الاثنين، 24 أغسطس 2009

مرحبا

compteur pour blog

الأحد، 23 أغسطس 2009

النت

النت يهز عرش القبيلة


1_ انهيار الحدود


تعاني الدول بل السلطات في البلدان المتخلفة من اختراق النت للجدران المنيعة التي كانت تسيج بها حدود الأوطان لتضع من خلفها شعوبا كاملة في سجن كبير هو أوطان تلك الشعوب ذاتها, وتصوروا أي مأساة فاجعة هي عندما يتحول الوطن إلى سجن كبير لأبناء شعبه, وعندما يتحول المواطن بفعل عذاب السجن إلى معاد لوطنه, عندما يكون قد تجاوز عتبة الألم, ولم يبق لديه من الاعتبارات ما يمنعه من أن يرتكب أية جريمة فظيعة في حق وطنه, الذي فقد بفعل التعسف والاستبداد ماهية الوطن وتحول إلى معتقل كبير, وهل يلام من يكره السجن والمعتقل؟ ويصبح عدوا لدودا لذلك السجن الذي يفترض فيه أنه وطن أو ربما كان كذلك يوما؟ أما الوطن السجن فهو شيء ممقوت يكاد يكون حبه مستحيلا على مواطنيه ضحايا الاستبداد والتعسف. ولكون القبيلة هي المؤسسة العتيدة أو النواة الصلبة لتلك السلطات, فإن التغيير يصبح ميئوسا منه, كون أساس القبيلة متينا غير قابل – فيما يبدو – للتغير, أو على الأقل التغير السريع المطلوب لإحداث النقلة الحضارية والحداثية والتطورية, أساس القبيلة سكوني معادي للحراك, ومن ثم لا أمل في التغيير في البلدان التي تحكمها تحالفات قبلية أو شبه قبلية من عصب المصالح المتحالفة أيضا مع المكونات القبلية للسلطة. ومعنى هذا أن أي تغير مأمول إنما ينتظر من الخارج, وهو تغير مشوب بالمحاذير كون الخارج إنما يبحث عن مصالحه, ولذلك يحدث التغيير لتسهيل مرور تلك المصالح بأقل تكلفة ممكنة. لكن يحدث أن التطورات العلمية والتكنولوجية التي تجري في الخارج تقدم خدمات غير مقصودة لبلدان الجنوب، مثل تحرير النت لأهل الجنوب من سطوة الغلق في الجوانب الإعلامية والفكرية والثقافية والعاطفية, أي في كل ما لا يعبر على الحدود العتيدة ويسلك طريق الفضاء الحر الآمن, وهذه ضربة قاسية لأساس القبيلة الراسخ. لم تعد تحتكر المعلومة ولا هي قادرة على منع وصول الأفكار المتنوعة ولا التطورات المعرفية والثقافية إلى مواطنيها, نعم إن الجانب المادي لا زال محتكرا ومراقبا جدا في بوابات الحدود, لكنه بالرغم من ذلك لا يسلم من التأثر, للتلازم الحتمي بين الجوانب المادية والمعنوية واستحالة فصلها عن بعضها. الذي حدث هو أن الفتح التكنولوجي العملاق قد أطاح بأسوار الحدود وصار المواطنون يعرفون من المواقع الإلكترونية خارج البلاد وداخلها ما يحصل في العالم وفي بلدهم عن طريق تلك المواقع والرسائل وغيرها من أشكال الاتصال التي يعرفها النت, لم تعد المعلومة السياسية وغيرها محتكرة تعرض منها السلطة القائمة ما تشاء وتخفي ما تريد, وأصبحت الطابوهات السياسية والدينية والجنسية ذات الخطورة العالية والمنع الشديد منتشرة على نطاق واسع, لا يمكن ستر الاستبداد ولا التطرف والخرافة ولا ما يتعلق بالجنس من معلومات وثقافة علمية مفيدة, أو حتى تلك الممارسات الخليعة والإباحية بل والتجارية, التي تنشرها مواقع عديدة في البلدان الغربية وغيرها, من أجل فوائد ومداخل مالية كبيرة, لأنها تصادف الإقبال الكبير. وهنا تجدر الإشارة إلى أن النت مثل غيره من الوسائط الإعلامية الفضائية بل والإبداعات التكنولوجية عموما هي محايدة وسلاح ذو حدين, والذي يعطيها الطابع المفيد أو الضار هو المستعمل لها, بمعنى أن الحكم بالإيجابية أو السلبية وبالخير أو الشر على الاستعمالات التكنولوجية, ينصرف إلى الشخص المستعمل وليس إلى الوسيلة أو الواسطة التكنولوجية, فهي إيجابية تماما ودائما, حتى ولو كانت هي القنبلة النووية, فوجودها يمكن استعماله للتخويف والترهيب من الحروب وبالتالي منع حدوثها نهائيا, إلا إذا أراد مالكها القيام بالشر, كما فعلت أمريكا في اليابان أثناء الحرب الكونية الثانية, وفي هذه الحالة فإن المسؤولية إنما تقع على عاتق الإنسان المستعمل, وليس على الواسطة التكنولوجية المحايدة, والإنسان وحده هو الذي يوجهها لأغراض إيجابية وخيرة أو العكس, عندما يستعملها لغايات سلبية وشريرة, خاصة عندما يمس ضرها الإنسان ذاته. الذي يعنينا هنا هو انهيار الحدود أمام المعلومة والفكرة والرأي بكل أنواعها, ومنها تلك المتعلقة بالطابوهات والموضوعات المتعلقة بها ذات الدرجة العالية من المنع والاحتكار لدى السلطات ذات الطبيعة القبلية, وتصوروا أن المرأة التي كانت ولا زالت سجينة وراء أسوار منيعة لا تسمع ولا ترى إلا ما يسمح به سجانها العنيف المستبد, صارت تتجول عبر النت في مختلف أرجاء القرية العالمية الأصغر من الصغيرة, وصارت تتحدث مع الرجال من كل الأجناس, بل وترى بوضوح كل الممنوعات والموبقات إن هي رغبت وسمحت لنفسها, وتقيم العلاقات النظيفة وغير النظيفة, وتتبادل مع الرجال على نطاق واسع, وربما أحبت وربطت علاقة قد تثمر زواجا سعيدا, لكن هذا موضوع آخر سنتناوله في مقال خاص به. وما يعنينا هنا هو تسجيل فقدان القبيلة العتيدة سيطرتها على المعلومة والفكرة والرأي, بفضل النت الهائل العملاق, وهذه مقدمة هامة لزوال سلطة القبيلة في البلدان التي تعاني من سلطات من هذا النوع الاستبدادي المتعسف, وتلك خطوة عملاقة للتغيير المنشود في بلدان الجنوب, التغيير الذي يسمح لها بدخول العصر بكل جدارة, وممارسة الحداثة والديمقراطية وحقوق الإنسان والكرامة البشرية.

الاثنين، 17 أغسطس 2009

فزورة القواعد الأجنبية في مصر

فزورة القواعد الأجنبية في مصر

كتب الأستاذ/ فهمي هويدي مقالا هاما في هذا الموضوع الخطير طالبا تفسير الفزورة بمنسابة شهر رمضان الكريم
فكانت لي هذه المحاولة نزولا عند رغبة أستاذنا الكبير


حياك الله يا من تذود عن الحمى وتحمل الهم العربي الكبير وتناضل دون هوادة بفكرك التنويري وقلمك البارع في سبيل رسم المؤشرات المفاتيح لما يجري على أرض الكنانة وشقيقاتها العربيات والمسلمات, أما حكاية القواعد,أو كما فضلت تسميتها بالفزورة, وطلبت تفسيرها بمناسبة الشهر الفضيل, فزورة القواعد الأجنبية, أو بالتحديد القواعد الأمريكية, أو بتدقيق أكثر حسب كلام وزير الأمن الداخلي الصهيوني في المحاضرة التي استشهدت بما جاء فيها, فإن الأمر بتعلق بقواعد أمريكية إسرائيلية على أرض مصر, قلب العرب النابض. هذه ليست فزورة أبدا, ولتسمح لي سيدي أن أعترض على هذه التسمية, فالمسألة حقيقة واقعية تترتب عن التسلسل المنطقي لاتفاقية الاستسلام في اصطبل داوود, وكما علمنا التاريخ, وأنت خير العارفين, سيدي الفاضل, فإن المعاهدات المماثلة يفرض فيها المنتصر شروطه, وما على المنهزم إلا أن يقبلها صاغرا ذليلا, ومن ثم فحديث الملاحق السرية لذات المعاهدة أمر لا مفر من التصديق به وفقا لمنطق العقل ونواميس التاريخ, والوضع في سينا وهو معلن في معاهدة الاصطبل الشهيرة, أحسن شاهد على واقعية وجود القواعد الأمريكية على أرض الكنانة بدعوى حماية النظام القائم فيها, وهي الشجرة التي تغطي غابة خضوع هذا النظام إلى درجة التفريط في الأمن القومي لأرض الكنانة وجوارها الكبير, على الرقعة العربية والإسلامية, واستسلامه التام للعدو, والاحتماء به, وقبول شروطه المخلة بالسيادة المصرية والعربية والإسلامية, وأكثر من ذلك الجوار الإفريقي الأسيوي, لأهمية أرض الكنانة وإستراتيجية موقعها الحساس في مركز العالم القديم. إن مساهماتك الراقية يا سيدي جهاد في سبيل الله والوطن بما وهبك خالق الكون من فكر ثاقب وقلم عبقري, وإننا لفي حاجة ماسة إلى مثل هذا التنوير الذي تتفضل به بكثافة ونوعية راقية, من أجل رفع مستوى الوعي ونشره على أوسع نطاق بين أفراد أمتنا الواعدة, مما يجعلهم - دون ريب - يقتربون شيئا فشيئا نحو نقطة الحسم, حينما يصل وعيهم إلى نقطة اللارجوع, نقطة انتزاع السيطرة على مصيرهم, واسترجاع حريتهم الكاملة في تقرير مصيرهم, وتسيير شؤون مجتمعهم ووطنهم وشعبهم. بارك الله فيك وفي أمثالك من حملة مشعل التنوير, ورمضان كريم, وكل عام وأنت والأمة بألف خير.

الثلاثاء، 4 أغسطس 2009

الخبز المسموم





الخبز المسموم

كتب أحد المدونين العرب مقالا هاما تحت هذا العنوان, مستغربا من حال الخمول العربي الراهن, وحالة العجز والهوان, لكنه توقف عند الاستغراب, ولم يحمل المسئولية لأية جهة, وبالتالي لم يقدم تحليلا للوضع ولا تفسيرا, بل اكتفى بتعداد الكثير من مظاهر المعضلة, وانتهى إلى طلب آراء الآخرين, في القضية هذه, فكان أن كتبت التعليق الآتي على ما تفضل به صاحب المقال مشكورا:

===============

كما تكونون يولى عليكم -
- من يصلح الحال؟ ج: الشعوب أصحاب المصلحة
- لكن الشعوب قاصرة بسبب تخلفها المكرس محليا وإقليميا ودوليا لفائدة المتحالفين أصحاب المصالح
- - القادر على الإصلاح هي النخبة المثقفة
- لكن هذه النخبة غائبة تنظيميا لتقصيرها ولحراستها المشددة من قبل أصحاب المصالح
- لكن رغم الصعوبات الجمة يمكن لهذه النخبة أن تناضل وتضحي من أجل فرض وجودها كتنظيم وكقوة اقتراح وضغط
- إذا أصبحت هذه النخبة موجودة تنظيميا في صورة اتحادات وروابط وجمعيات حرة مستقلة إلخ... أمكنها بدء النشاط
- نشاط هذه النخبة الأساسي هو رفع الوعي العام بكل الوسائل

- كلما ارتفع الوعي العام زادت قوة النخبة, وأصبحت مفروضة على السلطة لا تستطيع تجاهلها, بل تضطر للأخذ بالحد الأدنى من رأيها في مرحلة أولى

- تصبح النخبة في مرحلة لاحقة شريكا في السلطة

- يصبح الشعب - بعد ذلك – هو مصدر السلطة, وعندها يسقط تحالف أصحاب المصالح, وتسود مصلحة, ويبدأ التطور والنمو

المسؤولية التاريخية تقع – حاليا – على النخب المثقفة, بسبب أهليتها وعدم انتظامها في هيئات حرة مستقلة خادمة لمصالح الشعوب دون غيرها
- إن غالب المثقفين العرب – حاليا – يقبلون بدور التقنوقراطي الخادم للسلطة مقابل الفتات من المصالح الشخصية, أو يلجؤون إلى الهجرة بحثا عن مصالح شخصية أيضا, وهم - في الغالب – غير مستعدين للنضال والتضحية والتحدي, وتلك هي المصيبة العظمى

هذا هو - في تصوري- الطريق الصعب, لكن الصحيح لكسر حلقة التخلف والاستبداد, وبالتالي دخول عصر التحرر والكرامة والازدهار

والإفلات من المحنة الراهنة للأمة العربية ومأزقها التاريخي الخطير.

- أشكر صاحب مقال "الخبز المسموم" على فضل إثارة الموضوع الكبير