي إلى جرح شخص أو أكثر جروحا خفيفة, فالأمر لا يقلقهم أبدا من جهة الخسائر, وإنما يزعجهم لأسباب معنوية, أهمها استمرار المقاومة من حيث المبدأ, وما خاضوا الحرب المجرمة الفاشلة كحملة انتخابية إلا من أجل القضاء نهائيا على المقاومة الصامدة, وفرض الاستسلام التام على غزة المجاهدة, إنهم لو أرادوا التهدئة لأنهوا الحرب باتفاق لوقف إطلاق النار يتضمن التهدئة بعد التفاوض غير المباشر, لكنهم أنهوا القتال من جانب واحد, وذلك لكي لا يتقيدوا بالتهدئة, حيث إنهم يمارسون العدوان الإجرامي يوميا, كما كانوا يفعلون دائما قبل الحرب, ويظنون أنهم إن لم يقضوا على المقاومة بهذه الاعتداءات اليومية فإنهم يستطيعون إضعافها واغتيال بعض القيادات المزعجة فيها, وما إلى ذلك من الإنجازات العدوانية التي يمارسونها لما يرونه فيها من فوائد عسكرية ومعنوية في صراعهم الظالم مع المقاومة الشريفة وشعبها الأبي. ثم إن الفترة الانتقالية بعد انتخاباتهم الأخيرة, ربما لها بعض الدخل في قرارهم الرافض للتهدئة, حتى لا تضطر الحكومة الجديدة إلى إلغائه أو تعديله بعد فترة وجيزة, دفعا للإحراج وللظهور أمام العالم بمظهر الاضطراب وعدم الجدية, وإذن لماذا كانوا يتفاوضون في هذا الموضوع لأسابيع مرت, منذ انتهاء عدوانهم الغاشم على غزة المنيعة؟ لا شك أن الإجابة عن هذا السؤال متشعبة ومعقدة, فضلا عن عوزها إلى معلومات لا يملكها إلا الرسميون في بعض الحكومات المعنية, إلا أن السياق العام يشير إلى وجود تردد واضطراب لدى حكومة الصهاينة, ذلك أن الفشل الذريع في تحقيق أهداف العدوان السياسية والعسكرية, وأهمها خيبة الذين اختاروا القيام بحملتهم الانتخابية بهذه الطريقة الإجرامية, فكان نصيبهم المستحق الرفض في الانتخاب سياسيا وعدم تحقيق أي هدف من أهدافهم المعلنة عسكريا, وجلب السخط والاستنكار العالمي الشعبي خاصة وحتى الرسمي المعلن أما الخفي فيفترض أنه على نطاق واسع حتى لدى أنصارهم وعبيدهم, ولا ننسى أن من بين أهدافهم المهزومة التي أعلنوها قبيل الشروع في الجريمة النكراء تحرير شاليط "المفدى", لذلك جعلوا منه عنوانا لرفض التهدئة, لأنهم يعانون من عقدة الفشل العسكري وما ترتب عنه من الخسارة السياسية الباهظة التي كادت تقضي على مستقبلهم السياسي, إن لم تكن قد أنهته بالفعل, وها هي "إيفني" المجرمة, وهي أحسنهم حظا في الانتخابات, تعجز عن الوصول إلى رئاسة الحكومة, ودون ريب, فإن ظلال الحرب الفاشلة قد كان لها الدور الأول في إقصائها من تولي الحكم, وها هوغريمهم العنصري المتطرف "ناتنياهو" يفوز برئاسة الحكومة, لكنه يكون بذلك قد سعى إلى حتفه السياسي بيده, فلن يكون مصيره أفضل من مصير هؤلاء الذين جعلوا حملتهم الانتخابية حربا إجرامية لإبادة أهل غزة وتدميرها عن آخرها, ولن يطول الزمن بالصهاينة لينتهوا إالى الإفلاس الزعماتي والسياسي التام, لا لأن المقاومة الباسلة سوف تقودهم من هزيمة إلى هزيمة أكبر فقط, ولكن لأن ممارساتهم الضاربة في اللاإنسانية والإجرام المفرط سوف تصل بهم إلى نهايتهم المحتومة, وسوف يضطر أنصارهم وعبيدهم إلى التخلي عنهم في أمد غير طويل, تحت ضغط الشعوب التي لا يمكن لها بطبعها أن تبقى متفرجة على العبث بأجساد الأطفال وأرواح الأبرياء, وسوف يدرك الجميع أن هذه العصابة المجرمة قد تشكل في وقت ليس ببعيد الخطر الجسيم على البشرية قاطبة وفي كل أنحاء العالم, فليس من الممكن أن تقوم دولة في التاريخ, مهما كانت المبررات على الإجرام, وتستمر في الوجود طويلا بنفس الممارسات, هذا من المستحيل, ويبقى عليهم على العصابة التي تحتل أرض فلسطين أن تختار بين التعايش مع جيرانها, وتمكبن أصحاب الأرض من بعض وطنهم, فربما صبروا تحت الضغوط الرهيبة الممارسة عليهم عالميا بعض الوقت, أو تعجل بنهايتها الحتمية بالاستمرار في ارتكاب جرائم الإبادة والتدمير, فلن ينفعها ذلك إلا في تعجيل نهايتها المحتومة, وعلى النظام المصري ومن والاه أن يستخلصوا العبرة, ويعرفون أنهم يقعون في نفس الخطأ القاتل, إن هم استمروا في خطتهم السياسية لحماية مناصبم ونظمهم بالاعتماد على قوة الغرب وصداقة العصابة الصهيونية, ربما كان هذا الدرس, درس مفاوضات التهدئة التي لعبوا فيها الدور المعروف, وساطة ظاهرية ومساندة للعدو باطنيا بالضغط على المقاومة وترهيبها, ربما ارتدعوا من هذه النكسة كما وصفوا هم أنفسهم مصير مجهوداتهم في هذا السبيل, إن الصهاينة لم يتيحوا لهم حتى فرصة بذل كل الجهود لخدمتهم, فقد يفهمون حقيقة مع من يتعاملون, وقد يتوبون إلى رشدهم, وربما فكروا في العودة إلى أحضان شعوبهم الدافئة, ومثل الرئيس أردوغان البطل في هذا السياق لا زال ماثلا للعيان, وهو ينسحب رافع الهامة شامخ الأنف من منصة رئاسة منتدى دافوس الشهير, ويترك الذين كانوا بجانبه من الرئيس الصهيوني وأمين عام الأمم المتحدة وصحافي الواشنطن بوسط المنشط للجلسة, وأمين عام ما يسمى بالجامعة العربية, يتركهم في دهشة تشبه الإغماء أو الصرع, وكأن على رؤوسهم الطير, وعندما وصل إلى اسطمبول فجرا وجد شعبه ينتظره في المطار بالزهور ولافتات الإطراء والحب والإعجاب, بالرغم من القر في عز الشتاء, لا سيما عند الفجر, وكان الهتاف البالغ عنان السماء من الجماهير الحاشدة: أن لست وحدك, وفي الحين ظهرت صحف العالم كل العالم وكل وسائل الاتصال والإعلام في المعمورة أن الرئيس البطل أردوغان قد استقبل في اسطمبول استقبال الأبطال, لماذا؟ لأنه منتخب عن حقيقة, ولأنه لذلك مثل إرادة شعبه أكمل تمثيل, ولأنه أيضا شهم وأصيل,ألا تكفي كل هذه الأمثلة البليغة لردع "المعتدلين", وتنبيههم من غفوتهم العميقة؟ ربما فعلوا لو كانوا يعقلون؟
عنوان صورة الرئيس البطل أردوغان وههو ينسح من مصة منتدى دافوس:(اضغط على العنوان أدناه وانعم بالشموخ)
الأستاذ بن سي رابح
عاصمة الجزائر

بن سي رابح للنشر والإشهار Bensirabah publication et publicité: أردوغان البطل

بن سي رابح للنشر والإشهار Bensirabah publication et publicité

الخميس، 19 فبراير 2009

النشر والإشهار/الانتخابات الرئاسية(وجها لوجه)

http://publienstext.blogspot.com/(عنوان المدونة الشخصية)
إلى جريدة الخبر الغراء
وجها..لوجه
سيدي مدير التحرير المحترم, تحية طيبة, وبعد/
شكرا على فتح هذا الفضاء الجديد لقراء الجريدة, الذي أقل ما يقال فيه إنه مبادرة بناءة في سياق النضال من أجل حرية التعبير
من قائمتكم المقترحة اخترت
الانتخابات الرئاسية المقبلة .. هل هي انتخابات تعددية أم مجرد استفتاء؟
لماذا هذا الاختيار؟ الأسباب متعددة ومتشعبة, منها أن هذا هو موضوع الساعة, وأن الحديث فيه ذو شجون, بالإضافة إلى أنه موضوع مصيري يلخص وضع الأمة الجزائرية الراهن وآفاق مستقبلها, ثم إن الجزائري بطبعه حيوان سياسي, ينجذب بقوة عجيبة إلى موضوعات السياسة, ربما أن ذلك يعود إلى معاناته التاريخية الطويلة والمريرة, وحساسيته المفرطة لذلك نحو الحرية والمساوة والعدل. وبداية أقول إنه لا وجود لجزائري واحد في نظري يعتقد أن الانتخابات الرئاسية المقبلة تعددية, حتى لو ادعى ذلك وأقسم بالأيمان المغلظة أنها كذلك لأسباب تخصه, فإنه في أعماق نفسه يقر بزيف دعواه, وهنا يطرح سؤال كبير: لماذا ليست هي بتعددية؟ ذلك بكل بساطة لأن الأحزاب التي يمكن أن تشكل نوعا من المنافسة للمترشح الرئيسي أو الحقيقي, إما أنها غير موجودة على الساحة الوطنية تماما, أو أنها خارج اللعبة الانتخابية, إما بالمقاطعة, أو بالمساندة, وهل يمكن أن نتحدث عن تعددية في غياب التنافس بين الأنداد أو على الأقل أشباه الأنداد؟ إذن المسألة محسومة ولا تعدد فيها, وأي كلام غير هذا هو من قبيل تغطية الشمس بالغربال, إن الديمقراطية التي أعلنت ذات يوم من عام 1989 قد ألغيت عمليا, وهو أمر مؤسف, لأنه لا يمكن تصور نهضة حديثة ومجتمع معاصر مزدهر في غياب الديمقراطية, فمهما كانت مثالية الفرد, ومهما بلغت درجة وطنيته, فإنه لا يستطيع أن يحل محل صاحب المصلحة الحقيقية في بناء المستقبل الكريم, الذي هو الشعب وحده دون غيره, والشعب بطبيعة الحال لا يمكن له أن يمارس الديمقراطية المباشرة لأسباب عملية, ولا بد له من أن يتهيكل سياسيا في أحزاب وهيئات للمجتمع المدني, وهذه الهيكلة لا زالت غائبة واقعيا, لأن المعارضة السياسية مرفوضة حاليا, ولأن الأحزاب والهيئات الموجودة صوريا لا بد لها أن تنخرط في اللعبة السياسية كلجان مساندة أو تختفي من الساحة أو على الأقل تتعرض للقلاقل والشلل العملي, ذلك لأن الإرادة السياسية في بناء المجتمع الديمقراطي غائبة, وهو أمر طبيعي بالنسبة لأي نظام حكم, وإذا كان لا بد من اللوم وتحميل المسؤولية, فإن كل اللوم على الأحزاب والهيئات التي تنازلت عن دورها مقابل بعض المنافع المادية لقياداتها, وأيضا النخبة الثقافية وغيرها من النخب الوطية, فهي مسؤولة كل المسؤولية, ومحل لوم أكثر من جهة أخرى, وقد يكون هذا الأمر طبيعي كذلك بالسبة للأحزاب وهيئات المجتمع المدني, لكن لا عذر للنخب أبدا, وحينئذ وبعد النخب, لا بد أن يتوجه اللوم إلى صاحب الشأن, إلى الشعب الذي صار عالما بهذه الحقائق, لكنه لا زال لم يحكم الحكم العادل على هذه الأحزاب المستقيلة من مهمة تمثيله وقيادته للدفاع عن مصالحه الحيوية, ما زال غير رافض لها رفضا قاطعا, ولا زال غير مقاطع لها في المناسبات التي تعود إليه أو بالأحرى في المناسبة الوحيدة وهي الانتخابات بمختلف أنواعها, وليس عدم رفضه لها في اعتقادي راجعا إلى انعدام الوعي, وإنما يعود ذلك إلى أسباب معقدة, أهمها القيادات الاجتماعية والدينية المحلية, المتكونة خاصة من زعماء القبائل والعروش وشيوخ الزوايا, هؤلاء يزكون مرشحين محليين, ويتقاسمون بشكل أو بآخر المنافع مع المترشحين والأحزاب والهيئات التي ينتمي إليها هؤلاء المترشحين, مقابل التأييد والتجنيد المحليين, ويبدو لي أن هذه هي الرابطة الأهم التي تجمع بين المواطن في الولايات الداخلية خاصة وبين المترشحين وقياداتهم الحزبية أو حتى الأحرار, وهي رابطة لا يمكن وصفها بالسياسية وعلى الأخص بالتعددية الديمقراطية, فإن وصفت بالسياسية تجاوزا, فإنها ممارسة متخلفة, قد تصح نسبتها إلى عهد الإقطاع أو شيء من هذا القبيل, وأظن أن هذا هو السبب الرئيسي الذي يفسر ضعف المشاركة الانتخابية في المدن الكبرى, ذلك لأن المواطن فيها أو على الأقل الأغلبية الساحقة من المواطنين فيها, ليست لها قيادات قبلية عروشية أو دينية, وبطبيعة الحال فإن التأثير الحزبي الخالص ضعيف جدا, ومن ثم فهو عاجز عن تجنيد السواد الأعظم من المواطنين للمشاركة في الانتخابات, وحبذا لو وقعت دراسة هذا الموضوع الهام والاستراتيجي دراسة علمية لتعميم الفائدة وتعميقها, وإذا كانت بعد الدراسات العلمية والأطروحات الجامعية قد تمت في هذا المجال, جزئية كانت أو شاملة, فإنني شخصيا أجهل ذلك.وفي الختام أقول إن الانتخابات المقبلة ليست سوى استفتاء, وقد تكون المشاركة فيها هامة من حيث الكم في الولايات الداخلية خاصة, لأسباب عديدة, منها خوف الشعب من المغامرات والفراغ الرهيب, وعلى أي حال فإن الرئيس في غنى عن تأييد من أشباه الأحزاب الموجودة, لأن الشعب يقيم علاقة مباشرة معه, ولا يحتاج إلى أية وساطة وذلك كما كان الأمر دائما منذ فجر الاستقلال, حيث إن الأمور الجوهرية في سياسة الحكم لم تتغير منذ ذلك الحين .
بن سي رابح
أستاذ متقاعد من مدينة الجزائر

نشر وإشهار/لوموند ديبلوماتيك

الأربعاء، 18 فبراير 2009

برلمان الأردن يرجئ

برلمان الأردن يتراجع عن متابعة قادة الصهاينة
برفع قضية ضدهم كمجرمي حرب أمام المحكمة
الجنائية الدولية

يقول رئيس اللجنة القانونية في البرلمان الأردني الذي كان من المقرر أن يسافر اليوم إلى لاهاي لرفع الدعوى, إن القضية أرجئت لأسباب إجرائية لم يوضحها, وهل بالإمكان فعلا أن يرفع النظام الأردني مثل هذه القضية؟ إذا كانت إسبانيا قد عمدت إلى تغيير قانونها حتى لا تقع محاكمة عصابة الصهاينة على جرائم حرب سابقة في غزة تعتبر بسيطة بالنسبة للمذبحة الرهيبة التي تعرض لها الأطفال والنساء والمدنيون العزل, بالإضافة إلى التدمير الذي لم تنج منه حتى المساجد ناهيك عن المدارس والبيوت والحقول ومدارس هيئة الإغاثة الأممية ومكاتب الصحافة الدولية, بل المستشفيات التي كان أغلب من فيها هم جرحى نفس الحرب. أيعقل وقد عجزت كثير من الهيئات الأوروبية عن رفع دعاوى مماثلة بسبب ضغط حكوماتها التي يقال إنها بدورها وقعت تحت ضغط حكومة الصهاينة, أيعقل أن يسمح النظام الأردني لأي هيئة فيه حتى ولو كان البرلمان أن يرفع قضية ضد قادة الصهاينة باعتبارهم مجرمي حرب؟ إن من يعتقد ذلك واهم, ومجانب لمنطق الأشياء, إن النظام الأردني واقع تحت طائلة اتفاق استسلام أمضاها في وادي عربة, فكيف نصدق للحظة واحدة أنه بإمكانه أن يفلت من المنع الصهيوني لأي مبادرة تعاكس مصلحته؟ يمكن أن نتساءل لماذا تركوا الأمر إلى آخر لحظة ولم يمنعوه في المهد حتى قبل الإعلان عنه؟ الجواب بسيط وهو أن الحسابات النفعية تجعل الطرفين الأردني والصهيوني مستفيدين من تأثيرات مثل هذه المبادرة الإيجابية بالنسبة إليهم, فهي بالغة الأهمية في امتصاص الغضب وتهدئة النفوس, حتى إذا فرغوا من استغلال جانبها المفيد لهم أوقفوها بجعل الطرف القائم عليها يبرر الأمر بالطريقة التي يراها مناسبة, لقد استغلوا المبادرة كاملة وتركوها تخدمهم حتى آخر لحظة, ثم أوقفوها بكل سهولة, وهل يمكن للمستسلم أن يأتي بفعل تشتم منه رائحة التمرد على سيده ومولاه؟ هذا هو المستحيل بعينه, ولا يمكن لعاقل أن يتوقف أمامه للحظة واحدة, أما أن تسمي الاستسلام سلاما ضحكا على الدقون, فإنه يمكن أن يصدقك بعض الناس بعض الوقت لكنك لن تبقى صادقا وأنت لست كذلك طول الوقت, فمن المحال أن يصدقك كل الناس كل الوقت, وأنت مجانبا للصواب والحقيقة, إن الانهيار الذي أصاب النظام العربي على عتبة اصطبل داوود غير قابل للجبر, ولن يفلح معه الترقيع, فلا يستطبع العطار إصلاح ما أفسده الدهر, وما على الشعوب إلا أن تحافظ على الدروس التي كتبتها لها غزة بدماء أطفالها الزكية, وتعرف جيد المعرفة أن مصيرها موكل إليها وحدها, وألا سبيل للنجاة سوى بركوب سفينة المقاومة, فتلك هي الاستراتيجية المتاحة دون غيرها, بسبب الظروف السائدة وطنيا, وخاصة لدى النظم "المعتدلة", وإقليميا ودوليا, إذن المقاومة هي سبيل النجاة, فعلى شعوب العرب والمسلمين المستهدفة من الصهيونية والغرب وحكامها "العتدلين" أن تتحمل مسؤولياتها وتتخلص من الأوهام والضباب الذي تنشره الأنظمة الحاكمة قصد المحافظة على كراسيها والمنافع المرتبطة بها, والتي تتفق تماما مع مصالح الصهاينة والغرب, لذلك لا يمكن لهذه النظم أن تفعل شيئا أي شيء حتى لو أرادت, لأنها متورطة حتى الرقاب, ولأنها مقيدة بمعاهدات الاستسلام العلنية أو السرية, ولأن مصالحها السياسية والمادية مرتبطة تماما بمراكز القوى العالمية الغربية, فلا يمكنها أن تكون ضد نفسها, لذلك فمن صدق حكاية رفع البرلمان الأردني أو نية رفعه لدعوى ضد قادة الصهاينة أمام المحكمة الجنائية هو ضحية وهم كبير, لأن البرلمان حتى في البلدانن الديمقراطية لا يمكن أن يقع في صراع حقيقي مع السلطة التنفيذية إلا في أحوال نادرة تحفظ ولا يقاس عليها كما يقال, فغالبا ما يكون هناك توافق على المسائل الجوهرية وعلى الحدود الفاصلة بين السلطة والبرلمان, لأن مصلحة الفريقين تقتضي ذلك, وإن كان الأمر في البلاد الديمقراطية ليس بهذه البساطة, لأن هناك الشعب والمجتمع المدني يراقبان ويعاقبان من يحيد عن الطريق, وينغمس في مصالحه الشخصية أو الفئوية على حساب المصلحة العامة, أما في النظم الاستبدادية مثل التي تسود في أغلب الأقطار العربية والإسلامية فإن الهيئة التشريعية تحت تصرف ورحمة السلطة التنفيذية تماما من الناحية الجوهرية, حيث إن هامش حركة المجلس التشريعي باستقلالية ضيق جدا وهو لا يتحرك قيد أنملة إلا بإذن وموافقة السلطة التنفيذية, والجميع يعرف قواعد اللعبة وينغخرط فيها عادة لأسباب مصلحية نفعية شخصية, ومقابل ذلك يخضع المجلس النيابي تمام الخضوع للسلطة التنفيذية لا يقوى على معارضتها وهو لا يريد أصلا أن يفعل ذلك, فإذا كان هذا هكذا, فكيف يسمح النظام الأردني لبرلمانه بالتحرك ضد من هو مرتبط معهم كل الارتباط بمعاهدة استسلام. فلك الله يا غزة, ونعم بالله وليا ونصيرا, نعم هناك مراكز عربية ومسلمة قليلة تتعاطف معك ومنها من يمد إليك يد المساعدة قدر المستطاع, خاصة في ظل الحصار الخانق الذي يحيطونك به, غير أن ما يعول عليه بعد الله سبحانه هو صمودك يا غزة المجاهدة, كان الله في عونك وفي عون نخبتك المقاومة الثابتة, وكفانا أوهاما وضبابا, ومغالطات.

أردوغان البطل







http://medias.lemonde.fr/mmpub/edt/ill/2009/01/30/h_4_ill_1148337_0257_705875.jpg width=575 border=0>
اضغط على العنوان أعلاه لتشاهد طييب رجب أردوغان رئيس الحكومة التركية البطل وهو ينسحب من منصة مؤتمر دافوس احتجاجا على عدم تمكينه من الوقت الكافي للرد المفحم على مغالطات السفاح شمعون بيريز رئيس الكيان الصهيوني بشأن حرب الإبادة والدمار في غزة المجاهدة, تاركا وراءه كلا من بيريز, وبان كيمون أمين عام الأمم المتحدة, وصحافي الواشنطون بوسط دافيد الذي كان ينشط الجلسة ولم يمكنه من إتمام رده لأنه لم يتحمل استمرار الفضح التام لجرائم الحرب الصهيونية على غزة, وعمرو موسى أمين عام جامعة الدول العربية الذي واصل الجلوس فوق المنصة!!!

العلم/النشر والإشهار

Annuaire du Web algérien

الثلاثاء، 17 فبراير 2009

مرثية

مرثية

في توديع المجاهد محمود حمروش
"كل نفس ذائقة الموت" و " كل من عليها فان ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام", اللهم إنا لا نسألك القدر وإنما نسألك اللطف فيه, رحل سي محمود إلى دار الخلود, ليكون بإذن الله بين الشهداء والأولياء والصالحين, وحسن أولئك رفيقا, إننا في الحقيقة إذ نرثيك فإنما نرثي أنفسنا, أما أنت فقد أديت الأمانة كاملة غير منقوصة, ولا شيء يحرجك من لقاء ربك, بل إنك قد سرت إلى حيث المستقر الخالد الآمن المطمئن فرحا مسرورا بما قدمت يداك من خير الزاد لمن يعد العدة للرحلة الواجبة من دار الفناء هذه إلى الدار الأخرى حيث ينتظره النعيم المقيم, نرثي أنفسنا يا سي محمود لأن أمثالك معدن ثمين نادر الوجود في هذا الزمان الذي لا شك أنك تبرمت منه, وسئمت الإقامة بين أهله فطلبت الرحيل وكان لك ما أردت فهنيئا لك, أما نحن فمن أين لنا أن نجد لك البديل أيها المجاهد الكبير؟ من أين لنا بالرجل الذي يستوفي كل المعايير المجسدة للإنسانية الحقة؟ لقد كنت المثقف الذي نشأ في بداية فوران عصر النهضة, حيث كان ابن باديس يملأ الدنيا نورا وحماسة وانبعاثا متعملقا, يزلزل كيان الاستعمار البغيض ويرجف أعوانه من المتواطئين والدجالين والمشعوذين, في ذلك الجو المتوثب الزاحف نحو العلا ترعرعت, فما أن بلغت الحلم حتى انطلقت تساهم في تشييد ذلك الصرخ الشامخ الذي وضع أساسه الراسخ العلامة ابن باديس ورفاقه من الرعيل الأول, وما هي إلا سنوات قلائل حتى انفجر البركان كما خطط له الأصفياء من الوطنيين الأحرار الذين قرروا ألا حياة يمكن أن تستمر تحت نير الاستعمار البغيض, اندلعت ثورة نوفمبر المباركة, وهو ما كان أمثالك يتشوقون إليه أحر الشوق, فما كان منك إلا أن سارعت بالتلبية, وقصدت على الفور العرين الأكبر والمعقل الشهير للثورة والثوار, الأوراس وما أدراك ما الأوراس, لقد كان الحديث عنه في تلك الأيام يشبه الأساطير, بل كان من أعظم الأساطير, فما كان منك إلا أن عزمت على العيش في قلب الأسطورة, من هناك كان منطلقك في مسيرة الجهاد المجيدة, حيث كانت لك محطات ربما تكون أبرزها الرسالة الإعلامية التي اضطلعت بها, حيث يكون الفرد الواحد أكثر تأثيرا من آلاف الجنود, سلاح الإعلام خطير وأنت أحسن من يدرك ذلك, وكما قصدت في البداية الأوراس على اعتبار قيمته الأسطورية كأكبر معقل للثورة المتأججة, كانت خطوتك التالية الاشتراك في تأسيس جريدة المقاوم لسان جيش وجبهة التحرير الوطني, ذلك لأن هذه المهمة كانت شاغرة وهو نقص خطير في أداء الثورة, فالكفاح بدون إعلام هو تمثيل في الظلام, وإذن فإن الأولوية كل الأولوية لتأسيس هذا الإعلام المتعدد الوسائل وتفعيله بشكل يليق بعظمة الثورة, وحمل رسالتها النبيلة إلى كل أركان المعمورة, ليكون شاهدا ومبلغا لإنجازات الثورة الزاحفة, فما كان منك إلا أن التحقت بهذا الصف الأول من الكفاح والجهاد في سبيل الله والوطن,رحيلك يا سي محمود إيذان باختفاء جيل بأكمله, جيل الثوار, جيل المجاهدين, جيل الصناديد من الرجال والنساء الذين حرروا الوطن المفدى, وما أدراك ما تحرير الوطن, لا سيما إذا كان الوطن هو الجزائر التي ابتليت باستعمار ليس ككل استعمار, استعمار استيطاني اعتمد أساليب الإبادة الشاملة للثقافة والحضارة والهوية ومارس التطهير العرقي, وما كان بالإمكان أن يجتث مثل هذا الاستعمار السرطاني الخبيث لولا أن هيأت الأمة من محنتها رجالا من أمثالك رفعوا التحدي وقبلوا عن طيب خاطر بدفع المهر الغالي, الحياة مقابل الحرية, ذلك الرهان الذي لا يمكن أن يخسر أبدا, وها هي التجربة الجزائرية الفريدة تثبت ذلك نهائيا, ما دامت تمثل الدرجة القصوى لأي استعمار بغيض مفترض, رحيل جيلك يا سي محمود, ولو أنه أمر طبيعي, تلك سنة الله في الكون, ولن تجد لسنة الله تبديلا, إلا أنه بالنسبة إلينا لا يخلو من إحساس خاص بالخوف, وإننا لنتساءل سرا أو علنا: هل يمكن أن نضمن خلافتكم؟ نعم إن الأجيال تتعاقب وتخلف بعضها بعضا لدى جميع الأمم والشعوب, لكن الوضع بالنسبة إليكم لدى شعبكم الجزائري وأمتكم العربية والإسلامية يختلف تماما, فجيلكم من طبيعة خاصة, طبيعة مكتسبة من الصراع, من أوج الصراع مع العدو الاستيطاني الغاصب للأرض والعرض, مما يعني أن ميلاد جيل مماثل لا يتأتى إلا في ظرف مماثل, ومن أين لنا بذلك الظرف الذي كان لكم فضل تقويضه بعد أن أنجبكم؟ بطبيعة الحال لا لوم على الجيل الجديد, وإن كان لا بد من اللوم فيعود عليكم بعض الشيء, ولست أدري إن كان بإمكانكم حقا أن تجعلوا أبناءكم نسخة طبق الأصل منكم؟ لقد صنعكم محيط عمدتم إلى تغييره جذريا, فهل بإمكان المحيط الجديد الذي أنشأتم أن يضمن ملء الهوة السحيقة بين خصالكم غير العادية وصفات جيل الأبناء العادية؟ إذا كان ذلك فيه شيء من الإمكان فهو دون شك بالغ الصعوبة, ثم إن ظروف الاستقلال لم تكن ضاغطة إلى الدرجة التي تفرض عليكم البحث عما يشبه المستحيل لضمان التواصل بينكم وبين الخلف الجدير بالخلافة, ولعل هذا ما جعلك يا أستاذ تذهب إلى التعليم, حيث كان الآخرون يفرون منه, لكن مهلا فسنعود إلى هذا الموضوع في حينه.
كنت أسمع عنك أيها الراحل الكبير, عندما كنت مسؤولا في جريدة المجاهد الأسبوعي اللسان المركزي لجبهة التحرير الوطني, ولا أتذكر أننا التقينا في تلك الفترة, لكن تعارفنا ولقاءنا المباشر كان في لجنة التعريب الشهيرة التي كانت تنشط في أوائل السبعينات من القرن الماضي في فضاء الحزب العتيد, وإن كان أغلب أعضائها لم يكونوا منتمين لذات الحزب الوحيد تنظيميا, بل كانوا من رجال ونساء التعليم في مختلف المراحل, هناك تعرفت عليك أيها الوطني الغيور عن قرب, وكنت أتابع ما يصدر عنك بكل اهتمام, وقد كنت بحق أحسن من يمثل صفات ذلك الجيل الذي صاغته عبقرية الشعب الجزائري لتواجه به أبغض استعمار استيطاني مغتصب عرفه تاريخ البشرية, كنت أفضل ممثل لذلك الجيل المعجزة, لأنك لم تغير ولم تبدل, بل بقيت متمسكا بجوهر ما كان لدى ذلك الجيل المتميز عاضا عليه بالنواجذ, ولم تجرفك المغريات الكثيرة التي عبثث بغيرك, حافظت على معدنك الصافي, وكان لي شرف مشاهدة ذلك الثبات مجسدا فيك أيها الوطني الغيور, وقد كنت أتساءل عن السبب أو المبررات التي تجعلك تعزف عن الخوض مع الخائضين, والحال أن أبواب الجاه والسلطان مشرعة أمامك عن آخرها؟ إنه أمر صعب الإدراك؟ لكن قرارك بهجر كل شيء والتوجه إلى التعليم مجددا قد كان النقطة المضيئة التي أنارت كل شيء وسلطت الضوء على ذلك الكنز الثمين الذي كنت حريصا عليه كل الحرص, لم تكن أيها المجاهد الصابر مجرد فرد عادي من جيل التحرير والثورة, لقد كنت تمثل نخبة النخب من ذلك الجيل المعجزة, ومن أراد أن يفهم سلوكك ومواقفك فما عليه إلا أن يعود إلى المحيط الذي نشأت وترعرعت فيه, محيط الأسرة الوطنية المجاهدة المؤمنة, ومحيط العلامة ابن باديس والحركة الوطنية الجزائرية برمتها, لقد نشأت وترعرعت في قلب حركة النهضة الوطنية التي مهدت للثورة المسلحة بمختلف مشاربها وتياراتها المتنافسة في مناهج وأساليب الانعتاق والتحرير, ولم تكن مجرد مناضل يا سي محمود, لقد كنت متعلما ومعلما, وتلك مهام تعني الزعامة والقدوة والريادة في ذلك الزمان الخصب الصانع للتاريخ, ومن تلك الممارسات المتميزة في التعلم والتعليم والنضال انتقلت بمجرد اندلاع ثورة التحرير المباركة إلى التطبيق الميداني العملي لمبادئ الوطنية والكفاح والتضحية بكل غال ونفيس في سبيل الله والوطن, فهل يمكن لمن مر بهذه السلسلة الطويلة المتينة من الأمجاد والقيم أن يبدل أو يغير؟ إن ذلك من قبيل المستحيلات, وقد تبثت يا سي محمود حتى آخر لحظة من حياتك على الثوابت والمثل العليا والنضال دون ملل ولا كلل, من أجل ترسيخها في هذه الأرض الطيبة التي أردت أن تهبها الحياة, لكن الأقدار اختارتك لأن تكون النموذج الخالد للأجيال الجزائرية أبد الدهر, إن هذا المثل الذي جسدته بسيرتك العطرة جدير بالدراسة والتأمل والنشر بين الأجيال المتعاقبة في هذا البلد الأمين للاقتداء والاتباع, ذلك لأنه هو السبيل السالك إلى حفظ تراثكم الكنز, وهو المنهج الموصل إلى رقي الوطن وازدهار الحياة في هذه الربوع التي وهبتموها الحرية والاستقلال. جمعت تلك اللجنة الشهيرة كل ألوان الطيف السياسي لذلك العهد, أو ما كان يسمى بالحساسيات السياسية والإيديولوجية والثقافية, كما ضمت ممثلين رسميين عن كل القطاعات وعن دوائر الحزب العتيد, وكان الصراع أحيانا يحتدم, لا سيما في المسائل الإيديولوجية واللغوية, وكثيرا ما كنت أيها الوطني المتميز تحسم النقاش لفائدة الهوية الوطنية الأصيلة, ذلك أن الجميع بعد تدخلاتك القليلة لكن الفاصلة, يقتنعون بما حسمت به الأمر, أو ييأسون بعد مساهمتك العميقة من أي محاولة للسير في اتجاه آخر, ولم يكن ذلك فقط بسبب عمق إدراكك للحقائق التي اكتسبتها نظريا أثناء الدراسة والتدريس والنضال ثم التطبيق الميداني في خضم معركة التحرير الضارية العسكرية والإعلامية, نعم إن حجج من كان مثلك على هذا القدر الرفيع من التكوين الوطني الأصيل لا يمكن أن ترد, وفضلا عن ذلك نزاهتك وزهدك ونقاء ذمتك, فلم تأت إلى اللجنة بحثا عن جاه أو سلطان كما كان شأن الكثير من الوافدين عليها, بل جئت للدفاع عن تلك المكتسبات التي من أجلها اندفعت إلى الجهاد بشوق لا يفهمه أولئك اللاهثين وراء حطام الدنيا, لذلك كانت تدخلاتك النادرة حاسمة, وكان لا بد أن تكون نادرة, لأنها من مستوى رفيع لا يصلح للانغماس في الكثير من اللغو الذي كان يمارسه بعض المتخبطين أثناء الجلسات, لقد كنت تعي تماما حقيقة ما يدور داخل اللجنة وخارجه, وكنت بخبرتك الوطنية العميقة تعرف بوضوح مصادر الأخطار على الهوية والمصير, ومن غيرك يستطيع تمييز الممارسات المعادية, التي تنم عن الاستمرار بشكل أو بآخر لإرادة الاستعمار البغيض وأطماعه البشعة؟ نعم أيها الوطني الرائد, تلك كانت هي مواضع تدخلاتك الحاسمة, وبطبيعة الحال فإن من كان مثلك راسخ القدم في الحقائق الوطنية ما كان له أن يخوض في الكلام الكثير الذي كان من قبيل اللغو مجرد اللغو أو المناورات الشخصية الهادفة إلى حب الظهورأو الفوز بغنائم أو مكاسب من القبيل الذي تتقزز منه نفسك الأبية, كان جهادك في ميدان تلك اللجنة أيها المجاهد الصامد جهادا أكبر, ولا غرو فأنت من الرعيل القليل الذي لم يلق السلاح على عتبة الجهاد الأصغر, الكفاح المسلح, لقد كنت تعرف بعمق وعيك أن هناك جهاد أكبر, وهو ما لا يمكن لمن كان في مثل موقعك من الوطنية وعمق الإدراك للحقائق التاريخية والاستراتيجية أن يتخلف عن خوض هذه المعركة الأهم, وإني أعتقد أن الصراع المتشعب والمصيري داخل تلك اللجنة قد كان من الأسباب الرئيسية لقرارك بالانتقال إلى التعليم, ربما تكون قد شعرت بأن الأخطار الاستعمارية الجسيمة لا زالت قائمة بشكل أو بآخر, ومن بينها الأخطار الثقافية الاستراتيجية, وأدركت بفضل خبرتك الرفيعة أن المكان الملائم لخوض الجهاد الأكبر إنما هو التعليم, حيث تشكل عقول الأجيال وأيديهم ليصنعوا بها المستقبل المأمول, فذهبت دون تردد إلى الموقع الأمامي للجهاد الأكبر, إنه قرار عظيم اتخذته أيها الأستاذ الماهر, يصعب فهمه على غيرك من الباحثين عن المكاسب المادية الزائلة, فمن المعروف في تلك الظروف وحتى يومنا هذا أنه لا يذهب إلى التعليم إلا مضطرا, فكيف يذهب إليه من كان مثلك قادرا على ارتياد كل الوظائف في جميع القطاعات؟ كان بإمكانك أن تختار الموقع الأنفع لك في الإدارة أو الوزارة التي تختارها, فالمجاهد المثقف مثلك لا يمكن أن تغلق في وجهه الأبواب مهما كانت وأينما كانت, لكنك اخترت المدرسة, لأنك لم تكن تبحث عن جاه ولا سلطان ولا امتياز, كنت تريد ترسيخ الاستقلال والمساهمة في التطوير والتحديث والريادة, ومن المنطقي أن تختار التعليم ما دام التحدي يكمن في خلق الثروة البشرية, التي هي أم الثروات, بها يضمن كل شيء وفي غيابها لا يمكن الحفاظ على أي شيء, فالمسألة بالنسبة إليك ضرورة ملحة, إنه المكان الذي لا يعلوه مكان في ممارسة الجهاد الأكبر, جهاد التأمين والتطوير والنهضة الحضارية الأصيلة الحديثة. لذلك إن كان رحيل جيلك أيها الأستاذ المجاهد, هو دون ريب خسارة تاريخية لا سبيل إلى تفاديها, فإن رحيلك أنت بالذات خسارة أكبر, فأنت دون منازع من نخبة النخبة في ذلك الجيل الرائد, لقد صممت على خوض الجهاد الأكبر, بعد أن استسلم الكثير لحياة البذخ والرياش, وإن التحدي الاستراتيجي للوطن يرفع لواءه أمثالك دون غيرهم, وهو ما يصعب تعويضه يا كبير المتحدين, غير أن عزاءنا فيك هو ما كنت تشير به من وجوب التحلي بالتفاؤل والثبات والمرونة, وكون الخير لا يمكن أن ينقطع من هذه الأمة حتى قيام الساعة. لقد رسخت في نفوسنا أيام تلك اللجنة العاصفة التفاؤل والأمل, شأن النفوس الكبيرة مثل النفس الزكية التي كانت تسكن جنباتك أيها الأستاذ الحاذق, وذاك الزاد هو ما نحن به مواجهون محنة فراقك, لا شك أنك أدركت بعد التحاقك بقلعة التعليم أنها تفتقد إلى الجنود الصامدين الصابرين المهرة أمثالك, مما يكون قد ضاعف من شعورك العميق بالخطر الذي يتهدد مصير الهوية والوطن, ذلك أن الذي يلجأ مضطرا إلى وظيفة قل أن يكون من النخبة المعول عليها, لقد هاجرت الكفاءات التي كانت فيه يوما على قلتها إلى قطاعات الثروة والجاه والامتيازات على غرار السوناطراك وقطاعات السيادة, وكانت هجرتك معاكسة مع سهولة الأمر بالنسبة إليك في تلك الأيام وأنت المجاهد المثقف الذي لا يرد له طلب, ولا ترفض له رغبة, لم يكن ذلك مبتغاك, لم تكن تبحث عن الثروة ولا عن الجاه والنفوذ والامتيازات, بل كان مطلبك الجهاد الأكبر, كان مرادك الموقع الملائم لتثمين الاستقلال وتثبيت الحرية وإنشاء الثروة البشرية وتكثيرها وترسيخها فوق هذه الأرض الطيبة, وليس كالتعليم موقعا لممارسة الجهاد الأكبر, ربما كان ذلك هو السبب الذي من أجله عملت القوى المعادية على إفشاله وتنفير النخبة صاحبة الكفاءة والفعالية منه, ولكن مثل تلك الاعتبارات التي لا ريب أنها أثارت في نفسك الأبية مواجع لا يكابدها إلا أمثالك, غير أنها لم تكن لتثنيك عن المكوث في أهم موقع لتحقيق الآمال وصنع المستقبل المزدهر للبلاد والعباد, فكانت تلك خاتمة المطاف في عملك الرسمي, حيث غادرت المدرسة مضطرا إلى البيت لأسباب قاهرة, لكنك لم تيأس ولم تتزحزح عن مواقفك وتنويرك لمن يتصل بك من الأهل والأصدقاء والزملاء, استمررت تجاهد, أيها المجاهد الصامد, إلى آخر نفس من أنفاسك الزكية, حبذا لو انبرى فريق من محبيك الأوفياء لسيرتك العطرة لتفصيل هذه المواقف الخالدة وتبيان أسرارها وخباياها حفاظا على الأمانة وحرصا على بقاء مثل هذه الملحمة التي صنعت الاستقلال, الذي كان يبدو مستحيلا, لكنه وجد فيك وفي أمثالك من يقهرالمستحيل, بل إنك لم تقنع بالاستقلال الذي هو في نظرك وفي مفهوم الاستراتيجية المتنورة مجرد وسيلة لغاية أكبر, هي صنع الجزائر الأصيلة المعاصرة, الجزائر التي تنقل هويتها التليدة إلى أحضان العصر, فتكون المثل في الحضارة العربية المسلمة المعاصرة, كما كانت مثلا وقدوة في الكفاح المسلح, حتى أنها استحقت عن جدارة لقب قلعةالثوار, قلعة الأحرار. تلك أحسن هدية وأثمن رسالة يمكن أن نتركها للأجيال المتعاقبة على هذه الأرض الطيبة الكريمة, إن ذلك ليس بعزيز إذا صحت العزائم وانبرت الإرادات, ونبهت إليه نفحة من نفحاتك الطاهرة أيها الوطني المجاهد المعلم. وداعا يا أستاذ محمود, نودع منك الجسم, أما روحك الطيبة فستظل ترفرف بجناحيها حوالينا إلى أن نلتحق بك في دار الخلود, وستظل تبارك كل من يعمل مثقال ذرة لصالح هذا الوطن إلى يوم يبعثون, وداعا يا سي محمود "كل نفس ذائقة الموت ", " ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون" فلتنعم بما قدمت يداك من خدمات جليلة لله والوطن, ولتكن بإذن الله الواحد الأحد بين رعيلك من الشهداء والأولياء والصالحين وحسن أولئك رفيقا, أسكنك الله أرفع درجات جناته الفسيحة, وإنا لله وإنا إليه راجعون.
نسأل الله العلي القدير أن يمن بالصبر والسلوان على أهلك الأخيار من أسرتك الكريمة وإخوانك وأقاربك وأصدقائك ورفاق دربك, إن المصاب فيك جلل يا سي محمود, وسلوانا أنك من أهل النعيم إن شاء الله. اللهم إنا لا نسألك القدر وإنما نسألك اللطف فيه, ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.
زميلك المعلم/عبد المالك حمروش

(فيما يأتي كلمة وجهتها آنذاك مع الرسالة لمدير تحرير الشروق, لكنهم لم ينشروا هذه المرثية حسب علمي)

سيدي مدير التحرير المحترم
تحية طيبة
وبعد, إني ألتمس من فضلكم نشر هذه المرثية المتواضعة
وأي كان قراركم, رجائي أن تبلغوا هذه الورقة إلى الحاج يوسف شقيق المرحوم, شفاه الله
إن لم تفز بكرم النشر, لتكون رسالة شخصية مني إليه بهذه المناسبة الأليمة, لأنني لا أعرف عنوانه الإلكتروني
مع فائق التقدير والاحترام

السبت، 14 فبراير 2009

عناويننا


Bensirabah@gmail.com

• publicté

• publication

• Annonce

• Cours Philo

• Correction Dissertation Philo

• Commentaire de texte Philo

Découvrez aussi :

elmouallim

Annonce

eltoufouti

elmakala

الخميس، 12 فبراير 2009

من دفاتر الأيام

الحرب المنسية

أسدلت ستائر النسيان على حرب لا زالت دموعها لم تجف بعد, فما بالك بالدماء, ذلك لأن الإعلام العالمي صهيوني, أو شبيه بذلك, في حين أن قسا شكك في الهولوكست فطردته الكنيسة واعتذر الفاتيكان لليهود, بل للصهاينة, وديبلوماسيا بريطانيا رفيع المستوى عبر عن شعوره اتجاه هولوكست غزة فوجد نفسه في قفص الاتهام أمام القضاء, وربما فقد عمله, وحلت به اللعنة إلى يوم ينتهي الكابوس الصهيوني من هذه الدنيا المدنسة, شيء غريب حقا, بينما المقاومة المنتصرة في غزة تتعرض للابتزاز والمضايقة والمحاصرة وكل الشرور بسبب عجز الصهاينة عن تفكيكها والتنكيل بمن بقي على قيد الحياة من أبطالها الصناديد, ولأنهم لم يستسلموا طواعية للمجرمين من الصهاينة ومناصريهم وعبيدهم, فما عليهم إلا أن يتداركوا شنيع فعلهم ويستسلموا الآن مرغمين بالحرب الأكبر التي وجدوا أنفسهم داخل أتونها, وإلا هددوهم بمنع الهواء عنهم بعد الغذاء والدواء, والحال أن شبه الأحياء من شعبهم الصامد يفترشون الأرض ويلتحفون السماء في عز الشتاء, هكذا هو الجزاء من أمة العرب على الانتصار المدوي, عفوا من "المعتدلين", أما عرب الدوحة الفيحاء فليس في أيديهم الكثير, فلا معبر لهم ولا حدود مع غزة المجاهدة, ولا حديث لهم مع الصهاينة والغرب ومن سار في ركبه من الهامشيين في مختلف قارات العالم, نفاقا وخوفا وطمعا, لكن عرب الدوحة المنيعة لا يخلون من اللوم الإعلامي على الأقل, فما بالهم يفوتون هذه الفرص الثمينة, ولا يتحركون إعلاميا وديبلوماسيا وشعبيا أيضا؟ لماذا لا يشهرون هذه الوقائع الغريبة, والمفيدة لتبيان الكيل بالمكيالين, وكشف السلوك العنصري والحقد الديني والحضاري؟ لماذا لا يفضحون الفاتكان والقضاء البريطاني وغيرهما؟ إن المشكلة تكمن في انعدام التنسيق والاستراتيجية الإعلامية والسياسية والديبلوماسية, ولن يذهب هؤلاء بعيدا بمجرد حسن النية التي تفرش كما يقال الطريق إلى جهنم, إن أخطاء الصهاينة بل جرائمهم اليومية تكفي لتسويد وجوههم أكثر مما سودها الأبطال الرضع والأطفال الأبرياء في ملحمة غزة الخالدة, لا بد من تثبيت هذه الفظائع كما يثبتون هم الفظائع الخيالية, فظائع العدوان المجرم وهي حقيقة موثقة سكت عنها رئيس الفاتكان وقادة الغرب المتحضر والإنساني حتى النخاع, ولماذا لا نقتدي بإستراتيجيتهم الإعلامية والديبلوماسية الماكرة, التي تجعل الناس في الغرب ذاته, ليس مجرد الناس, بل الشخصيات المرموقة تلاحق وتضايق بل قد تعدم معنويا على الأقل بتهم غريبة جدا؟ مثل التشكيك في المحرقة أو معاداة السامية, لقد وجهت إلى الديبلوماسي المسؤول البريطاني تهمتيا معاداة السامية, وإثارة الكراهية بين منتسبي الأديان, ويا للغرابة, إنهم يجاهرون بعنصريتهم وكراهيتهم للإسلام ويقولون إنهم يفعلون ذلك بدافع حرية التعبير, ويا لها من حرية مخزية! أما عندما يتعلق الأمر بالصهاينة فإن عرش البابا يهتز, وتهرع العدالة البريطانية العتيدة للتنكيل بأحد المسؤولين من مواطنيها, لأن ضميره اهتز وهو يرى أطفال غزة ورضعها يذبحون بكل برودة دم, وتحرق أجسادهم الغضة بقنابل الفسفور والنابالم, بل وبالقنابل الذرية الأمريكية الصغيرة, وتدق عظامهم وتنثر أعضاؤهم في الهواء بالقنابل الانشطارية الحارقة الممزقة, فعندما استنكر هذا الشخص ما شاهده عبر وسائل الإعلام والاتصال, وهو جهنم أين منه الهولوكوست المزعوم؟ هبت العدالة البريطانية العريقة لتلف حبل المشنقة حول عنقه إذا رغب الصهاينة في ذلك, ودون أدنى شفقة أو حتى مجرد تحر! إن عرب الدوحة يتحملون المسؤولية الجسيمة على تفويت هذه الفرص الثمينة دون استغالالها إعلاميا وديبلوماسيا, وإن لهم من الوسائل ما يكفي لينشروا ما يشاؤون في العالم من أقصاه إلى أقصاه, إن العالم أصبح أصغر من القرية الصغيرة, وليس هناك عدو للقضايا مثل النسيان, إنه السم القاتل الذي يبذر التضحيات ويقبرها وهي لا زالت على قيد الحياة, فكيف تنسى جريمة غزة يا عرب الدوحة؟ ثقوا أنه لن يكون لكم تأثير في الأحداث إذا أنتم لم تسارعوا إلى التنسيق المحكم ووضع استراتيجية إعلامية واضحة المعالم سديدة الخطى و دقيقة المنهج, إن عدوكم الصهيوني ومن والاه يهدي لكم يوميا كنوزا لا تقدر بثمن, إنه يهبكم الوقائع والحوادث, فما عليكم إلا أن تترصدوها وتحسنوا استثمارها معالجة ونشرا على أوسع نطاق ممكن, إن جريمة فظيعة مثل جريمة غزة النكراء, لا يمكن أن تمر مر الكرام, ولا ينبغي أن يلفها الظلام, فالأنوار الموقدة بدماء أطفال غزة الزكية, لا يمكن للمجرمين مهما علا كعبهم أن يطفئوها بأفواههم, ولا ينبغي لنا أن نغفل لحظة عن محاولاتهم المجرمة لزرع النسيان فوق الجثث وركام المنازل والمدارس والمساجد, انظروا كيف يستغلون هولوكوستهم الزائف؟ وكيف يديمونه سيفا مسلولا فوق الرقاب في كل أرجاء المعمورة؟ ألا يحق لنا, بل ألا يجب علينا أن نثبت إجرامهم الحقيقي الفظيع ليظل صورة حية كما لو أنها حدثت اليوم طوال تاريخنا الحافل بالتضحيات والبطولات؟ يبقى لنا عبرة ولغيرنا تحذيرا وتعزيرا كما هم فاعلون, بل لماذا لا ننصر من ينصر الحق منهم ويتمرد على الباطل كما يفعلون هم مع الضالين من أبنائنا؟ الذين يتاجرون في الدين والوطن؟ فيحتضنوهم بكل رعاية وحماية ومؤازرة؟ إنهم يرسخون الباطل وهم على بينة من أنه الباطل, بينما نهمل نحن الحق الذي نتيقن من أنه الحق, والذي يصدح بعض الصالحين منهم به, مما يردع غيرهم, فينأى عن الاعتراف جهرا بالصوا ويمتنع عن إعلاء كلمة الحق, هم يظهرون الباطل ويمكنون له في الأرض, ونحن نخذل الحق ونتركه فريسة لفتك الأشرار دون سند ولا نجدة, إن هذه واجهة وجبهة من أهم الجبهات وأخطرها, فلا يمكن تصور المضي قدما في طريق التحرير والكرامة دون الوقوف بعزم وحزم وتخطيط سديد على هذه الجبهة الإعلامية الديبلوماسية, التي هي دون جدال حرب أكبر من الحرب, أو القتال الشرس الضاري بوسائل أخرى, انظروا كيف يهاجمون تركيا وبطلها أردوغان يوميا باستغلال صحافة وإعلام المتطرفين الموتورين من الأرمن, الذين ينبشون ما يسمى بإبادتهم في العصور الغابرة على يد السلطة التركية وقتها, ولا يتوانى الإعلام الصهيوني الغربي عن استعمال هذه الورقة البالية في كل مطلع شمس لتشديد الخناق على أردوغان الفارس, ومن خلاله تركيا المسلمة لأنها كذلك, وها هم يلوحون بأن الكونغرس سيدرس هذه القضية, قضية إبادة الأرمن ذات يوم من الأيام الخوالي, لكنهم لا يذكرون مجرد الذكر هولوكست غزة الحقيقي, الذي لا زالت المعاناة الأليمة منه تشهد بالدليل الحي على أكبر جريمة عرفها تاريخ البشر, وها هي المعابر مغلقة لتمنع الدواء والغذاء والغطاء عن الأطفال والرضع الجرحى الذين لا يملكون سقفا يأوون إليه, فقد سووا كل شيء بالأرض وتركوا غزة المباركة خرابا يبابا, لم تسلم من أياديهم الآثمة حتى الأشجار والأحجار تخريبا وتجريفا وتدميرا. أينسى هذا والمعاناة لا زالت مجسدة يبلغ أنينها عنان السماء آناء الليل وأطراف النهار؟ إن النسيان في هذه الحالة المأساوية تفريط وخمول وتقصير وقصور, بل هو العجز الذي يجعل الإنسان في مرتبة الجماد, الذي يظل ساكنا ما لم تتدخل قوة خارجية لتهبه الحركة أو تسلط عليه تأثيرها ليسير إلى حيث تريد له السير. ثم إننا لا نتحدث عن مسألة الانتخابات الصهيونية بالمعنى الذي يظهر ارتباكها ومتاهتها وأسباب ذلك المرتدة إلى انتصارات المقاومة منذ عام ألفين, والذي أفقد الكيان الصهيوني توازنه, حتى أنه لم يستطع أن يبلور رأيا ولا موقفا في الانتخاب وبه, وهي ظاهرة لم تحدث أبدا في تاريخه, لأنه لم يسبق له أن واجه الهزيمة إلى أن أذاقته علقمها المقاومة المجاهدة في جنوب لبنان وفي غزة, إن هذا التيه وهذا الهوان, رغم ما يحيط به من نصرة غرب وعرب, لا يقلون عنه ضلالا وتيها, هو بداية النهاية لمهزلة تاريخية, لا يمكن لها أن تصمد طويلا أمام التاريخ والجغرافيا وطبيعة الأشياء, لكن هذا حديث آخر, سوف نعود إليه بعد اكتمال فصول انتخاباتهم, المهم هنا هو ألا نضيع ثروة التضحيات, ولا يجب أن نترك النسيان يأتي على جريمة الصهاينة في غزة الأسطورة, إننا لو فعلنا نكون قد بذرنا أهم ما لدى الفلسطينيين والعرب من رصيد لا مثيل له, وعلينا إن أعيتنا السبل أن نتعلم من العدو المجرم في هذا الميدان الحساس, ميدان الإعلام والديبلوماسية.

بن سي رابح
أستاذ متقاعد من عاصمة الجزائر

الثلاثاء، 10 فبراير 2009

السبت، 7 فبراير 2009

حرب الحصار

حرب الحصار
عدنا إلى أسوأ مما كانت عليه الوضعية قبل العدوان المجرم, وكأن الحرب ألغيت تماما, ذلك لأن نتائجها كانت لغير صالح العدو الغاصب وجماعته, جاء في الأخبار اليوم أن الكهرباء تقلصت وفي الغد تتوقف نهائيا بسبب نفاذ الوقود, والعالم كله يتفرج ولا يحرك ساكنا, الحصار الآن أشد مما كان قبل العدوان الهمجي, وقد انضافت إليه قضية تهريب السلاح والبحث عن الأنفاق وتدميرها أو تغطية القصف العشوائي للمنازل والمؤسسات المدنية بهذه الحجة الجديدة, تدمير الأنفاق, والواقع أنهم يبحثون عن خنق المقاومة حتى الموت, ولا يهم أن يسود الظلام غزة, وهي اليوم تضمد جراحها المثخنة, وبالطبع فإن كثيرا من الأرواح ستزهق بسبب توقف الكهرباء, لأن الكثير من الجرحى لا يستطيعون المقاومة لوهنهم وخطورة إصاباتهم, فإذا توقف عمل الأجهزة الكهربائية كلها, فسيموتون بعد فترة وجيزة وهو أمر مقصود تماما للضغط على المقاومة المنتصرة وفرض الاستسلام عليها فرضا بهذه الطرق المقززة, وهو ما يرفضه شعب غزة البطل مالك المقاومة وصاحب القرار, فالشهادة عنده أشر ف من الاستسلام, فليقتلوا إن أرادوا وليبيدوا ما شاءوا فلن ينعموا بالاستقرار والأمن حتى آخر فلسطيني على قيد الحياة, لقد فقدوا صوابهم, وهم لا يصبرون على غياب وفد المقاومة الشريفة عنهم ليوم واجد, فسرعان ما يطلبون بإلحاح عودته إلى طاولة المفاوضات, بل المساومات المنحطة على دم أطفال فلسطين الذين كتبوا النصرالمبين بدمائهم الطاهرة, لقد كانت هبة شعوب الأرض جميعها من أجلهم خاصة, وهم يشاهدونها على المباشر في كل أرجاء العالم, فلم يطيقوا صبرا, وكان أن خرجت الشعوب عن بكرة أبيها تصرخ غاضبة مستنكرة بل مزمجرة, وكان لها ما أرادت حيث اضطر العدو المجرم إلى توقيف القتال من جانب واحد, لأنه لم يكن قادرا على مواصلته ولو لبضع ساعات بسبب الضربات الموجعة التي كان يتلقاها على الأرض, وبسبب سخط شعوب العالم قاطبة, فكان أن فر فرارا من أرض المعركة, كما فعل دائما عند اصطدامه بالمقاومة المجاهدة. وها هو وأتباعه وعبيده يمارسون الحرب الكبرى حرب الحصار والقتل البارد الذي هو أشد فتكا من القتل الساخن بالرصاص والصواريخ والقنابل المحرمة دوليا, ففي تلك الحالة تتم العملية بسرعة ولا يتألم صاحبها إلا للحظات أو أنه لا يشعر تماما بما وقع له إن هو استشهد, أما هذه الحرب البالغة القسوة فألمها أكبر وليس لها نهاية, سواء كانت بجوع أو مرض أو بمعاناة أخرى مثل الجراح والإقامة في العراء, ومعاناة الجوع والمرض في عز الشتاء القارص, لقد أعلنوا حرب الحصار أكثر مما كانت منذ سنوات خلت, غير آبهين باستغاثة المستغيثين الذين عانوا ولا زالوا يعانون أكثر من آثار الدمار والإبادة, فأين هي الإنسانية, كيف لا تثور لهذه الحرب الكبرى بعد أن ثارت بسبب الحرب الصغرى التي وضعت أوزارها نسبيا منذ أيام؟ إن شعوب العالم مطالبة بالثورة أكثر مما فعلت بكل روعة زمن العدوان االصهيوني الأشد من لنازي المجرم على غزة, فيا شعوب العالم إن الحصار يقتل أطفال غزة جوعا ومرضا وجرحا, أفلا تنجدون البراعم الجريحة؟ هبوا كم هببتم زمن الحرب الصغرى لإيقاف جريمة الحرب الكبرى, حرب الحصار والتجويع والإذلال والمبيت في العراء, إن جريمة الحصار في هذه الظروف القاسية هي أكبر الجرائم التي شهدها التاريخ منذ أن تكونت المجتمعات ونشأت الصراعات والحروب الطاحنة, غير أنها لم تصل أبدا إلى هذا الحد من البطش والمنكر والإجرام, غزة الرائدة في حاجة إلى وقفة من كل أحرار العالم, إنها في أمس الحاجة إليها حتى تساعدها على مواصلة الدرب إلى حيث لا حصار ولا جدار ولا جرائم نكراء, إن غزة في حاجة إلى شيء من استلقاط الأنفاس, لتواصل مجددا ودائما أبدا جهادها, ولن تتوقف عن ذلك ما بقي صهيوني واحد على أرض فلسطين الطاهرة, لقد أفصحت غزة بعبقرية عن إرادة الشعوب في المقاومة إلى النهاية, التي هي نهاية الاستعمار والعتصرية واللاإنسانية.

Gmail - Survivre à Gaza: le Pr Christophe Oberlin témoigne | Algerie-Focus.com – Envoyé à l'aide de la barre d'outils Google

الخميس، 5 فبراير 2009

الحرب الأكبر

غلق وقرصنة واحتفال
هذه هي الصورة اليوم, المعتدون المجرمون ومن معهم, يواصلون الحرب الكبرى بعد توقف الصغرى نسبيا, ففي كل يوم يقتلون ويجرحون ويسجنون, وفي كل يوم يرد الطرف الآخر المعتدى عليه بما يملك من وسائل الدفاع عن النفس قدر الإمكان. وها هم الصهاينة وقذ نفد صبرهم العليل أصلا, قد راحوا يمارسون الإجرام كما اعتادوا, يشنون الغارات ويقتلون كما يحلو لهم بدون وازع ولا رادع, لقد أطلق العالم أيديهم وبارك "المعتدلون" إجرامهم وهم أصلا على استعداد لارتكاب الفظائع دون تردد, لقد اشتد الحصار على غزة الصامدة كما لم يكن أبدا من قبل انتقاما منها ولهزيمتهم, إنها يريدن خنقها ووضعها بين خيارين كلاهما مر: الركوع أو الموت حصارا, ولسنا ندري كيف يتحدثون عن إعادة الإعمار والحال أن الصهاينة يمنعون دخول مواد كثيرة منها الحديد والنحاس والإسمنت؟ بماذا يعيدون البناء؟ والمواد الأساسية له ممنوعة من العبور إلى غزة؟ إن إعادة الإعمار جزء كبير من الحرب الكبرى التي أعقبت الحرب الصغرى, إنهم الآن يشترطون الهزيمة الطوعية لشعب غزة البطل, ويخيرونه بين الموت حصارا أو الاستسلام, وهو لا ريب سيختار الشهادة إن كان الأمر بأيديهم, غير أن أحلامهم ستبقى سرابا يسلون أنفسهم المريضة به, لأنهم لا يعرفون معنى الحكمة القائلة: "اطلب الموت توهب لك الحياة", إن الشعب الذي يرفع التحدي إلى درجة التضحية بالنفس هو شعب لا يقهر, فليقتلوا وليسجنوا وليجوعوا ما شاءت لهم وحشيتهم, فلن ينالوا من وراء ذلك سوى الخزي والعار, ومعهم شركاؤهم وأتباعهم وعبيدهم, وها هو النظام المصري يغلق معبر رفح اليوم دون تبرير كما كان يحاول خلق مبررات من قبل, لقد انتهت كل الحجج والتعلات وبانت الحقيقة عارية, لقد قالوا إنهم لا يسمحون بالعبور إلا للجرحى ولا نظنهم فاعلون, لقد سبق لهذا النظام الخائر أن منع بضعة أطفال جرحى متجهين للعلاج في فرنسا, ولذلك فإن استثناءه للجرحى كما يزعم لا يمكن الإطمئنان إليه, الحقيقة هي أن القوم مصممون على اغتيال المقاومة واستعباد الشعب الغزاوي الصابر بإغلاق حددوده كلها ومنع أبسط وسائل البقاء على قيد الحياة من الوصول إليه. وها هم الصهاية مدعومين بمن والاهم من الغرب والعرب يمنعون سفينة الأخوة اللبنانية من الوصول إلى غزة بما فيها من مساعدات ضرورية من دواء وغذاء وملابس وأغطية وأشياء من هذا القبيل, وقد اقتادوا السفينة إلى حيث أخضعوا ركابها للتحقيق, بل الإرهاب والإعتداء بالضرب والإهانات, علما بأن احتجاز السفينة قد تم في المياه الإقليمية المصرية!!! الحارسة العتيدة لمعبر رفح, أو نقطة حدودها في رفح, حتى لا تدخل جرعة دواء لجرحى غزة ولا جرعة حليب لأطفالها, أما الصهاينة فليمرحوا كما شاءوا في مياههم الإقليمية, وليحتجزوا السفن العربية فيها كما يشاؤون فلا حرج في ذلك, ولسنا ندري لماذا لا يمنع هذا النظام العجيب المساعدات والمتطوعين لخدمة الجرحى وغير ذلك من الإعانات من دخول مصر أساسا؟ لماذا يتركونهم يدخلون التراب المصري كما يشاؤون ثم يسدوا عليهم منفذ الخروج في رفح؟ لكن عندما يعرف السبب يبطل العجب كما يقولون!!! إن الشعوب مدعوة في كل بقاع العالم أن تهب من جديد لتحطم الحصار, إن هذه الحرب أكبر والقتل بالرصاص وقنابل الفسفور أرحم من القتل جوعا ومرضا وتشردا, فلتهب الشعوب الحرة في العالم قاطبة لتوقف الحرب الكبرى من الحصار ونتائجه القاتلة, لتوقف هذه المجزرة الأشرس والأجرم كما هبت من قبل أثناء العدوان, وقد لعبت الدور الأكبر لإرغام العدو على إيقاف العدوان ولو نسبيا, فإنه لا زال يمارس عدوانه يوميا بطريقة جزئية, إن الجريمة هنا أبشع وأكثر إيلاما من جريمة الحرب الصغرى التي لم يكن بالإمكان أن تستمر أكثر والحال أن غضب شعوب العالم كان يتطور بسرعة كبيرة, أما الحرب الكبرى هذه, حرب التجويع واالتهديد والترهيب والإبادة بهذه الوسائل الدنيئة, فهي أحوج إلى الفضح والتعاون والتآزر بين المقاومة وشعوبها والأنظمة الممانعة والمؤازرة لها, وإنهم يتحدثون عن دعوة وجهت من دمشق للاحتفال بنصر غزة وفرار جند الصهاينة منها بسرعة أذهلت العدو قبل الصديق!!! لقد جاء في الأخبار أن الدعوة صدرت عن دمشق, لكن الجهة الداعية لم تخبر عن نفسها, هل هي المقاومة؟ هل هو الرئيس السوري؟ لم يتضح هذا بعد, وما هو معلوم من هذا المشروع هو أن الدعوة وجهت لأبطال المناسبة وهم الرئيس الإيراني ورئيس الحكومة التركي والرئيس الفينزويلي وأمير قطر المفدى, وهو انتقاء في الصميم, فهؤلاء هم الذين ضربوا المثل في التصدي لهذه الحرب المجرمة على غزة, وإنهم ليستحقون كل التكريم والتمجيد, وها هي الأسر العربية تطلق أسماءهم على مواليدها لهذه الفترة احتفاء وتيمنا وتبركا, وهي مبادرة موفقة للرد على العربدة الصهيونية والتأييد الأعمى إلى درجة المشاركة في الإجرام من أنصارها وعبيدها, فمثل هذا الاحتفال إن تم هو نوع من التعبير السياسي المبدئي الشريف والإنساني في مواجهة الطرف المعادي ذي الممارسات الإجرامية واللإنسانية الضاربة في الإثم والعدوان الهمجي الأعمى على شعب أعزل أنهكه الحصار الظالم لسنوات, عقابا على طلبه العيش في وطنه حرا عزيزا كبقية شعوب العالم, إنه صراع الحق والباطل الذي كان لغزة فضل إخراجه إلى الممارسة العلنية تحت الشمس بلا مواربة ولا رمز ولا تلميح, فالكل يمارس أفعاله تحت الأنوار الساطعة التي منحتها غزة المجاهدة دماء أطفالها الزكية الطاهرة وقودا, إنها لحظة تنوير تاريخية صنعتها التضحيات الجسام, وهكذا يسجل التاريخ أن غزة الكرامة قد سجلت صفحة من أروع الصفحات الخالدة, وقد رفعت بذلك وعي الشعوب بما يحتاج في الأحوال العادية إلى مئات السنين, وإننا لنتصور أن الشعوب جاهزة للتصدي لقوى الشر والعدوان, ولا نظنها تبخل على غزة المكافحة بوقفة تسقط الحصار المجرم من حولها, حتى تتفرغ لإكمال رسالتها النبيلة في قيادة الشعوب إلى الانعتاق والازدهار والكرامة.

الحملة على أردوغان

محاولة اغتيال المقاومة
التهدئة هي الشغل الشاغل للنظام المصري, و"المعتدلون" في أبو ظبي يبحثون عن سبل تنقية الأجواء العربية بفرض الاستسلام على المقاومة, وإعلان الحرب على مناصريها من المسلين غير العرب بذريعة منع التدخل في الشؤون العربية, والكبار الستة يجتمعون فجأة لبحث الملف النووي الإيراني مجددا, وحملة مسعورة غلى أردوغان في الإعلام الغربي عن طريق تقديم ما تنشره وسائل إعلام موتورة مثل المنشورات الإرمينية, وعباس في أوروبا يطلب إرسال قوى عسكرية إلى الأراضي المحتلة وكأن احتلالا واحدا لا يكفيها, فالشغل الشاغل للعالم الغربي "والمعتدلين" هو خنق المقاومة بإبقاء الغلق والحصار وعمل المستحيل من أجل حرمانها من السلاح, ولا أحد يتحدث عن منع الترسانات المرحلة يوميا إلى الصهاينة, وأيضا خنق المقاومة أكثر بردع مناصريها من العرب والمسلمين وغيرهم, وتحريك الملف النووي من جديد, وتأديب أردوغان عن تنطعه في دافوس بل محاولة لي دراع تركيا كلها حكومة وشعبا, حتى يكون الدرس بليغا لا يطاله النسيان, إنها حركة الاستعمار الجديد وعملاؤه, يريدون تعطيل عجلة التاريخ, والسير ضد تيار التطور والأمن والاستقرار والرخاء لكافة شعوب الأرض, لقد أحدث صمود غزة استقطابا لم يشهد له التاريخ مثالا, فلأول مرة يقع الاصطفاف بوضوح تام, الاستعمار وعملاؤه من جهة, وفي الطرف المقابل الشعوب كل الشعوب والنظم السياسية الشعبية أو شبه الشعبية أو على الأقل تلك التي تدرك التيار الجارف لقوى المستقبل ولا تريد أن تقف ضد الزحف الذي لا سبيل لرده, لأن ذلك معناه الانتحار المؤكد. أفلا يكفي "المعتدلين" خيبة أن شعوبهم قد أصبحت من أشد أنصار من ناصرهم من العظماء الأحرار أمثال أردوغان وتشافيز ومحمود أحمدي نجاد, ولا نتحدث عن نصر الله الذي تدق به قلوب شعوب العرب والمسلمين أجمعين؟ أفلا يعقلون؟ إنهم مع سادتهم المأمورين باللوبيات الصهيونية أو على الأقل المتحالفين معها مصلحيا لن يفعلوا شيئا يذكر, فمن الحماقة الوقوف ضد تيار التاريخ, ومحاولة إيقاف زحف الشعوب, إنهم عبثا يحاولون تغيير مجرى التاريخ, وهو المحال ذاته, لقد دقت ساعة الانطلاق نحو آفاق إنسانية كريمة مطهرة من ممارساتهم الاستبدادية الاستغلالية اللاإنسانية, ولن يستطيعوا العودة إلى الوراء كما يحلمون, وسيكون مصيرهم الزوال مشيعين بأبشع اللعنات, فعوض أن يهبوا جميعا إلى التكفير عن سيئاتهم التي لا تمحى أبد الدهر ويخففوا بعض الشيء عن شعب غزة البطل الجريح, ويسرعوا بالإعمار وفك القيود لتدخل المساعدات الإنسانية من كل الجهات, ويفعلوا كل ما في وسعهم لتطييب خاطر أطفال غزة الذين سوف يقضون بقية حياتهم مصدومين كما أكد الخبراء, وهذا من أبشع آثار الجريمة النكراء التي اقترفوها بكل برودة دم في غزة المجاهدة, فلم يمهلوها يوما واحدا بعد أن أبادوا الكثير ودمروا وجرفوا وجوعوا وتركوا الجراح تنزف لعلها تقتل عددا آخر من شياطين غزة الأبرياء, وقد قتلت بالفعل بعض الجرحى المتألمين ليلتحقوا بإخوانهم الشهداء ونعم المآل, عوض أن يخففوا عن غزة الشريفة راحوا يخنقونها أكثر من ذي قبل في رفح وبقية المعابر, وجمعوا ما أمكنهم من حكومات العالم وخبرائه من أجل منع السلاح عن غزة الصامدة, ولن يجدوا لذلك سبيلا, أبإمكانهم أن يفعلوا أكثر مما فعلت فرنسا الجبارة بما أقامته من حواجز رهيبة مكهربة وملغمة على طول الحدود الشرقية والغربية للجزائر أيام الثورة المباركة؟ فماذا نفع ذلك الاستعمار الغاشم في مواجهة شعب صمم عى التحرر وقبل الثمن الذي لا يفوقه ثمن, وهو التضحية بالنفس في سبيل الحرية والكرامة والانعتاق من الذل والهوان؟ وها هو التاريخ يكرر نفسه, وتعاد المحاولة الفاشلة على حدود غزة وسيكون مصيرها الخسران المبين كما كان فشلها الذريع في الجزائر, هذا هو منطق التاريخ, وهذه هي سنة الله في كونه, ولن تجد لسنة الله تبديلا, إنهم يلهثون وراء السراب, وسيحصدون الهزائم تلو الهزائم, إلى أن يرموا بأنفسهم إلى التهلكة وبئس المصير, إن غزة اليوم هي قبلة تحرر الشعوب من المستبدين والمجرمين ومصاصي دماء الشعوب, وجماهير العالم كله مركزة عقولها وقلوبها على غزة واعية كل الوعي أن مصير غزة هو مصيرها, ولن تسمح لقوى الشر أن تنتصر عليها من جديد, لقد أصبحت غزة عنوانا للحرية والكرامة لمجمل البشر الجديرين بهذه التسمية, وهم مصممون على ألا تضيع منهم هذه الفرصة التاريخية التي قدمتها لهم غزة على أكف أطفالها الشهداء, فليحاولوا ما شاءوا استباق الأحداث, حيث إن إحساسهم بالخطر الداهم يجعلهم يفرون إلى الأمام بسرعة جنونية, غير أن غزة الشهامة تتهيأ واثقة الخطى لإعلان نهايتهم الأبدية وخلاص الشعوب كل الشعوب من جرائمهم النكراء.

بن سي رابح
أستاذ متقاعد من عاصمة الجزائر

عناوين مواقعنا ومدوناتنا


Bensirabah

• publicté

• publication

• Annonce

• Cours Philo

• Correction Dissertation Philo

• Commentaire de texte Philo />


Découvrez aussi :

elmouallim

Annonce

eltoufouti

elmakala

الثلاثاء، 3 فبراير 2009

تهديد تركيا الحرة

تهديد تركيا الحرة
جاءت الأخبار اليوم بما ينذر بحملة شعواء على تركيا بسبب موقفها من العدوان الصهيوني الهمجي المجرم على غزة الجريحة المنتصرة, وبما توج به بطلها رجب طيب أردوغان رئيس حكومتها من إعلاء كلمة الحق في وجه رئيس الكيان الصهيوني والعالم الغربي وغيره في دافوس, تقول التقارير الصحفية اليوم أن مجموعة من وزراء خارجية النظم العربية اجتمعوا في أبو ظبي فجأة, وقيل أن الموضوع هو تدارس الوضع الفلسطيني, لكن مصادر فلسطينية ذكرت أن موضوع الاجتماع هو تنقية الأجواء العربية, أما أحد المجتمعين فصرح بأنه لا يسمح لغير العرب بالتدخل في الشأن العربي, وهناك حديث عن الكونغرس الأمريكي وكونه عازم على معاقبة تركيا على موقفها المبدئي المشرف انتصارا بالطبع للصهاينة ضد الشعب الفلسطيني والشعوب العربية كلها. من الذين اجتتمعوا في أبو ظبي؟ لا زلنا لم نعرف التفاصيل, غير أن الأنباء ذكرت عددهم وهو تسعة, كما أننا علمنا بالأمس أن الفيصل وأبو الغيط اتجها من القاهرة إلى أبو ظبي, ولم يعلن سبب سفرهما, ومن المكان وتعاقب الأحداث وبعض التلميحات من هنا وهناك, وكون وزيرا خارجية النظامين المصري والسعودي على رأس الحاضرين التسعة, يفهم من هذه المؤشرات أن المتداعين للقاء هم جماعة "العتدلين"! ومما رددته وسائل الإعلام الغربية عن استهداف تركيا, ومما قيل من تدعيم الصف العربي في هذا الاجتماع وعدم السماح لغير العرب بالتدخل في شؤونهم, هذا كله يوحي بأن القوم تلقوا أوامر صارمة ودقيقة من سادتهم المعروفين بأن يدشنوا الحملة ضد الدولة التركية الديمقراطية الحرة الناهضة, ومن هم غير العرب الذين تدخلوا في شأن العرب؟ الكلام واضحا إنه يعني كلا من إيران وتركيا! والسبب هو أنهما وقفتا أثناء العدوان الهمجي الصهيوني المجرم مع غزة الصامدة, في حين أن النظم العربية "المعتدلة", ناصرت بكل ما تملك المعتدي البربري المتوحش, وأنهم لا زالوا يلحون في زمن الحرب الكبرى بعد توقف الحرب الصغرى بعض التوقف, على خنق المقاومة في رفح, وتشديد الحصار عليها أكثر من ذي قبل, ونصب الكاميرات ووسائل الإنذار على طول الحدود لمنع الهواء لو استطاعوا من الدخول إلى غزة بسبب رفضها الاستسلام! وهذا كله منطقي ومنسجم مع مسار الاستسلام من اصطبل داوود حتى اليوم, والمعركة هي معركة حياة أو موت بين الشعب العربي والأنظمة "المعتدلة" وسادتها في فلسطين المحتلة والغرب الاستعماري ومن يسير في ركابه من حكومات العالم. وهكذا بعد إيران التي أقلقتهم اليوم بغزو الفضاء تأتي تركيا المسلمة التي منعها دينها من دخول الاتحاد الأوروبي الصليبي العنصري, إنهم في الحقيقة يحاربون الإسلام وليس المقاومة أو الإرهاب كما يسمونها, والأدلة على هذا لا تعد ولا تحصى, ألم يصرح السفاح المتزمت بوش ذات يوم وهو يعد العدة لغزو أفغانستان أو يوم إعلان العدوان العنصري عليها بأن ما يقوم به هو حرب صليبية؟! إن هذا هو الواقع المر و"المعتدلون" اكتشفوا بعبقرينهم الفذة هذه الحيلة لاتقاء شر الغرب الذي يزعجهم بالدعوة إلى الديمقراطية نفاقا, وهو في الحقيقة إنما يفعل ذلك ابتزازا لهم وضغطا عليهم عندما يحتاج إلى شيء منهم, سواء مواقف أو أموال أو غير ذلك من ممتلكات الشعوب المادية والمعنوية التي يباشر نهبها بهذه الأساليب الماكرة, إنهم يكررون على مسامعه أن الديموقراطية تعني تسلم الإسلاميين السلطة, بسبب انعدام الوعي لدى الشعوب العربية والإسلامية, ولعله من باب الصدف العجيبة أن المقاومة أو معظمها يقوم بها الإسلامييون, وهؤلاء لا يمكنك وضعهم في سلة واحدة, لكنهم لا يختلفون في مسألة المقاومة, بل يتفقون مع التيار الوطني في هذا الشأن, وليس سرا أن المقاومة في غزة كلها بالتقريب إسلامية, , وأن الحكم في تركيا وفي إيران في يد الإسلاميين لحسن الحظ, وإلا من أين للمقاومة بالسلاح والمال وغيرهما, والحال أن " المعتدلين " يشددون الخناق عليها أكثر مما يفعل الصهاينة أنفسهم؟ هذا هو الموضوع الفلسطيني الذي ذهبوا ليتدارسوه في أبي ظبي, ليحاولوا كما تلقوا الأوامر الصارمة بذلك أن يزيلوا المقاومة من الوجود مهما كان الثمن, ويعلنوا الحرب السياسية والديبلوماسية وكل أنواع الترهيب على تركيا بعد إيران, لأن الغرب يريد هذا مدفوعا بالصهاينة ودفاعا عن مصالحه, ولأن "المعتدلين" يرون أن نهاية استبدادهم وتسلطهم تدنو كلما ارتفعت بورصة الإسلاميين, وإن كانت المسألة بالنسبة للشعوب ليست دينية على الإطلاق, وإنما هي وطنية ومصيرية, فلو قادت هذه الأنظمة الخائرة شعوبها إلى التحرر والتطور والنمو لما استطاع الإسلاميون أن يوجدوا أصلا ولما اتبعهم أحد, أما وهم يتولون المقاومة دفاعا عن الأوطان وسعيا للتحرر والتنمية الشاملة وخاصة منها التنمية البشرية كما تفعل كل من إيران وتركيا, ولا وجود لمن يتولى هذه المهام المصيرية الاستراتيجية, فإن الشعوب مرغمة على اتباعهم بحثا عن الحرية والكرامة والازدهار, قبل البحث عن إقامة الحكم الإسلامي الذي هو ذاته مفهوم لدى الشعوب على هذا الأساس أي العدالة والتنمية والازدهار والكرامة, إن المواجهة قد اتخذت بعدا عميقا وواضحا بفضل صمود غزة وبطولاتها الأسطورية, إنها مواجهة قبل كل شيء بين الشعوب وأنظمتها الفاسدة المستبدة وسادتها الصهاينة والغربيين, وللأمر امتداد على مستوى شعوب العالم قاطبة, لقد وضعت غزة المنتصرة شعوب العرب والمسلمين والعالم في مواجهة مباشرة لمصائرهم, وقد اتخذ القرار في غزة المجاهدة بالتصدي للمستغلين مصاصي دماء الشعوب على مستوى عالمي, وماذا يمكن أن تخسره تركيا من النظام العربي "المعتدل"؟ أما الغرب الذي يمنعها من الانضمام إلى اتحاده الأوروبي العنصري, والذي ترتبط به بأشياء كثيرة, من ضمنها عضوية الحلف الأطلسي الاستعماري فإنه هو الذي يحتاج إليها لأسباب استراتيجية ولوزنها الثقيل في المنطقة وللدور المتزن الذي تقوم به جهويا والذي من شأنه تدعيم الأمن والاستقرار الإقليميين, فإنه لا يجد بديلا عن تركيا الشريك القوي الذي لا غنى عنه, وخاصة في غياب إيران الذي فقدها الغرب فقدانا تاما, بعد أن كانت قبل الثورة الإسلامية ركيزة قوية من ركائز الغرب إقليميا, فمهما تعالت الأصوات الصهيونية والمتصهينة ضد تركيا فإن الغرب لن يستمع إليها حتى لو استطاع, لأنه لا يمكن أن يضحي بتركيا بعد إيران مهما فعلت, وهذا ما يدركه أردوغان تمام الإدراك وبقية إخوانه في السلطة وفي الحزب بل وفي الشعب التركي كله, إنهم أذكى من أن يتسببوا في الضرر لأنفسهم كما تريد بعض الأصوات الموتورة أن تفهمنا, بل إن القيادة التركية بالعكس من ذلك تماما ولأسباب مصلحية قبل المبدئية تعتني كل الاعتناء بمصالح شعبها وبمشاعره, وذلك هو سبب موقفها من حرب الإبادة والتدمير وجرائم الإنسانية البشعة المرتكبة في غزة الجريحة, ولنفس الأسباب شمر أردوغان البطل عن ساعد النبل وصفع بيريز المجرم في دافوس صفعة لن ينساها هو ومن معه, وإنها لحادثة تاريخية لا يقوى على إنجازها سوى الذين هيأتهم عناية الخالق جل جلاله ليكونوا في سجل الخلود بين المشاهير والأمجاد على مر التاريخ.

بن سي رابح
أستاذ متقاعد من عاصمة الجزائر

Gmail - Gmail - Alerte Google - erdogan – Envoyé à l'aide de la barre d'outils Google

الاثنين، 2 فبراير 2009

Recherche Google : خالد مشعل مع الرئيس الإيراني


____________________

خالد مشعل في طهران ومحمود عباس في القاهرة
الخلاف لا يفسد في الود قضية, أما التناقض فمرفوض, لأن الخلاف درجات أقصاها اختلاف الإيديولوجية, أما التناقض فمعناه القطيعة التامة واستحالة اللقاء, وهو خطر جسيم على القضية الواحدة, وأي قضية؟ إنها قضية الوطن والتحرير والعودة والقدس الشريف وأشياء أخرى كثيرة وجوهرية, عندما توضع في صيغة التناقض, يمكن أن نقرأ الآتي: الوطن/اللاوطن. التحرير/اللاتحرير. العودة/ اللاعودة. القدس/اللاقدس, إلى آخر القائمة التي يعبر دائما الطرف الأيمن من معادلتها عن الوجود فيما يعبر الطرف الأيسر عن اللاوجود. الذي ذهب إلى إيران قصده البحث عن الدعم ومواجهة المرحلة والحرب التي شنت على المقاومة وهي أشرس مما كانت عليه الحرب الصغرى, أي العدوان المسلح المجرم, أماهذه الحرب الكبرى فبالسياسة والديبلوماسية وكل الوسائل غير العسكرية التي هي أكثر شراسة وفتكا من الحرب الصغرى أي العسكرية, ذهب مشعل إلى طهران بحثا عن الدعم للتمكن من الاستمرار في المقاومة كإستراتيجية دفاعية لا بديل لها في الوقت الراهن, وتطويرها وتجذيرها حتى تكون في مستوى الأهداف المصيرية المنشودة. أما النقيض فذهب إلى القاهرة بما يمثله دور نظامها من مناصرة له, لكن فيما ذا؟ إنه في الشق الأيسر من المعادلة, الذي معناه الاستسلام التام والتفريط نهائيا في كل مكونات الشق الأيمن من المعادلة, وإزالة المقاومة تماما كعنصر مزعج يمنع استقرار الأوضاع لكل الشركاء في الطرف الأيسر من المعادلة, وقد كشفت عبقرية المقاومة الشعبية والصمود الرائع بوضوح غير مسبوق عن هؤلاء الشركاء كشفا تاما لا تغطية بعده أبدا, إن الضغط على المقاومة بلغ حدا لا يطاق, وتصوروا أن النظام المصري بدل أن ينخرط بكل ما أوتي من قوة في نجدة ضحايا العدوان الأبرياء من أبناء غزة المجيدة, راح يعمق دوره الرهيب في محاولة جديدة قديمة لخنق المقاومة في رفح, لا بعدم السماح للوفود والنجدات والمواد الغذائية والأدوية وما أشبه من الضروريات والمستعجلات, بل راح يحكم قبضته حول عنق الضحية, وينصب الكاميرات وأجهزة الإنذار على طول حدود مصر مع غزة, وهو الذي صرح قبل أيام نافيا أن يكون قد عقد اتفاقية مع الصهاينة حول مسألة مكافحة تهريب السلاح إلا غزة, ولسنا ندري ماذا سيفعل أكثر مما هو فاعل عندما يعقد الاتفاقية هذه؟؟؟ أما عباس إنما جاء ليطمئن على أن حبل المشنقة متين ويفي بالغرض, وسيقضي على المقاومة قضاء لا تقوم لها قائمة بعد شد الحبل ليفعل فعله الحاسم ويقبض روح الضحية بكل كفاءة وفعالية, إنهم يتحدثون عن الحوار وعن المصالحة وعن حكومة الوحدة الوطنية وكلها وحدات لا سبيل إليها إلا بالعبور على جثة المقاومة. وبعد هذا يتعجبون من اندفاع الشباب نحو التشيع أو نحو الحركات الإسلامية!!! وهل هناك مثل أعلى في الساحة غير الشيعة والإسلاميين؟؟؟ إن هؤلاء " المعتدلين" وأسيادهم يطلبون المحال, ويظنون أنه من الممكن بل من الواجب على الشعوب أن تطيعهم وتأتمر بأوامرهم حتى لو كانت تلك الأزامر من قبيل طاعة المخلوق في معصية الخالق!!! لقد كانت إدارة السفاح بوش في البداية تضغط عليهم حتى يقومون بالإصلاحات السياسية المفضية إلى الديمقراطية كما تراها تلك الإدارة العنصرية الطائشة, وقد جن جنون هؤلاء"المعتدلين", إلى أن وجدوا في النهاية الوسيلة المقنعة لبقاء استبدادهم بتأييد ودعم أمريكي, فقالوا لتلك الإدارة المنافقة إننا لو أقمنا الديمقراطية كما تطلبون, فستكون النتيجة هي وصول الإسلاميين إلى السلطة في العالم الإسلامي من طنجة إلى جاكرتا, وشرحوا لها معنى الإسلاميين بالنظام الإيراني وحكم الطالبان وحكومة حماس وأشباه هؤلاء في كل البلاد الإسلامية, فصادف هذا الزعم هوى في نفس إدارة بوش الاستعمارية, فتظاهرت بالتصديق, وتركتهم يستبدون كما يحلو لهم, وكما كانت تتركهم بل تشجعهم دوما. لقد وضحت حرب غزة الفاصلة كل شيء وأظهرت بأن حكام العرب والمسلمين وخاصة منهم الموصوفين " بالمعتدلين " لا علاقة لهم البتة بمصالح شعوبهم ومصيرها, بل إنهم على النقيض تماما, ضد مصالح شعوبهم وهم يجرونها إلى مصير مظلم مجهول بمغامراتهم واتخاذ العدو وليا يأتمرون بأوامره ويرتبطون به ارتباطا مصيريا, ويقفون معه بكل ما أوتوا من قوة ضد شعوبهم عدوهم الأكبر والمهدد الخطير لخلودهم في السلطة مهما كان الثمن, لقد أزلت غزة الصبورة كل الضباب وعرت كل المزيفين ووضعت كل واحد بعدل وموضوعية في المكان الذي وضع نفسه فيه, وحرقت كل الأوراق المنافقة والمزورة والمتآمرة, وأشارت بأصبع الاتهام إلى كل من يقوم بدور ضدها وضد شعبه لفائدة الأعداء, وبذلك وضعت بعبقرية فريدة شعوب العرب والمسلمين أمام مسؤولياتها التاريخية والمصيرية. خالد مشعل ذهب إلى إيران يبحث عن الوسائل المدعمة للكفاح لدى الأصدقاء والإخوة الذين يقفون إلى جانب المقاومة بكل ما يملكون لأنهم يصدرون عن واجب الأخوة وعن روابط المصير المشترك, فهم عندما يدعمون غزة كل الدعم فإنهم يدعمون أنفسهم أيضا كل الدعم, فالقضية واحدة لا تتجزأ والأمة واحدة غير قابلة للتجزئة والمصير واحد حتما, وكل هذه المعاني عبرت عنها الشعوب من طنجة إلى جاكرتا أثناء العدوان المجرم على غزة, بل ومعها كل شعوب العالم في كل بلدانه دون أستثناء بمن في ذلك فئة من اليهود أنفسهم, أولئك الذين يتبرأون من الصهيونية العنصرية المجرمة ومن الحكومة القائمة باسمها في فلسطين المحتلة, ومنهم حاحامات, إن الرسالة واضحة والفرز الحاسم الذي أقامته غزة بكل شفافية, سيجعل العدو وأتباعه في مواجهة مصيرهم المشؤوم, فالشعوب منذ لحظة غزة الفاصلة لن تمهلهم كثيرا, لقد تغير كل شيء وكل استمرار في العناد والمكابرة جهلا أو تجاهلا سوف يعجل بنهاية هؤلاء الظالمين وأنصارهم وعبيدهم, وسوف يظهر الحق عما قريب - بإذن الله - ويزهق الباطل, إن الباطل كان زهوقا, ولن تنفع المرتدين كل العواصم التي يحجون إليها ويعتمرون, لأنها هي الأخرى معنية بطوفان الشعوب العاتي, حيث قرر أصحاب الحق على مستوى المعمورة أن يسترجعوه مهما كانت الكلفة باهظة.

بن سي رابح
أستاذ متقاعد من عاصمة الجزائر