قبل ساعتين من انتهاء هذا اليوم الأخير من السنة الحالية, انضاف شهيد آخر إلى القائمة ليصبح العدد 394 شهيدا, وربما انضاف غيره في الساعتين القادمتين, حيث إن الغارات المدمرة للطيران الصهيوني لا زالت متواصلة هذه الليلة. كما تحدثت الأنباء عن إصابة بعض الصهاينة بصواريخ "غراد" التي أطلقتها المقاومة اليوم, والتي طالت أماكن بعيدة نسبيا, مثل عسقلان وبئر السبع, وقد أغلقت أبواب المدارس والجامعات في كل من اسديروت وبئر السبع خوفا من صواريخ المقاومة, التي بلغ عددها اليوم 45 صاروخا. أيضا تحدثب الأخبار عن عزم الرئيس الفرنسي "ساركوزي" زيارة الشرق الأوسط هذه الأيام في محاولة لإيقاف القتال في غزة, بطبيعة الحال خدمة للمصالح الفرنسية في المنطقة, ولا بأس بذلك, فخدمة المصالح بالوسائل المشروعة هي الأخرى مشروعة, أو على الأقل مقبولة, وهي على أي حال أفضل بكثير من البيان المهزلة الذي صدر من القاهرة هذه الليلة عن وزراء خارجية النظام العربي المتهالك.
وها هي المهزلة تتوج أخيرا بنبإ عن اجتماع مجلس الأمن في منتصف هذه الليلة!!! نعم هكذا قبل طلوع النهار, في نفس الليلة وبعد البيان المهزلة بــ 3 ساعات فقط, تقع الاستجابة, ويدعى المجلس للاجتماع مباشرة, ماذا يعني هذا الترتيب العجيب للأحداث؟؟؟ التفسير المقبول والمنطقي لهذا التتابع العاجل للوقائع هو أن الجهة التي تقرر واحدة, هي أمريكا, وقد تكون إسرائيل, فقد تكون حساباتها اقتضت هذا السيناريو لإنقاذ ماء الوجه وللمحافظة على المكاسب الانتخابية للهجوم على غزة, حيث إن الأنباء قد ترددت عن أن الهجوم البري سوف يؤدي إلى هزيمة إسرائيلية على غرار ما حدث في لبنان عام 2006م, وهو ما تتجنبه العصابة الصهيونية بأي ثمن, ربما أنها لذلك قد أمرت النظام العربي الهزيل عن طريق أمريكا, أو مباشرة, ليتصرف كما تصرف, ويصدر البيان المهزلة, ليجتمع مجلس الأمن الدولي فورا, وهذه أمور أغرب من الخيال, ولا حول ولا قوة إلا بالله.