الثلاثاء، 30 ديسمبر 2008

من دفاتر الأيام

غزة تحترق
أخبار اليوم تتحدث عن الحصيلة الجديدة للشهداء التي قاربت 400 شهيدا, بينما تجاوز عدد الجرحى 1800 جريحا, منهم حالات كثيرة مرشحة للموت المؤكد, وهناك ردود فعل الشارع في بعض البلدان العربية والإسلامية وكذلك عديد من البلدان الأوروبية وحتى في أمريكا اللاتينية, هناك تحرك شعبي على مستوى عالمي, لكنه لا زال في شيء من الهدوء, وهناك تطور عسكري مهم حيث ظهرت صواريخ جديدة لدى كتائب القسام الجناح العسكري لحماس, أطلق عدد قليل منها على بئر السبع وعلى عسقلان, وقد أصاب أحدها مبنى, ويبدو أن هناك حالة رعبة أصابت المستوطنين الصهاينة, هذا العنصر الجديد في المعركة يبدو بعيد الأثر وهو مرشح للتطور, وهوالعلاج الحقيقي للأزمة والرادع الواقعي لإسرائيل المطلوقة اليد عالميا وعربيا في غزة تعبث بأرواح الأبرياء كما يحلو لها, حيث تحدثت الأنباء اليوم عن مجاازر رهيبة جديدة, وعن قصف لعمارات سكنية قام به الطيران الصهيوني الجبان. رسميا هناك اجتماع غدا لوزراء الخارجية العرب, في سياق الحديث عن اجتماع قمة دعت إليه ولا زالة تلح قطر التي تريد استضافته في الدوحة, كما تقرر عقد اجتماع لوزراء خارجية المؤتمر الإسلامي في جدة بعد 4 أيام. الاتحاد الأوروبي يدعو لسلم دائم في غزة, ويدعو إسرائيل إلى هدنة إنسانية, ربما من أجل إدخال بعض المساعدات الغذائية والطبية إلى غزة. البيت الأبيض الحالك السواد سلوكيا يبرر كعادته الإجرام ويسميه دفاعا عن النفس.
يجتمع وزراء خارجية العرب غدا, وربما أعلنوا عن موعد قريب لاجتماع القمة, فهم يماطلون, ربما أنجدتهم المساعي الدولية التي تقوم بها جهات مثل الاتحاد الأوروبي تفاديا لتحرك محتمل لشعوب أوروربا, قد يكون وخيم العواقب على حكومات أوروبا, قد تتثمر هذه المساعي فتنجي النظام السياسي العربي من الحرج الشديد أمام أمريكا وأمام إسرائيل نفسها, التي صارت تهدد وتتوعد النظام العربي الهزيل المستسلم إن هو أراد الوقوف في وجه جرائمها الشنيعة ولو على أعين الناس وتجنبا لانتفاضات قد تقوم بها الشعوب, وقد تعرض هذه الحكومة العربية أو تلك لإزعاج وربما لخطر الزوال, رغم ذلك لا تعذر إسرائيل مباشرة أو عن طريق أمريكا والغرب, أي نظام عربي يتصدى لها ولو بالكلام الأجوف, ولهذا نشاهد صمتا رسميا عربيا مخزيا عما يحدث من إبادة منظمة في غزة, وعن دمار شامل للمدينة بأسرها!!! ماذا يستطيع قادة النظم العربية أن يفعلوا حقا؟ كانوا يستطيعون الكثير لو أنهم أعدوا العدة مسبقا وهيأوا أنفسهم لمثل هذه المناجهة الشرسة منذ سنوات, لكنهم لم يفعلوا تهاونا واستهتارا بمصير الأمة, أو عدم تقدير للمسؤولية وإهمال لواجب ترقية الأمة وحماية أمنها, وقد يكون بعض من موقفهم السلبي هذا آت من انضوائهم الإجراري في منظومة السياسة الغربية المهيمنة, فهي التي تسيطر وتخطط وتنفذ, وما على هؤلاء الذين تنتدبهم لإدارة بلدان العرب والمسلمين, وغيرهم من بلدان العالم الثالث إلا أن ينفذوا بكل أمانة لأوامر سادتهم في الولايات المتحدة وفي الغرب عامة, فإن بدا لبعضهم محاولة الخروج عن الصف فمصير صدام عظة لمن يتعظ, ربما استطاع هؤلاء القادة المقودين أن يفعلوا شيئا ولو بسيطا لو أنهم متضامنين, وعلى قدر أدنى من التنسيق والتكتل, لكنهم ليسوا كذلك بإرادتهم الانفصالية القطرية وبإرادة أسيادهم في أريكا وفي الغرب عامة. لا ستراتيجية لهم ولا تكتل وتضامن أما التوحد فلا طمع في الحديث عنه مجرد الحديث, فكل قيادة تتمسك بقطريتها حتى تضمن بقاءه في سدة الحكم, حيث أن ذلك البقاء قد يذهب أدراج الرياح لو أنجزوا معجزة الوحدة, التي لم تخلوا عن ذكرها مجرد الذكر. لماذا يجتمعون إذن؟ والاجتماع ذاته لا يحدث إلا إذا حصل على الموافقة الأمريكية, وطبعا إذا وافقت أمريكا فإنها لا تفعل إلا إذا حصلت على تأشيرة إسرائيلية, ومنطق الأشياء أن تكون هذه التأشيرة مفيدة لمانحها, وفي الحد الأدنى يكون الاجتماع في صالح استقرار النظم الحليفة لها في العالم العربي والإسلامي إذ يمتص الاجتماع عضب جماهير تلك النظم فتنفرج الأزمة عنها وتستمر في السلطة مرتاحة دون إزعاج ولا تكدير, هذا هو أقصى ما يمكن انتظاره من مثل هذا الاجتماع لقادة نظم موالية أو مطيعة لأمريكا والغرب وإسرائيل, وبطبيعة الحال فإن الذي يتحمل مصاريف هذه المناسبة الباهضة هي الشعوب البائسة المغلوبة على أمرها!!! وفي ظل هذه الأجواء القاتمة لا يمكن انتظار أي شيء ذي بال من هذا الاجتماع الذي تدعو إليه قطر لينعقد في عاصمتها الدوحة, وقد يتوقف القتال أو قل الإبادة والتدمير في غزة المجاهدة لهذه الأسباب, أي حماية لمصالح أمريكا والغرب وقبلهم إسرائيل وبعدهم جميعا الأنظمة السياسية العربية والإسلامية, التي لا تفعل شيئا ولا تتجرأ إلا إذا حصلت على الموافقة الرسمية الإسرائيلية والأمريكية, قد يتوقف القتال بسبب أضرار محتملة لإسرائيل وأمريكا والغرب والعرب أي النظم السياسية العربية, لهذا السبب الوجيه واليتيم قد تتوقف الحرب بعد أن تكون إسرائيل قد أنجزت شيئا ما لصالحها على أرض الواقع, أو تكون قد اقتنعت بأن مقصدها مستحيل التحقيق واقعيا. أو تفرض عليها حماس بوساطة صواريخها المتطورة التي بدأت تظهر على أرض المعركة الموافقة الإجبارية على توقيف القتال, أما اجتماعات العرب والمسلمين التي تحدث بعد أن تكون الأمور قد حسمت ميدانيا, فلا ينتظر منها شيئا لصالح الشعوب والأوطان!!!

ليست هناك تعليقات: