السبت، 29 يناير 2011

تونس تؤجج الصراع المصيري العربي

مقال الاثنين
تونس تؤجج الصراع المصيري العربي





الحراك السياسي يحتد في العالم العربي باندلاع بركان الثورة الشعبية في تونس, كان المحرك الرمزي هو البطل الشهيد محمد البوعزيزي, مما يفسر الحوار الساخن الدائر حوله بين المفكرين الشرفاء ومثقفي السلطان المتكسبين ومفتييه ووسائل إعلامه التي أدانتها الثورة التونسية وهي الآن بصدد تطهير البلد من نجاستها بعد أن حاولت التأثير سلبا على الزحف الشعبي الهادر, كما أن التقارير الإعلامية تنبئ برعب يهز الكيان الصهيوني من امتداد عدوى التغيير إلى جيرانها وسقوط حلفائها العملاء, وأمريكا ذاتها والغرب كله في حمى متزايدة خوفا على النظام العربي صديقها وعميلها وخاصة منه "المعتدلون" عملاءها وحلفاءها أعداء المقاومة والشعوب ومصير الأمة المزدهر مقابل حماية كراسيهم المسوسة المنحوسة. لأول مرة في تاريخ العرب المعاصر المهين ينتعش الأمل بقوة جارفة وينبعث من حيث لم يتوقع أحد من تونس الخضراء وشعبها الهادئ المسالم الذي كان الجميع مطمئنا إلى أنه لن يتحرك أبدا وسيبقى ولو ثار الناس كلهم في بقية أقطار العرب والمسلمين فإنه لن يتحرك بحكم طبيعة الاستكانة المعروفة لديه, غير أن هذا الحكم خاطئ كما بينت الأحداث الجارية الآن وفاسد منطقيا كون الشعب التونسي العريق متصفا بالأصالة العميقة والثقافة المنتشرة والمتنوعة والاندراج في المعاصرة إلى حد كبير والاستغراق في التواصل التكنولوجي والإعلامي بشكل واع مدرك لمجريات الأمور في العالم, مما جعل درجة الوعي التونسي من أرقى ما وصل إليه العرب, فكان لزاما على المتتبع الحاذق أن يدرك أن نقطة الانتصار وبدء الصراع مع العدو الداخلي والخارجي ستكون حتما من تونس الفيحاء, في هذا السياق النوعي التاريخي جاءت حادثة البطولة التي جسدها واحد من شباب تونس الذي يرمز بكثافة إلى الوضع القائم, محمد البوعزيزي شاب تونسي في مقتبل العمر متخرج من الجامعة بطال لم يجد أمامه سوى الاعتماد على عربة يبيع فوقها الفاكهة ويدفعها أمامه بقواه البدنية ليعيل أسرته المتكونة من ثمانية أفراد يتهددهم الجوع والبؤس, وحتى هذه العربة المهينة لم يتركها له النظام المستبد فنزعها منه بطريقة مذلة حيث تعرض للشتم والصفع من "شرطية", مما جعله يشعر بوضوح أنه لم يبق بعد هذا مجال للحياة فأضرم في نفسه النار صارخا أنكم أيها التونسيون ستعيشون بكرامة بعدي, لقد كان واعيا باللحظة التاريخية التي خطا ببطولة على عتبتها أول خطوة, فكان أن اشتعل لهيب الثورة الشعبية العارمة وقذف بالطاغية خارج البلاد في ظرف شهر واحد, وهو الآن يواصل بإصرار منقطع النظير وعزم وثبات تنظيف الجيوب المتبقية للنظام المتعفن الفاسد العميل, إن فرائص النظام العربي الفاشل المفرط المتخاذل المشبوه ترتعد ومعه العدو الصهيوأمريكي غربي, فكلهم يشعرون بانطلاق المارد الشعبي العربي الذي يناصبهم العداء وقد ثبت لديه الان ألا كرامة له مادام هذا الحلف غير المقدس يجثم على صدره وأن المنهج قد اتضح وخطه وسطره بوضوح ودقة متناهية البطل الشهيد محمد البوعزيزي وشعبه العظيم, وأدرك بقية الشعوب كل الإدراك أن القدوة ظهرت وما عليهم غير الاتباع والكل مستعد إذ كان ينتظر لحظة التنوير هذه بفارغ الصبر, وهكذا جند النظام العربي الفاشل في محاولة يائسة كل قنواته الدينية المأجورة فصارت كلها ترفع أصواتها النشاز من المحيط إلى الخليج في موضوع واحد هو الانتحار, موجهين كلامهم خاصة إلى الشباب أمل الأمة في التغيير المصيري الحتمي, متوعدين أياهم بجهنم وبئس المصير وبكون المنتحر حرقا بالتحديد كافرا لا يصلى عليه ويدفن في أطراف مقابر المسلمين باعتباره ليس منهم. ذلك أن الاستشهاد حرقا ظهر ولا زال ينتشر في بلدان عربية كثيرة, ولم يستطع الشيوخ المستهلكون والذين اكتسحهم الوعي الشعبي العربي حتى أنهم في تونس الآن محل متابعة وطرد مهين من كثير من المساجد لما كانوا عليه من عمالة للطاغية يدعون له على منابر بيوت الله في خطبة الجمعة وغيرها, لم يقدروا على وقف انتشار ظاهرة الاستشهاد حرقا لأن الشهيد البطل محمد البوعزيزي هو شيخ الشيوخ ومفتي المفتيين ورمز الوطنية والخلاص والتحرير والتنوير فأين منه شيوخ النظام الفاشل الضال المضلل الفاسد؟. نقاط الاشتباك تنتشر وبؤره تتعدد, وفي الصدارة الآن تونس ولبنان, حيث قمة الصراع بين الشعب والنظام الفاشل الفاسد العميل المدعم بالقوى الصهيوأمريكية غربية, ففي تونس يكاد الأمر يحسم لكون الأمور واضحة ولا مخبأ فيها لرموز النظام ولا سند غير العدو الخارجي والشعب التونسي وشبابه وقياداته النقابية والجمعوية والسياسية على دراية تامة بما يجري من محاولات للالتفاف على الثورة الشعبية وفرض فلول النظام البائد لتسرق من جديد السلطة وتحاول الثبات عن طريق المناورة والتخويف وإثارة القلاقل والفوضى حتى تعود من باب الإنقاذ, لكن الخطة مكشوفة ومن حسن الحظ أن الجيش يقف لهم بالمرصاد معلنا موقفه المؤيد للثورة الشعبية والحامي لها والمطارد لعصابات النظام المجرم, وهو موقف يشبه إلى حد بعيد موقف الجيش اللبناني الوطني المؤيد دوما للمقاومة الشريفة, ولو أن الأمر في لبنان أكثر تعقيدا لكون الرؤوس العميلة المعادية للمصالع العليا للشعب والوطن والأمة تتمترس وراء حصن الطوائف المنيع إلى حد كبير, وهو الخطر الحقيقي الذي يقف في وجه انتصار الوطنية على العدو الخارجي في لبنان, فالعميل اللبناني لا يلفظ من طائفته التي تعتبر وجودها أهم من وجود الوطن والأمة, ومن ثم تحمي زعيمها العميل وتبرر عمالته بالدفاع عن وجود الطائفة ومصالحها أمام العدو المباشر الذي هو الطوائف الأخرى أو الطائفة التي يركز عليها العدو الخارجي لخطرها على مصالحه ووجوده في لبنان وحتى في داخله كما هو الأمر بالنسبة للكيان الصهيوني البغيض, غير أن رياح التغيير أقوى بالتأكيد من هذه المعضلة الطائفية, والسياق العام للخلاص الذي انطلقت شرارته من تونس الخضراء سرعان ما يكتسح هذه الملابسات الداخلية المحلية ويطيح بها, وأيضا فلبنان شبيه بتونس في أشياء كثيرة منها ارتفاع درجة الوعي وانتشاره والاندراج الرأسي والأفقي بقوة في استيعاب الحداثة علما وتكنولوجيا, فضلا عن عراقة لبنان وأصالته ومكانته الجهوية والعالمية, وأحد الأدلة على ما أقول هو قوة المقاومة التي استطاعت هزم العدو الصهيوني أكثر من مرة وهو ما لم تسجله الجيوش العربية الجرارة منذ أكثر من ستين عاما هو عمر الاحتلال الصهيوني لفلسطين الحبيبة, هذا الانتصار الأسطوري للمقاومة ليس لأنها فقط مدعومة ومحتضنة من جميع القوى الوطنية الواعية بقطع النظر عن الانتماء الطائفي بل لأنها بالإضافة إلى ذلك لبنانية متحضرة ومثقفة ومستوعبة لتكنولوجيا العصر ومتجذرة في الحداثة يشهد على ذلك استيعابها للأسلحة المتطورة وإظهار عبقرية خاصة في استعمال السلاح والخطط الحربية وأساليب الصراع والاشتباك العسكري وهو ما شهد به العدو قبل الصديق, ومن أراد التعمق في الموضوع فليرجع إلى شهادات الضباط والجنود الصهاينة قبل غيرهم ممن تحدثوا عن حرب تموز 2006. ولأن الحرب التي يلوحون بها ضد لبنان مستحيلة لأسباب موضوعية في مقدمتها قوة المقاومة وحلفائها في الداخل والخارج, واستحالة خوض أمريكا لحرب جديدة كونها تذرف الدم على تورطها في العراق وافغانستان, ولولا ذلك لكانت قد هاجمت إيران, والأمر ذاته بالنسبة للكيان الصهيوني الذي أصيب بعقدة النقص عسكريا بفعل انتصارات المقاومة عليه في لبنان وفي غزة أيضا, وأكثر من ذلك خوفه بل رعبه من سقوط الآلاف من مواطنيه في كبريات مدنه على رأسها تل أبيب, وهو الأمر المستحيل بالنسبة إليه لأنه سيكون كارثة تسقط بسببها الحكومة والقيادة العسكرية والمخابراتية وقد يؤدي الأمر إلى نهايته وفرار شعبه نهائيا ليعودوا من حيث أتوا. نعم قد تقع كوارث وربما استعمل الكيان المنهار السلاح النووي في آخر لحظة, لكن ذلك لن ينقذه من الانهيار نهائيا, ولهذا لن يحارب أصلا لا لبنان ولا غير لبنان, وقصارى ما يمكن له هو غزو غزة مجددا وهذا أيضا احتمال ضعيف جدا, كون هذا الكيان المجرم قد انهار نفسيا وأصبح محكوما بعقدة الهزيمة فضلا عن انفضاح أمره أمام العالم واتصافه أمام الجميع بالإجرام. في نهاية المطاف تكون الثورة الشعبية قد انطلقت في تونس ولبنان بوضوح لكن إرهاصاتها واضحة في كل البلدان العربية حتى تلك المحكومة بأعتى الديكتاتوريات التي هي مهما كانت أضعف من استبداد بن علي بكثير. ومن ثم فإن الصراع بين الشعوب العربية وأنظمتها وحلفاء هذه الصهيوأمريكيين غربيين قد انطلق ولن يوقفه أي شيء كونه على حق بالإضافة إلى أن وعي الشعب العربي قد بلغ عتبة الرفض ولم يعد للقمع من سلطان عليه مهما بلغ من جبروت وإجرام وكل الدلائل تبشر بنصر قريب إن شاء الله, حتى إذا ما اكتمل النصر وتكتل العرب ومعهم المسلمون لا ريب فإن عصرا جديدا يكون فجره قد لاح على الدنيا وستعرف البشرية توزيعا جديدا لقوى النفوذ العالمي ستكون منها أو على رأسها الكتلة العربية الإسلامية, ولا ننسى في هذا السياق التاريخي الأمل أن شعوب الغرب ونخبه تعتنق الإسلام بغزارة وتلك إحدى سمات عصر الأنوار التي بدأت بشائره تلوح في أفق العالم المعاصر الجديد الحر العادل المزدهر الإنساني المنتظر قريبا بإذن الله.



عبدو المعلم




الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
معاينة صفحة البيانات الشخصي للعضو ارسل رسالة ارسل رسالة بالبريد الإكتروني http://elsoumoudelcharif.mescops.com elmouallim@live.fr ibnelhakim@yahoo.fr malek_h2 متصل
روزانا
مديرة
مديرة


عدد المساهمات: 4346
نقاط: 9705
السٌّمعَة: 158
تاريخ التسجيل: 02/03/2010
الموقع: http://elsoumoudelcharif.mescops.com

مُساهمةموضوع: رد: تونس تؤجج الصراع المصيري العربي الثلاثاء 25 يناير 2011 - 19:27شكراً رد مع اقتباس نص المساهمة تعديل/حذف هذه المساهمة حذف هذه المساهمة استعرض رقم الإيبي IP للمُرسل ارسل تقرير عن هذه المساهمة لمدير أو مشرف قفل تقارير هذه المساهمة

----
مقال جميل اخر تضيفه علينا استاذ عبدوو المحترم من مناهل فكرك
واطلاعك على مجريات الامور وتحليلك لها من وجهة نظرك حسب المعطيات والمؤشرات
اتمنى ان تكون لدي وجهة نظر تفائلية كالتي امتعتني بها بمقالك
ولكن الحقيقة للان لا استطع ان افرح ولا استطع ان احدد كيف ستكون مسار الامور
بالرغم من زلزال التغيير ونهضة الشعوب بكافة الاوطان العربية
لا يهمني الان الا الدعاء لشعبنا بمصر الحبيبة ان يحظى بثورة شعبية يستعيد بها امجاده وبطولاته
التي سطرها التاريخ على مدى عصور ,واندحرت واصبحت بالحضيض من تسلم الزعيم الدكتاتوري زمام السلطة
ومعه زباينته المتأمرين من كافة الهيئات ووصل الامر للازهر الشريف,
لقد ان الاوان ان ينتفض هذا الشعب الطيب ويخرج من بؤسه ومعاناته .
واليوم نادت هيلاري كلينتون تطالب كل الأطراف في مصر بضبط النفس وتقول إن الحكومة المصرية مستقرة لكنها ستستجيب للمطالب الشعبية...
اما الوضع لدينا بلبنان فكما تفضلت امر معقد وشائك وصعب الوصول للحلول المرضية لكافة الطوائف
والان نمر بوضع حرج وغير مفهوم, وارى بالافق مخطط جديد ربنا اعلم فيه
اكرر شكري لحضرتك سيدي المحترم
ودمت لمنتدياتنا منارة نقتدي بها
ولك مني ارق تحية واطيب سلام

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
معاينة صفحة البيانات الشخصي للعضو ارسل رسالة ارسل البريد الإلكتروني http://elsoumoudelcharif.mescops.com
عبدو المعلم
المدير العام
المدير العام


عدد المساهمات: 2262
نقاط: 5341
السٌّمعَة: 6
تاريخ التسجيل: 26/02/2010
الموقع: http://elsoumoudelcharif.mescops.com

مُساهمةموضوع: تونس تؤجج الصراع المصيري العربي الأربعاء 26 يناير 2011 - 2:00رد مع اقتباس نص المساهمة تعديل/حذف هذه المساهمة حذف هذه المساهمة استعرض رقم الإيبي IP للمُرسل ارسل تقرير عن هذه المساهمة لمدير أو مشرف قفل تقارير هذه المساهمة

التاريخ قطار وحيد الاتجاه لا رجعة له أبدا, وهذه حقبة تاريخية قد انطلقت ولا يمكن بأي حال العودة إلى ما قبلها, التاريخ كالنهر الذي قال عنه أحد فلاسفة الإغراق قديما إنه لا يمكنك أن تستحم فيه مرتين, يقصد أن المياه تكون قد غادرت مكان وقوفك دون رجعة أبد الدهر, أتذكر أنك كنت تقولين لي ذات الكلام منذ ما يقرب من العام, غير أن الأحداث متسارعة بشكل مذهل, وهي تشير بما لا ريب فيه إلى أن التغيير بدا في الأفق بوضوح, ذلك أن أمتنا تملك شروطه الموضوعية وهي ليست بالأمة التي يمكن أن يتعاملوا معها بذات الطريقة التي استعملوها مع الهنود الحمر أصحاب البلاد الأصليين, التململ الحاصل الآن ممتدا بدرجات متفاوتة من المحيط إلى الخليج وإلى أبعد من ذلك, والنظام العربي الفاشل المهترئ لا ضمانة له في الاستمرار غير من نصبوه ووعدوه بحمايتهم من الثورات المحتملة لشعوبهم, غير أن ابن علي عندما اتصل بهم طالبا استقباله رفضوه كلهم دون استثناء والبلد الذي استقبله بشروط كبيرة قيل إنه تلقى الأمر بذلك من هيلاري كلينتون. بالطبع إن التغيير كان يبدو مستحيلا لكنه الآن بدأ يتحقق على الأرض, ولنفرض أن ثورة تونس قد وقفت عند حد معين من الإنجازات التاريخية المنوطة بها فإنها مع ذلك تكون قد قطعت أشواطا في اتجاه الكرامة والتقدم يستحيل الرجوع عنها. المهم أنك سيدتي الفاضلة روزانا مديرة المنتديات كما تعودنا منك في تدخلاتك لا تقفي عند السطح بل تتعمقين في الموضوع وتضيفين له أبعادا وإثراء وتلك هي ميزة التواصل الراقي المتلاقح. دمت متميزة سيدتي الكريمة.

الخميس، 20 يناير 2011

انتفاضة تونس

انتفاضة تونس


بعد إنتفاضتك يا تونس ،وفرار ليلى وشين

نخوا قوام حكامنا ، وبدأت الوعـــود الزيـن

في شرم عاملين قمة بيغنوا فيها على ميـن

الشعـب مـ خلاص فتح عيونـه يـــا نصابين

إن كنتـم فاكرينه غبي ، يبقى اتنيلوا بستيـن

***

ليه حسني مرعوب وخايف ؟

بيقول حتماً هنمي البلد ، والصبر يا حلوين

بقرضي راح أرفعكم وعليه تروحوا قاعدين

ثلاثين سنة بتنمي ، شوف اليابان والصين

خليت حياتنا هباب ، روح اندفن في الطين

***

وآل صباح الحرامي هابش الملايين؟

قال ايه بيصرف معونة فى بطاقة التموين

والي بدون وماعنده … ياكلها زفت وطين

***

قابوس سلطان وصايع ،وأذكى مـ الاثنين

آمرهم.. إعمل مظاهرة و صوروا الثائرين

وامنه بالليل يلملم كل إلي قالوا عاوزيــن

في رميسه هيشرفوا ، حتى يقولوا اسفين

وكل عـام يتفشخر ، يعـمل كـــام مهرجـان

وحرامـيتـه بتسمسـر من عــرق النســوان

والناس مش لاقية تاكل ياكابوس الزمـان

***

ميت أحا ياحكام انتم منين جايين

تلميذكوا ابليس كفر ، هرب وراح ع الصين

***

فقراء مصر أملنا ، الكل منتظرين

مارد عظيم ينتفض ينقذنا من الظالمين

وتعيشي يا مصر حرة ،وليسقط الملاعين

يومها هيكون فَرَحنا ، وتكون عليهم طين

حكام خونة لصوص

سلبونا نهبونا جوعونا ذلونا ، سنين وسنين

سجنوا العباد خربوا البلاد همه الفساد والمفسدين

حلق وحوش يا بطل ، الكل على جدة رايحين

فاكرين من بعد ظلمهم عمرة ويبقوا خلاص طاهرين

ودي فتــوى فتاها البحـبحـاني ، شيـخ خاين الحرمين

***

يارب إنصر شعب تونس العظيم وإحفظ لنا الثائرين

وإرزقنا وإياهم بقائد شجاع بطل .. زي صلاح الدين


م.محمد البرنس

بريد الأصدقاء - صوت العرب من السويد

الثلاثاء، 4 يناير 2011

ظاهرة النت عند المدونين العرب


مقال عبدو المعلم الأسبوعي

ظاهرة النت عند المدونين العرب


أقصد على وجه الخصوص المواقع العامة, والمبادرات العادية إن صح التعبير, وذلك تمييزا لها عن المواقع والمنتديات وحتى المدونات المتخصصة التابعة لكبار العلماء والكتاب والمفكرين والمبدعين أو لهيئة من الهيئات الكبيرة والتي بالطبع لها روادها الكثر الذين ينشدون ما تروجه من إعلام أوعلم ومعرفة أو أشياء أخرى من مبيعات وغيرها, تلك مواقع ذات شهرة كبيرة وإمكانات مادية ومعنوية ضخمة ومن ثم فهي ناجحة ومنتشرة بالضرورة, ولا حاجة بها إلى النضال من أجل إثبات الوجود فالكل ينشد ودها ويريد الاستفادة منها أو يتمنى الإشهار لديها إن كان من أصحاب الصناعة والتجارة والخدمات ذات المستوى الرفيع والتي تبحث عن مزيد من الرواج والشهرة, أريد أن أقول بأن ما أقصده هو مواقع شبيهة بمنتدياتنا هذه التي تتخذها جماعة من المدونين وسيلة للتعبير عما تؤمن به رغبة منها في المساهمة قدر المستطاع في ترقية الوعي العام والنضال بذلك من أجل انتشال أمتنا المجيدة من الوضع المهين الذي سقطت فيه في هذه الآونة الأخيرة خاصة, فضلا عن منوعات أخرى تروجها هذه المواقع من أجل إرضاء كل الأذواق قدر الإمكان واستجابة لميول بعض أعضائها وزوارها. مثل هذه المواقع العامة تشكل مبادرات هامة من شأنها التعبير عن وجهات نظر العاديين من الناس وهم الأغلبية العظمى من أفراد المجتمع الذين يشكلون التعداد الأساسي فيه ومن ثم يتحكمون في مصيره فكما يكونون يكون حاله ومآله لذلك فالتحدي يكمن في ترقية وعي هذه الشريحة الأساسية ذات الأغلية الساحقة في مجتمعها. كما أود أن أعبر بهذا الالتزام المتمثل في مقال أسبوعي عن رغبة كبيرة في أن يفعل بعض أعزائي من الأعضاء نفس الشيء ليكون لنا في البداية مقالا أسبوعيا كل يوم, يعني المطلوب الآن كما أتمنى ستة متطوعين آخرين لنضمن مقالا يوميا طوال الأسبوع لمنتدياتنا الواعدة, وقد اخترت هذا الفضاء منتدى التعارف الذي فتحناه رغبة في ممارسة الحوار والنقاش والتعارف من خلاله لكنه للأسف الشديد لم يستقطب أي مشاركة لذلك أردت أن يكون فضاء لأهم المشاركات المقال الأسبوعي فهل من سائر في هذا الطريق مشكورا معي؟؟؟



بعد هذا التمهيد الواجب أقول بالطبع لا يمكن الخوض في هذا الموضوع بالدقة المطلوبة دون الاعتماد على إحصائيات معتمدة ونزيهة, أقصد موضوع التدوين عامة وأخص بالذكر منه ذلك الذي تقدمه المواقع والمنتديات العامة مثل هذه التي نتخذ منها فضاء لمشاركاتنا وتدويننا

لكن هذا الشرط يصبح غير ضروري عندما لا نتغيأ في حديثنا الناحية الإحصائية البحتة والتحليل انطلاقا من معطياتها

بمعنى أنه بإمكاننا أن ننطلق من بعض الملاحظات الميدانية الناجمة عن الممارسة العادية للقيام بتحليل يهدف إلى التفسير النظري العام الذي يمكن أن يكون منطلقا للتحليل الإحصائي وما يترتب عنه من تحليلات ذات منحى كمي خاصة, بالإضافة إلى بعض الاستنتاجات ذات الطبيعة العملية لاستخدام النت في مجالات البحوث والدراسات والتخطيط والعمل وغيرها من الاستعمالات العملية



أود أن أقول انطلاقا من ملاحظاتي الميدانية العابرة أناستعمال النت يشهد في عالمنا العربي انزلاقات وتبذير كبير للجهد والوقت والمال دون عوائد مبررة لذلك التبذير, فالملاحظ أن أكثر المواقع جلبا للاهتمام والاشتراك هي تلك التي لها علاقة بالشات والتي تفوح منها رائحة الجنس الحقيقي أو الكاذب وغالبا ما يكون هذا الأخير هو الغالب, لأن مثل هذه المواقع يهمها أن تحصل على أموال من مشتركيها (وغيرهم مثل الدعاية والإعلان والإشهار) عن طريق الإغراء بأساليب متنوعة تعتمد على الإثارة والخداع, وكون الشباب العربي خاصة يعاني من ظاهرة الجوع الجنسي الرهيب, فيزيدون على معاناته جره بأساليبهم البراقة وراء سراب لا ينفع إلا في الاستيلاء على ما في جيبه وإلهاب حاجته الجنسية الفتاكة أكثر مما هي مشتعلة . وتبقى المواقع الأخرى العامة والجادة شبه مهجورة. نعم أقول إن أغلب الضحايا من الشباب, لكن هناك الكثير من الكهول والشيوخ ممن يقعون بين براثن هذه الكائنات الفضائية المفترسة, التي تدرك تماما أن الإنسان العربي أو تحديدا الرجل العربي يظل يكابد أزمة المراهقة ما دام حيا في أغلب الحالات لأسباب يطول شرحها في هذه العجالة, والتي تتلخص في الحرمان الجنسي النابع أساسا من الجهل الجنسي والإصرار على هذا الجهل فرديا وجماعيا بمنع التربية والثقافة بل العلم الجنسي عن التداول العلني الصحيح والمبرمج والمدروس والمخطط بدقة, وقد يفعلون ذلك باسم الدين وهو منهم براء, فلا علم مهما كان موضوعه إلا وكانت مكانته من الدين الوجوب والفرض العيني على كل مسلم ومسلمة, ومن زعم غير ذلك فليقدم حجته الدامغة ونكون له من الشاكرين.


نعود بعد هذا الاستطراد إلى القول بأن المواقع الجادة تبقى على الأقل تعاني من قلة حضور مشتركيها وضعف تفاعلهم وشبه انعدام العلاقات والتواصل بينهم, حيث يكتفي من يلتزم منهم معنويا ومبدئيا وأخلاقيا بمنتداه بالدخول وربما التعليق بكلمات قليلة وأحيانا بكلمة واحدة على موضوع لا لأنه أقنعه أو اجتذبه ولكن لأنه فقط يريد التخلص من واجب ثقيل, وهكذا نجد تلك المواقع لا تعمر طويلا وتختفي إلا أن القائمين عليها يصرون على البقاء غير أن إصرارهم يشرع في التلاشي والاضمحلال التدريجي متى يئسوا واقتنعوا بأن التطور الكمي والنوعي في المشاركات غير ممكن. وإن هم أصروا على البقاء فإنما يفعلون ذلك ربما من باب الأمل والثقة في المستقبل أو ربما على الأرجح لأنهم يتخذون من موقعهم أداة شخصية للتعبير على غرار المدونات هم ومن معهم من الفئة القليلة الملتزمة كل منهم يعتبر نفسه في مدونة شخصية له ويواصل العمل على هذا الأساس وينسى نهائيا مسألة المشاركات الكثيرة والتواصل والتفاعل والحوار والنقاش. وفي الحقيقة أن أصحاب المواقع والمنتديات لا يتعبون أنفسهم كثيرا في البحث عما يجتذب الزوار والمشتركين أو الأعضاء وما يثير لديهم الرغبة في التواصل والتفاعل والمساهمة الجادة بالتدوين والتعليق على ما يدونه غيرهم من الأعضاء والعيش في جماعة متضامنة متفاعلة تهدف إلى ترقية أعضائها والمساهمة قدر إمكانها في رفع الوعي لدى أفراد شعبها وأمتها بل والإنسانية جمعاء, وبالطبع فإن غياب الرؤية الواضحة والأهداف المنشودة والمنهجية الصارمة يؤدي إلى فقدان الجاذبية لدى الزوار وحتى الأعضاء فينطلقون ثم ينكسرون وفي النهاية يغادر أغلبهم كليا أو جزئيا وعندما يتذكر موقعه أو منتداه يدخل ربما بعد طول غياب لكنه يصطدم مرة أخرى بالسراب الذي يلف المكان فيعيد الكرة راحلا مؤقتا أو نهائيا. ذلك في الحقيقة ربما أن الهيئة التي فتحت الموقع وتصدت لتسييره وتنشيطه لا تملك مشروعا أو أنها ضعيفة الكفاءة أو عديمتها فلا تستطيع بالطبع أن تمارس ما يرضي الناس ويشوقهم ويغريهم ويجذبهم جذبا قويا وطبيعيا إلى الموقع.



وخلاصة القول في هذه العجالة هي أن كل من هب ودب من الأشخاص يبادر إلى فتح موقع ويظن أنه سيكون محل إعجاب الكثير من الناس لا لشيء إلا لأنه يتمنى ذلك مجرد أمنية, لذلك أصبح الميدان عبارة عن فوضى عارمة, وربما أن نسبة ضئيلة من المواقع والمنتديات هي وحدها الجديرة بالوجود والاستمرار وغالبا ما نجدها في الواقع تحقق النجاح تلو الآخر ويصبح لها رواد كثيرون, وإنه من الصعب مراقبة هذا الوضع وترقيته كون الممارسة على الشبكة العنكبوتية حرة وسهلة ولا تكلف الناس شيئا ولذلك تجدهم يفتحون المواقع دون أن يفكروا في مصيرها أو إمكان استمرارها نشطة, ولأن الاستمرار الجاد صعب بسبب ميل الناس الطبيعي إلى نسيان مشاكلهم الحياتية في اللهو واللعب فيندفع بعضهم إلى فتح مواقع الشات أوالدردشة للشباب حيث يلتقي الجنسان ويتصرفون بحسب قناعتهم وقد تزل أقدامهم إلى ما لا تحمد عقباه دون اكثرات من أصحاب هذه المحلات الذين لا يهمهم سوى مكاسبهم المادية بأي طريقة وبأسرع ما يمكن. يبقى السؤال ملحا: هل بالإمكان السيطرة على هذا الوضع الفوضوي وتنظيمه ومراقبته؟؟؟ بل وتوجيهه إلى الممارسات الملتزمة المفيدة للبلاد والعباد؟؟؟ أمر لا ريب في غاية الصعوبة وليس من المستحب أن تتدخل فيه الحكومات لخنق الحريات الواعدة التي جاءت مع النت والتي بإمكانها أن تصلح حال الشعوب والأمم بسبب قمعها للسياسيين المنحرفين الذين لا يبحثون عن خير شعوبهم ولا يهتمون إلا بمكاسبهم وبذخهم وجبروتهم. وإذن هل يمكن إصلاح هذا الشأن المضطرب بتوجيه من جهة موثوق بها وقادرة على فرض الطاعة على الجميع من أجل فائدتهم الشخصية والأسرية والاجتماعية؟ هل يمكن استعمال ميثاق أدبي شبيه بما يعرف لدى الصحافيين بميثاق الشرف أو أخلاقيات المهنة أوما أشبه ذلك؟ بل قد يقول قائل وما ذا يضر بقاء مثل هذه المواقع؟؟؟ والجواب هو أن بقاءها يضر كثيرا, كونها تتسبب في البلبلة وضياع الوقت والجهد للكثير من الشباب ومحدودي الوعي والثقافة والفكر عوض أن ينتفعوا من هذه التكنولوجيا الرائعة في مواقع نافعة لهم يتعلمون منها وينمون ثروتهم المعرفية وغيرها من منافع كثيرة تنفعهم في حياتهم وتساهم بذلك في ترقية مجتمعاتهم. يقول البعض إن الناس في عالمنا العربي والإسلامي مرهقين بالمشاكل التي تعج بها حياتهم اليومية والناجمة عن التخلف والانحطاط الذي نتخبط فيه, ومن ثم فهم غير مستعدين لبذل جهد آخر في النت الذي يلجأون إليه للتسلية ونسيان همومهم بعض الوقت كما يفعلون تماما بلجوئهم إلى المسكرات والمهلوسات والمخدرات للغياب عن الواقع المتردي الأليم, لذلك فإن أنت أردت النجاح على النت في هذه البيئة المتعبة فما عليك إلا أن تجعل من موقعك مكانا صالحا للتسلية بأنواعها بريئة كانت أو مشبوهة أو حتى متدنية ومدانة, المهم أن تكون تسلية وكفى, نعم في هذا الكلام كثير من الحقيقة لكنه لا يمكن أن يحول دون وجود وضرورة المواقع الجادة الشاعرة المفكرة التي تتناول مثل هذه الظواهر الخطيرة وتناقشها وتتحاور بشأنها وتوليها من البحث ما تستطيع من أجل المساهمة في إيجاد الحلول الكفيلة بإبعاد الناس عن الارتماء في متاهات التسلية, ولو أنها ضرورية في صورتها البريئة المريحة المنعشة, لكنها لا يمكن أن تكون وحدها في الميدانفتصير بذلك خطرا داهما يهدد المجتمع بالانحطاط أكثر والتردي أكثر والتورط في التخلف أكثر, فتكون التسلية داء عوض أن تقوم بدور الدواء, إن التسلية واجبة لكن بعد العمل الجاد المفيد الفعال. ومن هنا فإن هذه الحجة مردودة مهما كانت مبرراتها قوية, فالمواجهة الجادة الفعالة لمشاكل التخلف لا غنى عنها, وهي لا يمكن أن تكون نقيضا للتسلية في ذات الوقت, فالأمران متكاملان وضروريان للشخص الواحد وللمجتمع بأسره, وبإمكان الشخص الواحد أن يرتاد مواقع التسلية البريئة طبعا لأخذ قسطه الضروري من الراحة والمتعة والانشراح ثم ينصرف بعد ذلك أو قبله إلى مواقع جادة يمارس فيها الواجبات الخاصة ببذل الجهد الضروري في سبيل رقيه الشخصي وتقدم مجتمعه كله. إن المواقع والمنتديات والمدونات وجميع الفضاءات الإلكترونية ظواهر إيجابية عندما تقوم بدور فعال في التوعية والتثقيف والترقية العامة الشاملة للثروة والموارد البشرية, فهي بالتالي أداة ممتازة للنضال بكل معانيه وهي أعظم هدية قدمتها التكنولوجيا المعاصرة للإنسانية, وعلى المجموعة التي تتصدى لإنشاء موقع وإدارته وعلى من ينتسبون إليه بالعضوية وحتى بمجرد الزيارة أن يضعوا برنامجا ومشروعا واضح المعالم يجمعهم ويلتفون من حوله ويجتهدون كل الاجتهاد من أجل الحفاظ على استمراره وأداء رسالته التي تضمنها مشروعه الذي يجب أن يبقى مرنا وقابلا للنقد والتحسين والتطوير على ضوء التجربة والممارسة العملية, إن مجموعة المنتمين إلى الموقع مسؤولة كل المسؤولية على نجاحه وأدائه لرسالته التي هي أساسا المساهمة في نشر الوعي وترقية الثقافة والمعرفة لدى الأمة من أجل انعتاقها وخروجها مما هي فيه من انحطاط وهوان, وتلك هي الرسالة المنوطة بكل مؤسساتها الرسمية والشعبية والمدنية, كلها مدعوة للمساهمة في ذات المهمة بحسب تخصصها وإمكاناتها المادية والمعنوية والبشرية, وبالتالي فإن مجتمع الموقع أو المنتديات يكون ناجحا في مهمته النضالية عندما يستطيع ترقية موقعه وجعله مزدهرا قائما بمساهمته في خدمة أمته بكفاءة متنامية وسائرا في الطريق الصحيح المؤدي إلى غد أفضل للجميع, إن هذا الإنجاز التكنولوجي الإعلامي التواصلي العظيم لم يخترع من أجل العبث, بل إن مهمته خطيرة في هذه اللحظات التاريخية,وإنه لإنجاز وضع بين أيدينا على سبيل المصادفة فلا أقل من أن نستعمله بطريقة صحيحة بغية الوصول إلى الترقية العامة المنشودة والرجوع إلى ما كان عليه أسلافنا ذات يوم من حياة العزة والكرامة والازدهار وخدمة البشرية كلها بنشر الأمن والأمان والطمأنينة وتخليصها مما هي فيه من رعب وطغيان وعدوان على أيدي حضارة شرسة لا مكانة للإنسانية في ممارساتها, لو أفلحت المواقع في نشر الوعي برسالتها الحيوية هذه بين أعضائها أولا ثم بين أوسع جمهور ممكن تكون قد حصنت نفسها وضمنت بقاءها وولجت باب الانتشار والرقي السريع المضطرد, أقترح عليكم في ختام هذا العرض المتواضع أن نتخذ منه مادة للنقاش والحوار والدراسة لمدة غير محدودة حتى إذا ما نضجت فكرة منه حولناها إلى واقع معيش في صورة منتدى فرعي أو أي صورة تنظيمية أخرى تحظى باتفاق الأغلبية منا وتكون محل إثراء ونقد وتقييم باستمرار خلال التطبيق العملي, مما يجعلنا نعيد النظر بالتدريج وبصورة مؤسسة متينة ومتطورة في منتدياتنا على نحو فعال ومتجدد. وبالله التوفيق

عبدو المعلم