الثلاثاء، 30 ديسمبر 2008

من دفاتر الأيام/الأميرة الصغيرة الزهرة

الأميرة الصغيرة الزهرة
سافرت الأميرة الصغيرة اليوم رفقة والديها تاركة فراغا لا يسد, لقد شغلتنا أياما بمرحها البريء وحركاتها الرشيقة, ولطفها الهائل, وكأنما هي في رجاحة واتزان أكابر الحكماء, وهي لم تتجاوز بعد عتبة الستة أشهر, ويخلق الله ما يشاء من الروائع, ويؤتي الحكمة لمن يشاء ولو كانوا من الرضع في طفولتهم الأولى, سبحانه إنه على كل شيء قدير, الصغار بطبعهم زينة الحياة الدنيا, فما بالك إذا كانوا مثل أميرتنا, التي كلها هدوء وحبور ووداعة, لا تبكي ولا تصرخ, وإذا فعلت نادرا إنما لتعبر عن حاجة ماسة كطلب التغذية أو النظافة أو الاستحمام الذي يشكل فقرة مهمة من برنامجها اليومي, ما عدا هذا فهي جالسة لوحدها, لو تركت لبقيت تلهو طول الوقت إلا إذا داهمها النوم, فتنام دون هرج ولا مرج ولا إزعاج, لهذه الصفات الجميلة وغيرها لا يمكن أن تجلب من الكبار سوى الحب والإعزاز, وكيف لا؟ وهي لا تزعج أحدا, بل كل ما فيها جذاب خال من أية مضايقة أو تعكير للأجواء بالبكا والصراخ والحركات العنيفة, كما يفعل الكثير من الرضع, عاشت الأميرة موفورة الصحة والسعادة, وياليتها تأتي لتؤنسنا من حين لآخر, فكل أعضاء أسرتنا - دون استثناء - سوف يتشوقون إليها كثيرا لا ريب, لعلها تتكرم بزيارتنا دون إبطاء وإن كان ذلك ليس بالأمر السهل نظرا للمسافة البعيدة جدا, ونظرا لانشغال والديها بعملهم, ونحن كذلك, بحيث لا يمكن انتظارها عمليا إلا في العطل المدرسية, فقد تتكرم بالزيارة أثناءها, وتحل علينا مرحبا بها معززة مكرمة.

ليست هناك تعليقات: