أوالإشهار والإعلان العام ou publicité et grandes annonces ======================================= تعنى هذه المدونة بممارسة الإشهار العام أو بالروابط بواسطة كل أشكال التعبير والإبداع في شتى مجالات الثقافة والاجتماع والاقتصاد والسياسة, وما الإشهار هنا سوى وسيلة لاحتضان أدوات التعبير والإبداع الأخرى في كل المجالات , ولضمان الاستمرار لرسالة هذا الفضاء الإلكتروني, الذي نريده خصبا جذابا ممتعا ومفيدا, فهلموا سادتي سيداتي المبدعين, والمعلنين عن نشاطاتكم, مرحبا بكم soyez les bienvenus
السبت، 31 يناير 2009
الرحامنة من إقليم مراكش بالمغرب وهي بلد السيد/ ابن جرير الذي يعرف بها, وهو صاحب الألبوم الهام عن غزة
حماس تتكلم كلام الكبار
"منهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا"
CNNArabic.com - فيدل كاسترو يوجه أول لطمة لباراك أوباما
الجمعة، 30 يناير 2009
RFI - Erdogan salué en héros
أستاذ متقاعد من عاصة الجزائر
الخميس، 29 يناير 2009
من دفاتر الأيام/ أردوغان العربي
http://www.alterinfo.net/photo/1184895-1538702.jpg?v=1232115390
الأربعاء، 28 يناير 2009
من دفاتر الأيام/ مظاهرات شعبية تأييدا ودعما للصحفي منتظر الزيدي
http://www.rtarabic.com/news_all_news/23505/?video=1
France Info - Monde
أوقف الصهاينة القتال من من جانب واحد, وهاهم يخرقونه بعد عشرة أيام ويشنون الغارات ويقتلون ويجرحون ويخسرون أيضا ضابطا ويجرح ثلاثة جنود منهم
France Info - Monde
وقف إطلاق النار من جانب واحد يخرقه نفس الجانب بعد عشرة أيام
http://www.lepoint.fr/content/system/media/1/200901/32249_une-tunnel-rafah.jpg
بعد عشرة أيام من وقف القتال من جانب واحد, ها هو هذا الجانب يشن غارة على خان يونس تخلف جرحى ولا زلنا لم نعرف الخسائر المادية المحتملة, ويقتل اثنين من الفلسطينيين المدنيين العزل بقصف مدفعي جنوب القطاع, ويقصف الشريط الحدودي مع مصر كما تنبأ بذلك النظام المصري عند غلقه الأخير لمعبر رفح بالكامل, ويجرف الأراضي في جهة أخرى من غزة, والمجلس الوزاري الأمني لمصغريجتمع لدراسة الرد على العبوة الناسفة, وغير هذا من مظاهر العدوان المتجدد, وهاهي كلينطون تقول مثل سيئة الذكر رايس لإسرائيل الحق في الدفاع عن نفسها ولا يمكن السكوت عن الصواريخ التي تسقط على أراضيها, أما جلعاد المفاوض الإسرائيلي فقد صرح بأن النظام المصري يعتبر حماس عدوة له لأنها في نظره تهدد استقراره ووجوده. وهكذا يتضح من جديد ومنذ ظهورهم على صفحات التاريخ أن الصهاينة لا يؤتمنون ولا عهد لهم, والمشكلة على أي حال ليست فيهم, وإنما فيمن يحميهم ويؤازرهم ويأتمر بأوامرهم, هم من جانبهم يطبقون عقيدتهم المحرفة وتوجيهات حاخاماتهم التي مفادها ألا مكان لغيرهم من البشر إلا أن يكونوا خدما وعبيدا لـ"شعب الله المختار" وإلا يبادون نهائيا هم وحيواناتهم وشجرهم ما عدا من يصلح منهم للسبي والاستعباد مثل النساء والعبيد, سياسة الصهاينة هذا هو دستورها بل عقيدتها الدينية الراسخة والمحرفة, فمن المعروف أنهم لا دستور لهم لأنهم يترفعون عنه بتعاليمهم الدينية المحرفة, هم هكذا علنا ودون مواربة, فماذا عن حاميهم ومؤيدهم وخادمهم, هذه الفئات الضالة والمتورطة في الجرائم الصهيونية الشنيعة لا يهمها معتقد الصهاينة ولا فظاعة ما يرتكبونه من جرائم بشعة, ما يهمهم هو مصيرهم الذي يرتبط آليا وبإحكام تام بمصير الكيان الصهيوني, حيث إن زوال هذا الكيان ينتج عنه حتما زوال الوجود والنفوذ الاستعماري الغربي وغير الغرب من العالمين العربي والإسلامي نهائيا, وقبل ذلك تزول الأنظمة العميلة التي تكون قد فقدت أسباب وجوده تماما, ولا يمكن لها الاستمرار في غياب حاميها الغربي والصهيوني. من أجل هذا تسارع الصهيونية مؤيدة من هؤلاء بالعودة إلى القصف المدمر والمجرم, ولا يمكن أن تتوقف عنه حتى بعد اتفاق إمضاء وقف القتال مع المقاومة, لأن هدفها هو الإبادة النهائية لشعب فلسطين والشعب العربي كله إن استطاعت إلى ذلك سبيلا ومن يقفون وراءها ويدعمونها أو يأتمرون بأوامرها لا يعترضون عن أي شيء تقوم بها مهما بلغت درجة فظاعته لأن مصيرهم يرتبط بمصيرها, وبئس المصير, ولأن الرهان هو في مستوى الوجود ذاته, الحياة أو الموت .
أما كلينطون الذي تردد كلام "رايس" فهي تغامر بالفرصة التي ساقتها لها الأقدار لتكون من الخالدين, ألا إن التاريخ لا يرحم ولا يساوم فإما أن يضع رواده في مراتب الصالحين الذين شيدوا ورفعوا البناء شامخا لفائدة الإنسان, أو يرميهم في مزابله مع الأرذال والمنافقين والمفسدين في الأرض, حيث يخلدهم بهذه الأوصاف الرخيصة المقززة, وعلى السيدة كلينطون أن تختار بين المرتبتين قبل فوات الأوان, فإذا سارت على نهج "رايس", فلتعلم أنها سوف ترمى معها في سلة مهملات التاريخ, ولن تذكر على مر القرون والعصور إلا وتشيعها اللعنات, والعياذ بالله.
ولا نتوقف كثيرا عند عبقرية النظام المصري الذي أعاد الغلق الصارم لمعبر رفح قبل يومين, بعد أن كان مفتوحا بنسبة ضئيلة جدا, بدعوى أنه متخوف من إعادة إسرائيل لقصف الشريط الحدودي لتدمير الأنفاق, حيث قال إنه يتخوف ويتوقع, فهذا ليس بعبقرية, والأمر لا يعدو أن يكون أن الصهاينة أخبروه بذلك, أو أنه ألح في الطلب منهم ليعيدوا القصف, أو نتيجة اتفاق بين الجانبين على إعادة القصف لعلهم يحققون حلمهم في منع دخول الأسلحة إلى غزة, ولكن هيهات أن يتحقق حلمهم مهما قصفوا وأجرموا ودمروا, لسبب بسيط هو أن المقاومة من الشعب, وإرادة الشعوب لا تقهر "إن كانوا يعقلون".
بن سي رابح
أستاذ متقاعد من عاصمة الجزائر
الثلاثاء، 27 يناير 2009
صورة عن الغارة العدوانية الجديدة على خان يونس اليوم
الاثنين، 26 يناير 2009
publication et publicité/جريدة لوموند الفرنسية
من دفاتر الأيام/ الصراع بين الشعوب والأنظمة ومتبوعيها
المواجهة الحاسمة للعدوان الأكبر
أستاذ متقاعد من عاصمة الجزائر
الأحد، 25 يناير 2009
من دفاتر الأيام/ من يشرف على إعمار غزة
من يشرف على إعمار غزة؟
السبت، 24 يناير 2009
من دفاتر الأيام/محاولة إعادة الأمور كما كانت قبل العدوان المجرم
وضعت الحرب اوزارها ويبغون عودة الأمور إلى سابق عهدها
أو محاولة الالتفاف على نتائج الحرب
انتهى العدوان المجرم إلى غير صالح الأطراف المتورطة فيه, فأرادت محوه, وها هي الصفحات الأولى تخلو من ملحمة غزة هذا الصباح والحال أن الدماء لا زالت تجري في كل شبر من غزة المجاهدة, عاد النظام المصري لدور الوساطة ظاهريا بقصد التهدئة وهو في واقع الأمر يتلقى الأوامر من الصهاينة ويمارس الضغط على حماس والفصائل بحثا عن استسلام تام غير مشروط, كان قبل الحرب يهدد بها, والآن بعد هزيمة الأطراف المعتدية, بماذا يهدد؟ لديه معبر رفح وهو أكثر إغلاقا من المعابرمع إسرائيل, واتفاقية منع تهريب السلاح وقعها والثتزم بها مع الكيان الصهيوني ومع الأوروبيين ومع الأمريكان, وهو يمارسه من غير اتفاق ولا توقيع تطوعا ومساهمة في الحصار منذ سنوات خلت؟ فما هي ورقة الضغط التي بقيت بيديه لا شيء على الإطلاق, وهذا مؤشر رئيسي على أن إنهاء نتائج العدوان ومسحها بالكامل هو من بين المستحيلات وذلك ببساطة لأنها وقعت بالفعل وسجلها التاريخ وشهدت عليها الطبيعة والشجر والحجر قبل البشر, لذلك فعبثا يحاول المهزوم العودة إلى حيث كان قبل الهزيمة, لأن مثل هذا التصرف غير طيعي وغير منطقي, نعم إن مصر هي المتنفس البري الوحيد لغزة لكنه – للأسف – مسدود بإحكام شديد وميؤوس منه, والمقاومة تشترط فتحه مع بقية المعابر ورفع الحصار قبل أي حديث عن التهدئة ومدتها, وهذا ما سوف يكون لأن شروط المنتصر مفروضة بالنصر فرضا, ومن الصعب على الأطراف المعادية أن تفكر مجددا في الحرب, وقد قال ساركوزي رئيس فرنسا كلمة عابرة في بداية العدوان لكنها أصابت كبد الحقيقة , هي: " أنه لا وجود لحل عسكري في غزة ", وقد تحقق توقعه عمليا على الأرض, والآن يحاول المحور الصهيوني إلغاء كل شيء والعودة إلى ما قبل العدوان جاهلا أو متجاهلا أن الزمن لا يتراجع, وأن المقاومة أصبحت طرفا لا يمكن تجاهله بأي حال من الأحوال, وهذه نتيجة بارزة من نتائج العدوان المجرم أحب من أحب وكره من كره, لقد أصبحت المقاومة طرفا في المعادلة الشرق أوسطية والعربية عامة, ومن أراد أن يفتح هذا الملف فما عليه إن كان جادا إلا أن يتهيأ لسماع كلمة المقاومة باعتبارها الكلمة الأقوى في المنطقة, إنها هي التي تحارب وهي التي تنتصر والباقي أحسنهم مؤيد لها, والباقي أي " المعتدلون" متآمر عليها, هذه هي الحقيقة التي لا يمكن القفز عليها أبدا, وما دامت المقاومة هي الإستراتيجية التي اعتمدتها الشعوب لحماية وجودها ودخول العصر من أوسع أبوابه فهي منتصرة دوما, وأي محاولات من الصهاينة وأتباعهم وأنصارهم لهزيمة المقاومة هي العبث بعينه, وسوف يهدرون الوقت والأموال والأرواح دون طائل ليجدوا أنفسهم مجبرين على التفاوض مع المقاومة والاعتراف بها شريكا أساسيا إن لم يكن وحيدا في المنطقة, وإلى أن يضطروا اضطرارا إلى الإدعان لمعطيات الواقع سيضيعون في متاهات التاريخ تحت أنظار السخرية والشفقة, ولن يصلوا إلى أي شيء مهما كان بسيطا وصغيرا وتافها, وليراجعوا إن شاءوا الجدوى التاريخ عامة وتاريخ المقاومة خاصة في كل مكان وزمان وسيأتيهم الجواب قاطعا, وإلا فسيتخبطون ويتسببون في مآسي جديدة ويرتكبون جرائم بشعة كما هي عادتهم ولكن دون جدوى حتى ولو بشرهم بعض التائهين والمنافقين بغير ذلك مما يوافق أحلامهم الكاذبة, لأن السباحة ضد تيار التاريخ وتجاهل نواميس الطبيعة لا يبشران سوى بسوء العاقبة والخسران المبين وبئس المصير.
الجمعة، 23 يناير 2009
من دفاتر الأيام/ غرائب من تداعيات العدوان المجرم على غزة
البوشية مستمرة
رحل بوش فاستبشرنا خيرا, غير أن بعض التصرفات تشير إلى أنه سوف يمضي وقت طويل يظل العالم فيه يرزح تحت نير الجحيم الذي رماه في أتونه السفاح بوش, فها هو النظام المصري ينفي اليوم أنه وقع اتفاقا أمنيا مع الكيان الصهيوني لمنع تهريب السلاح عبر الحدود, في حين أن الكيان يعلن عن المصادقة على الاتفاق المذكور, وهل أن الأمر في حاجة إلى اتفاق وكأنما الجانبان لم يفعلا المستحيل في هذا الشأن منذ سنوات؟؟؟ ثم لماذا ينفي النظام المصري ما أعلنه الصهاينة؟ وما قصدهم هم من الإعلان؟ وهل أن الأوروبيين الذين جاءوا إلى شرم الشيخ لم يتفقوا مع النظام المصري في هذه القضية التي كانت موضوع الاجتماع أو القمة كما وصفوها؟؟؟ إن هذه الممارسات تقع في الحقل البوشي تماما, وها هي ألمانيا تعلن معارضتها لأي محاكمة دولية للكيان الصهيوني عن استعماله للقنابل الفسفورية ضد المدنيين!!! في الوقت الذي يتردد فيه كلام عن استعمال المجرمين الصهاينة لقنابل ذرية أمريكية صغيرة, وما دام الأمر معلنا فإنه يكون معروفا لدى المسئولين قبل ذلك ومنذ وقت حدوثه, لكنهم تستروا عليه.
مثل هذه الممارسات لم تكن واردة في قاموس السياسة الدولية قبل القدوم النحس لبوش السفاح, كان العالم بما فيه الدوائر الرسمية تضج لمجرد التفكير في مثل هذه التصرفات الشنيعة, والإقدام الإجرامي على استعمال الأسلحة الفتاكة المحظورة دوليا, لكنهم يسكتون وهي تستعمل بالفعل, فهكذا علمهم بوش, وقد تجاوبوا معه ولا زالوا رغم رحيله إلى غير رجعة يحافظون على تراثه اللاإنساني الشنيع!!! ذلك لأنهم كانوا يتعاونوا معه عن تجاوب وليس عن رهبة واضطرار. فقد كان يمتاز عليهم بشجاعة العمل في العلن دون مراوغة ولا نفاق كما كشفت غزة عن هؤلاء الغربيين ومعهم "المعتدلين", وها هم يتمسكون بالنهج البوشي الشرس ويأتون إلى قمة شرم الشيخ لا لنجدة الضحية وإنما للتضامن مع الجلاد وحمايته أكثر من ذي قبل, والاتفاق مع النظام المصري على خنق المقاومة بحراسة الحدود ومنع وصول السلاح إليها. هذه بديهيات معروفة وهي فوق كونها بوشية صرفة تثير الاستغراب بنفي النظام المصري لمصادقة الصهاينة على اتفاقهم الأمني معه, ما ذا وراء هذا النفي؟ ولماذا يعلن الصهاينة عن مصادقتهم في هذا الوقت بالذات؛ وفي نفس اليوم الذي غادر فيه مبعوثهم القاهرة الذي يبحث فيها مسألة التهدئة وتثبيت وقف إطلاق النار؟ وفي اليوم الذي يصل فيه وفد حماس للبحث في هذا الأمر مع النظام المصري الذي يبدو ظاهريا كوسيط ولكنه في الواقع يرهب الفلسطينيين ويضغط عليهم ليوافقوا على شروط الاستسلام الصهيونية!!! يظهر أن هناك تفاصيل يختلف فيها النظام المصري مع الصهاينة لأسباب داخلية في نفس المعسكر, فكل يريد أن يكسب كل شيء على حساب الآخر, ولذلك يزايدون على بعضهم. إن حرب الإبادة والتدمير التي دار رحاها الرهيب لمدة ثلاثة أسابيع لم تفلح في غسل عار البوشية من على وجه الأرض, بالرغم من الرحيل الأبدي لصاحبها مودعا
بأبشع اللعنات, وذلك لأنه يوجد في هذا العالم من هم أكثر بوشية من بوش ذاته.
Yahoo! France - Résultats de recherche d'images pour Gaza december 2009
صور عن العدوان الصهيوني المجرم على غزة الصامدة - ديسمبر 2008/ جانفي 2009
Yahoo! France - Résultats de recherche d'images pour Gaza december 2009
الخميس، 22 يناير 2009
من دفاتر الأيام/ تداعيات انتصار غزة ورحيل بوش
وقلوب مطمئنة, كما كنا تستمع إلى خطب الرؤساء الأمريكين قبل غير المأسوف عليه بوش بدون تشنج ولا حقد ولا ضغينة.
الرئيس الأمريكي الجديد باراك حسين أوباما
تداعيات انتصار غزة الصامدة
لا زالت إسرائيل تقصف من البحر وتصيب خمسة فلسطينيين اليوم, أما الرئيس الأمريكي الجديد فقد عين مبعوثاجديدا للسلام في الشرق الأوسط, والتزم بالدفاع عن إسرائيل وحمايتها من الخطر, وأمر حماس
بالاعتراف بإسرائيل, وهي لهجة بوشية, لكنه لم يطلب منها الاستسلام, ولم يصفها بالإرهاب, وهو خطاب مختلف بالرغم من رفض حماس له, حيث اعتبرته يكرر نفس الأخطاء الأمريكية, ما دام لم يتحدث عن حقوق الشعب الفلسطيني واكتفى بالتعاطف مع ضحايا العدوان الهمجي من الأبرياء. وهو على كل حال أفضل مما جاء به الاستراتيجي الكبير "هيكل" الذي لم يكمل حديثة في الجزيرة هذا المساء بسبب انتقالها إلى واشنطن لنقل خطاب أوباما, لقد رسم هذا الصحفي الذي كان عبقريا صورة قاتمة للوضع الفلسطيني والعربي, وإلى هنا يمكن الاتفاق معه, لكنه توقع بعد الدمار الفظيع غير المسبوق في التاريخ كما قال أن يكرس الأمر الواقع, الذي هو التسوية, لأن الوضعين الفلسطيني والعربي في حالة من الضعف بحيث لا يمكن لهما التأثير في مسار الأحداث, ويبقى أن الطرف الفاعل هو إسرائيل ومعها أمريكا وأوروبا وأداتهما الحلف الأطلسي الذي جيء به لفرض التسوية, ومهندس كل هذا في نظر هذا الاستراتيجي السابق هو "طوني بلير" الموصوف بعمالته لإدارتي بوش وإسرائيل!!! أما المقاومة فلا وجود لها وإن وجدت فلا أثر لها في المستقبل, ولا مكان يذكر إلا للأمر الواقع الذي تريده إسرائيل والغرب وأداة التنفيذ هي الحلف الأطلسي ومهندس العملية كما قال هو "طوني بلير" ولا شيء غير هذا في المستقبل عدا هذا الأمر الواقع الذي هو التسوية أي الاستسلام الذي سخرت له إسرائيل وبوش و"المعتدلون" كل قواهم وكانت الهزيمة هي جزاؤهم المستحق, وقد تجاهلها " هيكل" تماما في حديثه بل إنه لم يذكر العدوان المجرم باسمه, وإنما قال الدمار غير المسبوق في التاريخ.
أما في الكيان الصهيوني فإن استطلاعات الرأي تضع الليكود في الصدارة متبوعا بكاديما ثم حزب العمل في المرتبة الثالثة, حيث يعتبر الليكود أن "ليفني" زعيمة كاديما قد فشلت في سياستها الخارجية أثناء العدوان لكن الجيش انتصر, وكان الأحرى بهم أن يقولوا أجرم وخرب ودمر, ورغم هذا الانتصار يرتب حزب العمل الذي يرأسه وزير الدفاع باراك في المرتبة الأخيرة من بين الأحزاب الثلاثة المتنافسة. وهذا معناه أن الحكم سيؤول في إسرائيل لليكود المتطرف بزعامة العنصري الكبير ناتنياهو, والذي وضع هذا الترتيب هو الشعب الصهيوني, مما يعني أنه يريد المزيد من الدماء والتدمير, وأنه لم يضع الحزبين القائدين للعدوان على غزة في المرتبة الأولى لأنهما لم يشفيا غليله!!! ولعل ما يرضيه هو الإبادة التامة لشعب فلسطين على غرار الهنود الحمر, وهذا هو الواقع, وليس الأمر الواقع كما يقول صاحبنا والتأثير الوحيد عليه بل قهره لا يكون إلا بوسيلة واحدة ووحيدة هي المقاومة ولا شيء آخر غير المقاومة, التي ينفي السيد وجودها أو انعدام دورها تماما في أحسن الأحوال, والحلف الأطلسي قادم لمحوها نهائيا, وينسى أن هذا الحلف الاستعماري لم ينتصر ولا مرة واحدة في تاريخه, خاصة عندما يتصدي لمحاربة المقاومة, فإن الفشل الدريع كان يلازمه دوما, حدث ذلك في الجزائر ويحدث الآن في أفغانستان, والأمثلة كثيرة في تاريخه الحافل بالهزائم أمام الثورات والمقاومات الشعبية حيثما حل وارتحل, وهل هناك ثورة أو مقاومة واحدة أمكن قهرها في التاريخ, بما في ذلك المقاومة الفرنسية والأمريكية والهندية الغاندية والقائمة طويلة وحافلة بانتصار المقاومة دوما وانهزام عدوها الظالم المعتدي؟؟؟
هذه هي اللوحة العامة اليوم, وهناك مبادرة جديدة للرئيس اليمني المتخلف عن قمة الكرامة والمقاومة في الدوحة, بعد موافقته على الحضور!!! يدعو فيها لحوار جديد بين حماس وفتح برعاية سورية مصرية تركية هذه المرة, وحديث في الجزيرة للسيد/ نايف حواتمة, خلاصته أنه من المبكر الحكم على سياسة الرئيس الأمريكي الجديد في الشرق الأوسط, وإن كان التغيير الكبير لهذه السياسة لصالح العرب لن يكون إلا بقيام الوحدة الفلسطينية وبتوحيد الصف العربي كما أضاف.
صحيح أن الوقت مبكر جدا للحكم على سياسة الرئيس الأمريكي الجديد, لكن الذي يغير سياسته إيجابيا ليس وحدة الفلسطينيين ولا وحدة الصف العربي أبدا, لأن غزة المقاومة والصمود والنصر قد دفعت دم أطفالها ونسائها وأبريائها الزكي القاني من أجل الفرز والحسم, وقد فعلت ولا رجعة في ذلك, والذي يفرض التغيير على الرئيس الأمريكي الجديد هو الشعوب العربية المتحدة والمتضامنة فعلا , ووسيلتها إلى ذلك المقاومة التي سوف تجبر إسرائيل جبرا على استجداء الإدارة الأمريكية الجديدة والإلحاح عليها للتدخل من أجل وقف الصراع وإيجاد حل يرضي المقاومة وبالتالي شعوبها, هذا هو الأمر الواقع وليس ذلك الذي يتحدث عنه "هيكل" وكأني به أصبح ناطقا رسميا باسم الكيان الصهيوني و"المعتدلين" للأسف الشديد. أما رفض حماس لخطاب الرئيس الأمريكي فمن حقها ومن واجبها أن تفعل ذلك, ما دام شعبها لا يرضى بغير تلبية حقوقه المشروعة والمسجلة في قرارات دولية معروفة. لكن من الإنصاف القول بأن مؤشرات مسيرة محو العار في سياسة الإدارة الأمريكية الجديدة واضحة, منها أن التهديد اختفى وحلت محله الدعوة إلى الحوار حتى مع الأعداء, وهناك قرارت ذات دلالة كبيرة اتخذت في اتجاه إصلاح ما أفسدته الإدارة السابقة في الخارج والداخل, وفي السياسة الخارجية والعلاقات الدولية تحديدا, ثم لا ننسى أن الرئيس الجديد قد نصب البارحة فقط, أي منذ حوالي أربعة وعشرين ساعة.
أما عن مصيبتنا في "هيكل" فعزاؤنا الوحيد فيها هو ما قيل من أن العباقرة يقضون نصف عمرهم الأول في الاكتشاف والاختراع والإبداع, أما نصف حياتهم الأخير فينشغلون فيه بمحاربة كل تطور جديد, وتلك سنة الحياة التي فطرها عليها بارئها سبحانه "ولن تجد لسنة الله تبديلا".
الأربعاء، 21 يناير 2009
من دفاتر الأيام/ انسحاب بالكامل من قطاع غزة للجيش الصهيوني
تداعيات العدوان الصهيوني المجرم على غزة
انقلب السحر على الساحر, فلم يحقق الصهاينة أي هدف من الأهداف المعلنة أو غير المعلنة, وهي التسوية إسما والتصفية مضمونا لقضية فلسطين, بل خسروا كل شيء, وزادوا من قوة حماس التي أعلنوا ضرورة وضع حد لحكمها في غزة, وهم في الحقيقة إنما جاءوا ليضعوا نهاية حماس إلى الأبد وليس حكمها كما يعلنون, وأضعفوا عباس من حيث أرادوا تقويته, وكشفت المقاومة بسبب العدوان تآمر "المعتدلين", الذين اضطروا للسكوت عن مبادرة الاستسلام التي مزقتها المقاومة بفرض وقف إطلاق النار على الصهاينة والانسحاب السريع من غزة بدون أي شروط, وكانت المبادرة الشهيرة تشترط إنهاء المقاومة فقط دون أي مقابل ولو كان إيقاف العدوان أو على الأقل وقف إطلاق النار, لأن الصهاينة لا يقدرون على حرب طويلة, ولا يستطيعون تحمل الكلفة البشرية لها, لأن شعبهم لا يقبل ذلك في كل الظروف, إنه يريد قتل الفلسطينيين والعرب من غير أي مقابل, وهكذا يفلس "المعتدلون" بخيبة حلفائهم بل سادتهم الصهاينة, الذين لا يعيرونهم أدنى اهتمام, فقد أنهوا القتال دون أن يخبروهم, بل سخروا من رئيس النظام المصري وأي سخرية؟ عندما قالوا إنهم أوقفوا القتال استجابة لطلبه. خسر الصهاينة كذلك أهم أهدافهم وهو الحملة الانتخابية التي ظنوا أنها محسومة بالانتصار في غزة, وإذا بهم ينهزمون فيقوى الليكود ويضعفون تماما, مثلما قويت حماس والممانعون, وضعف عباس و"المعتدلون", وعلى الصعيد العالمي, ساءت سمعة الصهاينة وكشفوا عن وجههم الحقيقي المجرم, فلعنتهم الشعوب وضجت ضدهم ولم تتوقف عن التظاهر والاعتصام والمطالبة بمحاكمة قادتهم المذنبين حتى الآن, بعد أربعة أيام من انتصار غزة الأبية, وجاء أوباما ورحل بوش مشيعا بالأحذية المقذوفة عليه من مواطنيه تقليدا للبطل "الزيدي", وبالجملة فإن الذين بيتوا الشر للمقاومة خابوا وانهزموا وانكشفوا, في حين أن المقاومة زادت قوة ونصرا وشهرة. قالوا إن قمة الكويت تجنبت إدراج غزة في إعلانها تجنبا للخلاف, وأعلنت بدلا عن إعلان خيار المقاومة إعلان المصالحة, التي إذا ثبتت, أصبحنا أمام مواجهة بين الشعوب ونظمها المتضامنة ضدها جميعا, وهو أمر شبه مستحيل لأن قمة الدوحة المباركة ولو كان فيها بعض من المؤلفة قلوبهم, غير أن من حضروا فيها يؤمنون ولو بتفاوت بخيار المقاومة, ومنهم من ذهب في ذلك شوطا بعيدا. إن من يتحدث عن المصالحة واهم, فقد سجل التاريخ بأحرف مضيئة من دماء أطفال غزة الزكية النقلة النوعية المنتصرة التي تعتمد إستراتيجية المقاومة, كما أحدثت غزة الصامدة فرزا حاسما ونهائيا بين المقاومة والاستسلام, وأحدثت شرخا زلزاليا عميقا في جسم الأنظمة العربية الواهية, فهؤلاء ممانعون وأولئك يرفضون المقاومة ويختارون السلام الذي لا يعني شيئا آخر غير الاستسلام وغدا سوف نرى كيف تحدث القطيعة النهائية بين الفريقين, اللهم إلا إذا حدثت معجزة ووجدوا أنهم بلا سيد بعد أن غادر بوش البيت الأبيض ملعونا, ومهما يكن من أمر فإن الشعب ومقاومته لا ينتظران أحدا, فمن أبت نفسه أن تنحط إلى الدرك الأسفل في الدنيا والآخرة فأهلا به, ومن عجز عن اللحاق بالركب فليتحمل مسؤوليته أمام شعبه الذي لن يمهله ولن يهمله هذه المرة.
عدد الشهداء الأبرار والجرحى في تزايد مستمر, ليس لأن الصهاينة لم يتوقفوا نهائيا عن الضرب الغادر من بعيد, ولكن أيضا لأن قنابلهم الأمريكية الصنع قابلة للانفجار, وهذان طفلان بريئان تعصف بهما قنبلة من آثار العدوان, فترديهما شهيدين بالأمس, وهناك أنباء تتحدث عن احتمال التحاق حوالي خمسمائة جريح بالرفيق الأعلى نظرا لإصاباتهم الخطيرة, وها هم أطباء الأردن المتطوعين يعلنون بأن 90% من الجرحى أصيبوا بالفسفور الأبيض وهناك حديث عن استعمال الصهاينة لليورانيوم المنضب في حربهم الإجرامية هذه, لكنها لم تفلح وخابت كل الخيبة بالرغم من استعمالها لأسلحة أمريكية الصنع أغلبها جاءها هبة أثناء حكم السفاح بوش من عنده أو من عند حلفائه الأقربين.
عاشت فلسطين حرة منيعة
والمجد والخلود لشهدائنا الأبرار
بن سي رابح, أستاذ متقاعد من عاصمة الجزائر
الثلاثاء، 20 يناير 2009
من دفاتر الأيام/حفل تنصيب الرئيس الأمريكي الجديد باراك أوباما
من دفاتر الأيام/قمة فاشلة في الكويت
الاثنين، 19 يناير 2009
اليوم الثاني من انتصار غزة/ قمة الكويت الباهتة
قمة خائبة في الكويت
الأحد، 18 يناير 2009
بن سي رابح للنشر والإشهار/ اليوم الأول من النصر بعد العدوان المهزوم
لقد انعقدت القمة الدولية التي دعا إليها رئيس النظام المصري في شر الشيخ اليوم, وحضرها إلى جانبه ملك الأردن ورئيس سلطة "رام الله", وغابت إسرائيل لأنها لم تدع إليها!!! ومن الأروبيين حضر رئيس فرنسا وتقاسم الرئاسة مع رئيس النظام المصري!!! وحضر براون بريطانيا ومريكلا ألمانيا, وجاء كيمون الأمم المتحدة, وعمرو موسى الجامعة العربية, الذي غاب عن قمة غزة التي عقدت في الدوحة المجيدة, بسبب عدم اكتمال النصاب, أما قمة شرم الشيخ التي تهف إلى خنق المقاومة والمحافظة على أمن إسرائيل بالعمل على منع وصول السلاح إلى غزة كما يحلمون, فالنصاب مكتمل فيها تماما, ولا ندري لماذا لم تحضر إسرائيل؟ ولماذا غاب عن هذه القمة العاجلة المستعجلة جدا العرب "المعتدلون" الآخرون؟ لقد قال النظام المصري إنه يعقد هذه القمة الدولية من أجل غزة وكان الأخرى به أن يقول ضد غزة, وإلا لما استطاع عقدها, لكن ماذا كانت النتائج؟ لقد صرحوا مؤكدين على وجوب تثبيت وقف إطلاق النار والكف عن إطلاق الصواريخ من أجل بقاء وقف إطلاق النار ثابتا, بمعنى أنهم لازالوا يهددون المقاومة وشعبها بإسرائل لفرض الاستسلام عليها, وقد قالوا إن مصر ستواصل جهودها مع حماس وإسرائيل من أجل تطبيق مبادرتها الشهيرة, يعني ألا شيء تغير في سلوك الصهاينة وأنصارهم, وهم لم يستفيدوا لغبائهم من الدرس الكبير والجديد الذي لقنتهم المقاومة!!! إنهم يريدون إجبار المقاومة على الاستسلام بعد نصرها التاريخي المبين على عصابة الصهاينة, وبماذا ننعت هذا الإصرار على استسلام المقاومة حتى بعد انتصارها؟؟؟ومن غريب ما سمعنا أن الحاضرين دعوا إلى بذل كل الجهود للحد من تهريب السلاح إلى غزة, والأغرب منه أن النظام المصري الذي كان رئيسه قد صرح بالأمس فقط بأنه غير معني به, أي بالاتفاق الإسرائيلي الأمريكي المكتوب عن هذا الموضوع, والذي تم توقيعه أول أمس الجمعة في واشنطن, ما الذي حدث حتى غير النظام المصري موقفه تماما, وصار معنيا بمنع تهريب السلاح إلى غزة؟؟؟ ومتى كان غير معني بمنع هذا التهريب أصلا, وبكل ما أوتي من قوة؟؟؟ ماذا تغير حقا؟؟؟ الصهاينة لازالوا يهاجمون غزة كما كانوا قبل الحرب, ولا زالت المقاومة ترد بصواريخها, وقد قال الصهاينة في بيانهم لوقف إطلاق النار من جانب واحد أن جيشهم سوف يبقى لبعض الوقت في غزة, لكنهم غير صادقين وإنما هو زعم كاذب لا يجرؤون على تطبيقه, إنهم فارون من غزة فرارا, وقد رأينا اليوم عبر الشاشات الصغيرة آلياتهم تتزاحم هاربة هروبا, ألم يفعلوا ذلك قبل سنوات, وفي عز أكبر مجرميهم "شارون"؟ وهكذا نعود إلى حيث كنا قبل العدوان الإجرامي, والذي يتغنون به هو المبادرة المصرية التي يصرون على تطبيقها أعني أمريكا وأروبا و"المعتدلون", وكأنما هذه المبادرة التي لانقول عنها مصرية, فحاشا مصر أن تدعو إلى الاستسلام, إنها مبادرة النظام المصري, وما هي من إبداعه أبدا, بل هي شروط الصهاينة التي كانوا يرددونها قبل العدوان الغاشم ومنذ أن بدأ الحصار العار, تقول لشعب غزة استسلم فأرفع عنك الحصار لتحصل على الغذاء والدواء, ولا أقطع عنك الماء والكهرباء, ولو استطاعوا هم وأتباعهم لقطعوا الهواء أيضا, الجديد الآن هو أن الصهاينة سوف يفكرون طويلا قبل مهاجمة غزة المنيعة المنتصرة مجددا, وحتى لو فعلوا فإنهم سيقتصرون على الخبط خبط عشواء من الجو, فيدمرون ويقتلون ويحرقون, ولكن حتى مثل هذه الجرائم لن تمر أبدا بغير عقاب, فالحرب قد فشلت وصديقهم "بوش" السفاح قد ذهب مشيعا بلعنات الناس أجمعين, ولن يجود عليهم الزمان بمثله أبدا, ولن تطلق أياديهم الإجرامية كما أطلقت في عهده أبدا, ولقد كانوا في عجلة من أمرهم ليقضوا على المقاومة قبل ذهابه, فسارعوا إلى الحرب شتاء وقد كانت كل حروبهم صيفا, غير أنهم فشلوا الفشل الذريع, إنهم منذ الآن مجبرون على التعايش مع المقاومة ومع "حماس" التي تبرع عليهم حبيب قلوبهم "بوش" السفاح بوضعها على قائمة الإرهاب, ومعنى هذا أنهم مجبرون على ترك غزة وشأنها إلى حد بعيد, وهو أمر سوف يقض مضاجعهم لاريب, ولكن ما باليد حيلة, فعيشهم من هنا فصاعدا سيكون متكيفا مع المقاومة ولا شيء آخر غير ذلك. أما عن "المعتدلين" فقد سقط في أيديهم وفقدوا اتزانهم, وشرعوا يتخبطون بين الرياض والكويت وشرم الشيخ وقد أدركهم الرعب من شعوبهم الغاضبة المهضومة الحقوق المقهورة, وها هي تجد الخاتم السحري الذي لن يستطيعوا حياله شيئا, إنها المقاومة التي تسير من نصر إلى نصر, وهم يدركون كل الإدراك أن شأنهم معها هو قضية حياة أو موت, إذن الجديد هو من إبداع المقاومة, أي الشعوب, لقد قررت الانتصار مهما كان ثمنه رفيعا, وهي منتصرة لا محالة, ربما استطاعوا مع أسيادهم العرقلة بعض الشيء, ولكن المستقبل محسوم دون ريب, إنه انتصار الشعوب التي تبنت استراتيجية المقاومة للانعتاق من الاستبداد والاستعمار, لقد وجدت طريقها السالك, وها هي تقطف ثمرة جديدة شديدة الحلاوة في غزة العزيزة المجاهدة الصامدة المنتصرة, ولله الحمد والشكر.
ف
السبت، 17 يناير 2009
اليوم الثاني والعشرون من العدوان الصهيوني الهمجي المجرم على غزة
لا نتحدث عن الهدف الذي لم يعلن, تصفية القضية الفلسطينية والعربية والمقاومة حامية الحمى, فهذه أمور لا يمكن تصفيتها إلا بتصفية الشعوب العربية بأسرها من المحيط إلى الخليج. لكن هل حققت عصابة الإجرام الآثمة أي هدف بسيط؟؟؟ لا, وألف لا, لم تحقق أي شيء على الإطلاق, بل خسرت كل شيء وصارت إلى وضع أسوأ وأضعف بكشفها لطبيعتها الإجرامية للعالم كله, وبهزيمتها أمام المقاومة الشريفة, بل أمام الشعب الأعزل البطل الصامد الذي يقاوم بإمكاناته البسيطة وبرضعه وأطفاله ونسائه وشيوخه, إنه يقاوم بكل ما يملك وبأعز ما يملك متوكلا على الله سبحانه الذي وعد عباده المؤمنين بالنصر المبين, وهو الحق جل جلاله ووعده الحق, إنه الشعب الذي يسلم الروح ولكنه لا يسلم الوطن مهما كانت القوة التي يجابهها جبارة طاغية ومجرمة.
لماذا أوقفت العصابة الصهيونية إطلاق النار من طرف واحد؟ إنها فعلت ذلك لأنها لا تملك غيره, لقد حاولت عسكريا ففشلت, كثفت التدمير والقتل للشعب الصامد في غزة, فلم تنل منه ولم ينثن وراح يقاوم أكثر وأكثر, ويزداد إصراره على المقاومة كلما ارتفعت درجة الإجرام العدواني البشع, فيئست من حلم الاستسلام الذي جاءت مدججة بأحدث ما في الترسانة الأمريكية لتفرضه فرضا, حتى إذا اقتضى الأمر إفناء أهل الغزة الكرام عن بكرة أبيهم, وتدمير غزة بالكامل, وهذا ما كان يرجوها عملاؤها "المعتدلون" أن تفعله, ولا توقف إطلاق النار حتى تنجزه, وقد صرح بذلك أكثر من صهيوني وأكثر من أوروبي وفي مقدمتهم رئيس العصابة المجرمة"بيريز", ولم نسمع أن أحدا من "العتدلين" كذبه, أو رد عليه بأدب جم!!! لا شك أنهم خافوا من أن يكشف ما هو أبشع!!! لقد انهزمت إسرائيل شر هزيمة ولن تنتصر بعد اليوم أبدا, وزوالها الذي يبشر به العظيم "محمود أحمدي نجاد", لم يعد من باب الحلم أو الخيال!!! لسبب واضح وبسيط هو أن الشعوب العربية قررت نهائيا أن تأخذ مصيرها بأيديها, وتتصرف على هذا الأساس ووسيلتها في الجانب الأمني هي المقاومة المضفرة ولا شيء غير المقاومة, وهذا هو سبب رعب النظام العربي المتهالك واضطرابه وارتباكه الشديد, لقد راح "معتدلوه" يتصاغرون حتى وضعوا أنفسهم تحت أمر العصابة الصهيونية يأتمرون بأمرها وينصرونها أكثر مما ينصرون أنفسهم, ولو طلبت منهم أو أمرتهم بالموافقة على إفراغ ترسانتها على رؤوس اهل غزة الأعزاء الأشاوس لما ترددوا لحظة في الترحيب بهكذا قرار, وذلك لأن المشكلة تهمهم أكثر مما تهم إسرائيل فالمصير واحد, وزوال أنظمتهم الضالة المتآمرة أقرب من زوال إسرائل, وهم وإياها يقعون في نفس المسار, فلا أمل للشعوب في الحرية والكرامة إلا بزوالهم وزوال إسرائيل, ولهذ فشعوبنا قابلة للتحدي لأنه لا خيار لديها غيره, إنها ترفع التحدي إلى نفس الدرجة القصوى وهي عدم التردد والخوف أمام الترسانة النووية الإسرائيلية التي سوف تستعمل يوما, ومن هنا يمكن لنا أن نفهم معارضتهم الشديدة, أي "المعتدلون" للبرامج النووي الإيراني المنيع, وسكوتهم تماما عن الترسانة النووية الصهيونية, ذلك لأن البرنامج النووي الإيراني الواعد سوف يعجل بنهاية إسرائيل, وبالتالي سوف يعجل بنهاية عملائها, الذين يمثلون هدفا أسهل, ومقدمة لازمة لزوال العدو المجرم, ولا سبب غير هذا لانتقادهم لبرنامج إيران الطموح. وهكذا فقدوا صوابهم, عندما شعروا بأن سيدتهم تريد أن تتخلص من ورطتها في غزة في أسرع وقت ممكن, فراحوا يضغطون بكل ما يملكون حتى يهزموا المقاومة سياسيا, ويفرضون عليها الاستسلام بالترهيب والتهديد والوعيد والتضييق والخنق, وهي قد أنجزت معجزة الانتصار عسكريا !!!, وكيف لمن يكون مولاه غبيا أن يتمتع بالذكاء؟؟؟ حاولوا بكل ما يملكون فرض الاستسلام على المقاومة وهي منتصرة عسكريا, ولم يفهموا أن المقاومة لا تملك حتى لو أرادت القدرة على الاستسلام إن القرار بيد الشعب الذي أنشاها ويحتضنها ويرعاها, وهذا قد قرر الفوز بإحدى الحسنيين النصر او الاستشهاد, لكن من أين لهم أن يفهموا هذه المواقف العفيفة السامية؟؟؟ طار صوابهم, فرفضوا القمة الطارئة رفضا قاطعا, وعندما اتخذ القرار الحاسم بعقدها في الدوحة وعلى جناح السرعة, حاولوا بكل ما يملكون منع عقدها, أو على الأقل اعتبارها غير عربية لأنها لم تحصل على النصاب كما قال مستشار "عباس", ولسنا ندري كيف لا تكون عربية بسبب عدم اكتمال النصاب؟؟؟ الذي حصلت بشأنه مهازل أولئك الذين وافقوا ثم تراجعوا وعلى رأسهم "عباس"!!! وياللفضائح الشنيعة, إن قمة الدوحة أشرف من أن تكون عربية, بالمعنى الذي قصدوا, أي تحت إشراف جامعتهم الفاشلة المتواطئة المتآمرة, التي ما أنشأتها بريطانيا الاستعمارية إلا لتقوم بهذا الدور الهدام, وعقدت قمة قطر العربية الشريفة لتنقذ ما يمكن إنقاذه, واتخذت أثناءها مواقف هي من باب المستحيل في قاموس "المعتدلين", نعم لقد قطعت كل من قطر وموريطانيا علاقاتهما السياسية والاقتصادية بالعدو المجرم, ويكفي قمة الدوحة, قمة غزة وحدها دون غيرها, يكفيها شرفا ورفعة وسموا أن تسجل هذا القرار الرائع الذي ترتعد لمجرد ذكره فرائص "المعتدلين" الذين يتوهمون أنهم كبار أو يكذبون على أنفسهم هكذا. والآن هل تعقد قمة الكويت أو لا تعقد, وهل بقي لها من معنى, وقد كانوا يقولون إنهم يتشاورون بشان غزة على هامشها؟؟؟ فهل يذهبون إلى الكويت؟ وهل يمكن الحديث عن الاقتصاد في هذه الظروف؟ وهل بالإمكان أن يجلس "المعتدلون" والممانعون في هذا الظرف العصيب إلى طاولة واحدة؟؟؟ إنه أمر صعب التصور حتى ولو كان بأمر من العصابة الصهيونية؟ وإذا ذهبوا فهل يحضر معهم الممانعون ودماء أطفال غزة لم تجف بعد؟؟؟ إنهم في حالة من الارتباك بحيث يصعب التكهن بتصرفاتهم في هذه الأيام السوداء في تقديرهم, لقد قالوا إنهم سيطالبون بوقف القتال في الكويت على أساس المبادرة المصرية, لكن إسرائيل لم تترك لهم الفرصة وليس لها الوقت لتنتظر اجتماعهم بعد غد ثم إنها لا تعبأ بهم أصلا, وها هي تقرر وقف إطلاق النار من جانب واحد هذه الليلة ناجية بجلدها من جحيم غزة كما يسميها جنوده المجرمون, وها هم القادة الكبار يفقدون صوابهم أكثر من العصابة الصهيونية, فيقرر من يقرر منهم عقد قمة خليجية, ويطلع علينا زعيمهم الكبير بقرار عقد قمة دولية من أجل غزة في شرم الشيخ غدا, قالوا في البداية إنها ستضم قادة أوروبيين والأمين العام للأمم المتحدة, ثم سكتوا عن حضور هذا الأخير وقالوا سيحضرها إلى جانب هذا الزعيم صاحب الدعوة كل من ملك الأردن ورئيس السلطة في رام الله, ومن الأوروبيين ذكروا "ساركوزي" الرئيس الفرنسي وذكروا أنه سيترأس القمة مع رئيس النظام المصري!!! وسيذهب بعد انتهائها لمقابلة "أولمرت في القدس", لماذا هذه القمة الدولية؟ ولماذا يتقاسم رئاستها ساركوزي مع رئيس النظام المصري؟ ولماذا يذهب رئيس فرنسا بعدهأ إلى مقابلة رئيس حكومة العصابة المجرمة, وما هي الهدية المزيفة التي يحملها إليه من شرم الشيخ؟؟؟!!! ثم لماذا يعلن النظام المصري بعض المواقف التي تبدو غريبة عن دوره في محرقة غزة؟؟؟ وها هو رئيس حكومة العدو يذكر في بيان وقف القتال أن الحكومة المصغرة المكلفة بالحرب قد استجابت لمطلب رئيس النظام المصري بوقف القتال وبدون شروط, ولم يسبق له أن طالب بهذا أثناء الحرب, فقد كان يشترط الاستسلام التام على المقاومة, هل أنه طالب بعد أن تأكد من قرار الصهاينة بإعلان وقف القتال هذه الليلة مضطرين بدون شروط, فأراد أن يسبق الأحداث؟؟؟ ولذلك رد عليه "أولمرت" بهذه الطريقة الماكرة, التي تورطه في الحرب, إذ يفهم من هذا أن هذا الزعيم الكبير لم يسبق له أن طلب منا هذا المطلب, مع العلم بأننا نعزه ونكبره إلى درجة أننا لانرد له أي طلب مهما كان, بمعنى أن هذا الزعيم لم يكن موافقا على إيقاف القتال وخاصة إذا لم يكن مرفوقا بالاستسلام التام للمقاومة؟؟؟!!! إن الأمر غني عن التعليق لفظاعته وسقوطه إلى الدرك الأسفل من الهوان. ثم لاأدري إن كان يستحق الذكر هذا الذي لم يحضر قمة الدوحة رغم موافقته, ثم يفاجئنا اليوم بالدعوة إلى قمة إسلامية؟؟؟!!! ربما ليجد فرصة أخرى للتراجع عن الحضور ويقبض الثمن, فقد اكتشف أنها تجارة رابحة, ولله في خلقه شؤون!!!
والخلاصة هي أن المقاومة انتصرت بثمن باهظ شأن النصر دائما وأبدا, وستظل المقاومة تنتصر إلى أن تنهزم العصابة الصهيونية والنظم العربية "المعتدلة" نهائيا, ذالك أن المقاومة شعبية شريفة المقصد, فقد قررت الشعوب أخذ زمام المبادرة ومواجهة مصيرها والدفاع عن وجودها وكرامتها بالمقاومة, بعد ستين عاما من الصبر الأيوبي والانتظار على أحر من الجمر, وأخيرا قررت التصرف المباشر في أمرها, وبهذا القرار أصبحت إسرائيل وأتباعها من "المعتدلين" في حكم المنتهي بلا رجعة, نعم سوف تكون المعارك القادمة أكثرشراسة وتدميرا, لأنها معارك مصيرية بين الصهاينة و"المعتدلين" مدعومبن بامريكا والغرب كله وقوى الشر والهيمنة في العالم بأسره من جهة, والمقاومة مدعومة بشعوبها ومن يثبت من النظم العربية الممانعة, والأحرار في العالم الإسلامي والعالم قاطبة, والنتيجة سوف تكون - بإذن الله وعونه - هي النصر المؤزر للشعوب بمقاومتها, وقد يمر زمن طويل نسبيا ليحدث الحسم النهائي في حالة ما إذا أدرك العدو المجرم أن زمن الانتصارات السهلة الخاطفة التي تعودها قد ولى إلى الأبد, لأنه لن يواجه أبدا في المستقبل أبدا الجيوش النظامية التي ثبت فشلها الذريع, سوف يجد أمامه دوما المقاومة وهي لا تهزم, أما إذا عجز عن استيعاب الدرس شأن الاستعمار, فإن هزيمته سوف تكون أسرع, ولن تنفعه لاأمريكا ولا أوروبا ولا جميع وقوف جميع الجن والإنسإلى جانبه, فهذا هو درس التاريخ المستفاد. أما جماعة الدوحة المباركة فهم لاريب ليسوا جميعا من الدول العربية الموصوفة بالممانعة, لكنهم في هذه الظروف بالذات وتحت التعرية التامة التي أبدعتها المقاومة العبقرية وكتبتها بدماء أطفال غزة القانية الزكية, لم يستطيعوا أو بالأحرى بعضهم أن يقفوا في صف "المعتدلين", لكن الجزم بثبات موقفهم غير مؤكد, هؤلاء هم الآن في مفترق الطرق, فإما أن يتمحضوا للممانعة, ويقفوا في صف المقاومة وشعوبها, وينتموا نهائيا إلى قوى المستفبل العربي والإنساني العالمي, وإما أن يرتد بعضهم عجزا وتقصيرا وقصورا إلى جماعة "المعتدلين", ويربط مصيره بمصيرهم المشؤوم, والعياذ بالله. المهم أن إنجاز المقاومة وشعبها في غزة وفي العالم العربي كله وكذا الإسلامي وكل الأحرار في العالم ليس عظيما فقط, فهو أعظم من العظيم بما أبدعه من ديناميكية تاريخية هائلة, وبترسيخ استراتيجية المقاومة, التي حسمت الأمر لصالحها, وأصبحت فوق كل جدل عالميا, فهنيئا لغزة وللدوحة وللشعوب قاطبة, إن هذا الإنجاز المبارك الأعظم سوف يتجه متسارعا إلى تغيير وجه العالم الذي جعله الصهاينة المجرمين ومسانديهم وعلى راسهم "بوش" السفاح قبيحا, ليصير شيئا فشيئا جميلا صبوحا يرعى الحياة وينمي الخير ويحترم الإنسان كل إنسان بصفته كذلك, وبذلك تثبت غزة ومن سار في ركبها المضفر العزيز المنيع على درب خير أمة أخرجت للناس إلى أبد الآبدين, فهنيئا لغزة العزة, وهنيئا للدوحة الفيحاء وأميرها المفدى, وهنيئا لشعوب العرب والمسلمين وكل أحرار العالم بزعامة "شافيز" العظيم. هذا النصر البارز.