الأربعاء، 31 ديسمبر 2008

مهزلة

مهزلة وزراء خارجية العرب
اجتمعوا لبحث العدوان التدميري الإبادي على غزة العزة, وصدر البيان أخيرا حوالي 9 ليلا, صدر البيان الهزيل المهزلة, ليطالب مجلس الأمن بإصدار قرار لوقف إطلاق النار فورا في غزة, نعم وقف إطلاق النار, لم يقولوا إيقاف العدوان خوفا من أن كلمة العدوان ليست مهذبة وربما أغضبت إسرائيل, ثم الطلب إلى مجلس الأمن, هل هذا الطلب يحتاج إلى اجتماع لوزراء خارجية كل الأنظمة العربية؟؟؟ لقد تلا البيان المهزلة وزير خارجية السعودية الذي شكر مصر على مواصلة جهود السلام!!! مصر التي أعلنت "ليفني" من عاصمتها الحرب على غزة, بعد خروجها مباشرة من مقابلة الرئيس المصري!!! وبعد أن صدر تصريح عن "حماس" اليوم يقول إن الحكومة المصرية أبلغتها أن إسرائيل لا تنوي ضرب قطاع غزة, بعدها مباشرة يصدر تصريحان في كل من مصر وإسرائيل يعلن فيه الطرفان أن "ليفني" لم تخبر الرئيس المصري بنية إسرائيل الهجوم على غزة!!! بالمناسبة لم يشر البيان المهزلة من قريب ولا من بعيد إلى القمة العربية الطارئة, وقبل صدور البيان المخزي, تحدثت أنباء عن تحفظ حكومتي مصر والأردن على الاقتراح السوري القطري بعقد قمة عربية في الدوحة عاصمة قطر, لماذا هذا التحفظ وبالضبط من حكومتي مصر والأردن؟؟؟ التفسير المنطقي أن الحكومتين قد تلقيتا أمرا مباشرا من إسرائيل, أو غير مباشر عن طريق أمريكا بتعطيل عقد القمة, ربما أن القمة في تصورها تصدر عنها قرارات قد تضطرها إلى إيقاف العدوان, إن هذا التحفظ يشيرإلى وجود تعليمة إسرائيلية بعدم عقد القمة, والغريب في الأمر هو أن حكومتي القاهرة وعمان تستمران في التصرف بهذه الطريقة الغريبة ولا تعلنان للناس كونهما مرتبطتين بإسرائيل بمعاهدات سلام أو الأصح استسلام, ولا يمكنهما التصرف دون موافقة إسرائيل, وبالطبع فإن إسرائيل لا يمكن أن تكون ضد نفسها أو ضد عدوانها, مهما كان التأثير الضعيف جدا للقمة المعطلة, فمن الأفضل ألا تعقد تماما, فتصدر تعليمات لمنعها وانتهى الأمر, وهذا ما حدث بالفعل, وهذه هي القراءة الصحيحة للبيان المهزلة الصادر اليوم عن مجلس الجامعة العربية, التي اجتمعت اليوم على مستوى وزراء الخارجية, وما أدراك ما وزراء الخارجية, ويا للعار والشنار, إن غزة تباد وتدمر, وياويح العرب, ويالمصيرهم المشؤوم!!!
قبل ساعتين من انتهاء هذا اليوم الأخير من السنة الحالية, انضاف شهيد آخر إلى القائمة ليصبح العدد 394 شهيدا, وربما انضاف غيره في الساعتين القادمتين, حيث إن الغارات المدمرة للطيران الصهيوني لا زالت متواصلة هذه الليلة. كما تحدثت الأنباء عن إصابة بعض الصهاينة بصواريخ "غراد" التي أطلقتها المقاومة اليوم, والتي طالت أماكن بعيدة نسبيا, مثل عسقلان وبئر السبع, وقد أغلقت أبواب المدارس والجامعات في كل من اسديروت وبئر السبع خوفا من صواريخ المقاومة, التي بلغ عددها اليوم 45 صاروخا. أيضا تحدثب الأخبار عن عزم الرئيس الفرنسي "ساركوزي" زيارة الشرق الأوسط هذه الأيام في محاولة لإيقاف القتال في غزة, بطبيعة الحال خدمة للمصالح الفرنسية في المنطقة, ولا بأس بذلك, فخدمة المصالح بالوسائل المشروعة هي الأخرى مشروعة, أو على الأقل مقبولة, وهي على أي حال أفضل بكثير من البيان المهزلة الذي صدر من القاهرة هذه الليلة عن وزراء خارجية النظام العربي المتهالك.

وها هي المهزلة تتوج أخيرا بنبإ عن اجتماع مجلس الأمن في منتصف هذه الليلة!!! نعم هكذا قبل طلوع النهار, في نفس الليلة وبعد البيان المهزلة بــ 3 ساعات فقط, تقع الاستجابة, ويدعى المجلس للاجتماع مباشرة, ماذا يعني هذا الترتيب العجيب للأحداث؟؟؟ التفسير المقبول والمنطقي لهذا التتابع العاجل للوقائع هو أن الجهة التي تقرر واحدة, هي أمريكا, وقد تكون إسرائيل, فقد تكون حساباتها اقتضت هذا السيناريو لإنقاذ ماء الوجه وللمحافظة على المكاسب الانتخابية للهجوم على غزة, حيث إن الأنباء قد ترددت عن أن الهجوم البري سوف يؤدي إلى هزيمة إسرائيلية على غرار ما حدث في لبنان عام 2006م, وهو ما تتجنبه العصابة الصهيونية بأي ثمن, ربما أنها لذلك قد أمرت النظام العربي الهزيل عن طريق أمريكا, أو مباشرة, ليتصرف كما تصرف, ويصدر البيان المهزلة, ليجتمع مجلس الأمن الدولي فورا, وهذه أمور أغرب من الخيال, ولا حول ولا قوة إلا بالله.

ليست هناك تعليقات: