الجمعة، 26 ديسمبر 2008

خطبة الجمعة

نحن الآن في آخر أسبوع من سنة 2008 الميلادية, وقد تركزت خطبة ألإمام على الاحتفال برأس السنة هذه, وفد كان شديد الانفعال, وقد حرم كل ما يتصل بهذه الاحتفالات, سواء الاحتفالات في حد ذاتها من سهر وغيره, أو المأكولات والمشروبات المخصصة عادة لهذه المناسبة مثل الديك الرومي وغيره, المهم أن الإمام قد حرم ما أحل الله بدعوي التشبه بالكفار في احتفالهم بعيد السنة الميلادية!!! فكيف يفعل الناس في يوم رأس السنة أو غيره؟ فكل شيء في حياتنا اليومية وفي حلنا وتر حالنا من صنع الكفار, نستورده بالعملة الصعبة, ونستهلكه أو نستعمله, من ذلك الغذاء والدواء والملبس ووسائل النقل وكل شيء في حياتنا نستعملها كما يستعملها الكفار الذين صنعوها مطبقين إرشاداتهم وتعليماتهم المصاحبة عادة لمصنوعاتهم, بل إن الإمام ذاته يستعمل تلك الأشياء اختيارا أو اضطرارا, ثم إنه إذا أردت أن تطاع فأمر بما يستطاع. لكن العجب ليس من الشخص الذي يتحدث بما يعرف, وإنما العجب العجاب هو من الجهات الرسمية المسئولة على تكوين الأئمة وتوظيفهم ومتابعة ممارساتهم الميدانية, فذلك أمر يثير الدهشة والأسف والأسى حقا, مثل هذا الشخص المتواضع الثقافة بمعناها الواسع لا يمكن أن يؤم الناس وفي مسجد مهم من مساجد عاصمة البلد, خاصة إذا توقعنا حضور كبار المثقفين إلى المسجد في صلاة الجمعة خاصة, فمن المؤكد أن هناك منهم القليل إن لم يكونوا كثر في ذات المسجد, فما هو يا ترى شعورهم وهم يستمعون مثل هذا الخطاب؟ بل إن الكثير من مجموع المصلين لهم من الدراية والثقافة ما يجعلهم يستغربون مثل هذا التحريم العشوائي الذي يصدر عن هذا الإمام المظلوم بتوليه هذه المهمة الخطيرة, أفلا تعرف الإدارة التي نصبت هذا الإمام أننا نعيش في عصر تسود فيه حضارة الغرب فيه, وكيف يمكن تجنب حضارة سائدة؟ وما جدوى تحريم الحلال في يوم رأس السنة الميلادية؟ ثم ما المانع من الاحتفال الحلال بهذه المناسبة التي ليست ميلادية فقط, بل إنها عالمية يحتفل بها العالم كله من أقصاه إلى أقصاه؟ أكيد أن هذا الإمام المسكين لا يدرك ما يقول ولا يقدر خطورة إطلاقه لحكم يتجاوز صلاحياته وإمكاناته العلمية المتواضعة, وهو في هذا لا يحل مشكلة, بل يخلق مشاكل مستعصية عن الحل, ومن نتائجه الخطيرة أن الناس الذين يستحيل عليهم تطبيق ما يوصي به الإمام, سوف تتضرر علاقتهم بالمسجد إن لم يقاطعوه, وفي أحسن الأحوال يحضرون إلى الصلاة وهم غير مقتنعين بالإمام, وما ينتج عن ذلك من وضع شديد الغرابة في علاقة الناس بالمسجد, أو إقبالهم على المسجد مضطرين, وفي ذات الوقت مقاطعتهم عمليا للإمام بسبب عدم كفاءته, أفلا ترحمون الناس يا أهل الحل والعقد وتعطون للإمامة حقها؟ أفلا تخافون الله من إهمال هذا الأمر الخطير؟ إن المكانة التوجيهية المؤثرة للإمام لا تضاهيها مكانة لأي متحدث غيره مع الناس, فلماذا لا تستثمرون هذه المكانة لخدمة الصالح العام؟ لكن الله يهدي من يشاء, فهداكم الله يا من تكونون الأئمة وتوظفونهم وتتابعون أداءهم في الميدان. مرحبا بطلاب البكالوري ف هذا الموقع

ليست هناك تعليقات: