الاثنين، 19 يناير 2009

اليوم الثاني من انتصار غزة/ قمة الكويت الباهتة

الصهاينة يفرون من غزة
و
قمة خائبة في الكويت
انتصرت غزة, وفازت قطر بوسام البطولة, وخابت قمة الكويت بامتياز فجاءت بلا لون, فلا سياسة فيها ولا اقتصاد ولا عروبة, وجاء في الأخبار أنها عقدت مصالحة وقررت مراجعة مبادرة السلام العربية, عفوا مبادرة استسلام النظام السياسي العربي التي قال عنها شارون إنها لاتساوي ثمن الحبر الذي كتبت به. أما أخبار اليوم الجادة فهي فرار الصهاينة بجلودهم من غزة, فقد قيل قبل انسحابهم الذي قرره شارون منذ عدة سنوات, إن جنودهم الجبناء المجرمون, قد كانوا يدعون على بعضهم بالذهاب إلى غزة بدل الجحيم, لأن غزة البطولة أكثر جحيما من الجيم, فيقول الجندي الصهيوني لزميله - عند الغضب - "لتذهب إلى غزة", وانظروا إلى تطور المشهد بسرعة البرق, ففي بيانه لوقف إطلاق النار من جانب واحد, قال المجرم "أولمرت" إن جيشه سيبقى في غزة بعض الوقت, وبالأمس قال سيبقى هناك حتى يتاكد من وقف إطلاق النار الهش والذي نقيمه دقيقة بدقيقة, واليوم صرحوا بأنهم سينسحبون بأقصى سرعة ممكنة, وبالتحديد قبل تنصيب "أوباما" الثلاثاء, بمعنى أنهم سيتدافعون هروبا من غزة هذه الليلة, وكيف يستطيعون الإقامة فيما هو أسوأ من الجحيم؟ لماذا قبل تنصيب الرئيس الأمريكي الجديد؟ لا ندري!!! هل تلقوا أمرا من ألإدارة الأمريكية الجديدة؟ لانظن ذلك, ربما أنهم يبحثون عن الأعذار الواهية لإخفاء حقيقة هروبهم المخزي!
أما حماس فقد أصبحت حقيقية سياسية لا يمكن لأي كان أن يقفز عليها, وعصابة الصهاينة اخترقتها العين, وصار "المعتدلون" أنفسهم يلمحون بما يفيد التطاول عليها, أما هم فقد انكشفوا نهائيا أمام شعوبهم وأمام العالم قاطبة, ولم يعد أحد يبالي بهم, ومبادرة النظام المصري سقطت في الماء, ولم نسمع لحد الان أنهم ذكروها في الكويت مجرد الذكر, وبان كيمون ذاهب إلى غزة غدا كما جاء في بيان للصهاينة, وقد سبق له التصريح بعدم التعامل مباشرة مع حماس!!! وعباس يدعو من الكويت إلى تشكيل حكومة وحدة وطنية مهمتها إجراء الانتخابات الرئاسية والتشريعية في آن واحد, وقد سبق له أن أقال حكومة "هنية" الوطنية!!! وعن نتائج الحرب العدوانية المجرمة, يقول خبراء الصهاينة إن حماس ستعوض ما فقدته سريعا, ومن المنتظر أن تكون أقوى خلال شهور, أما حماس فصرحت بأنها لم تستعمل سوى قدر يسير من سلاحها, وعن ما يسمونه تهريب السلاح, قالت ليس هناك تهريب ومن حقنا إدخال السلاح, وقد صرح الصهاينة اليوم بأنهم أمضوا اتفاقا خطيا مع النظام المصري عن منع تهريب السلاح إلى غزة, وكأنهم في حاجة إلى اتفاق من هذا القبيل! أما عن تخبط النظام المصري في هذه المسألة بالذات فيدعو إلى الشفقة, فمنذ ثلاثة أيام صرح بأنه غير معني بالاتفاقية الصهيونية الأمريكية التي وقعت قبل قرار وقف إطلاق النار بيوم واحد, ثم عقد قمة في شرم الشيخ دعا إليها من الأوروبين أولئك الذين تطوعوا للمساهمة في مجهود منع تهريب السلاح إلى غزة, وتركز بيانهم على هذه النقطة بالذات! واليوم يعلن الصهاينة عن توقيعه معهم اتفاقا في هذا الموضوع!!! لقد فقد هذا المحور العدواني الصواب بفعل صمود غزة, وقدأصيبوا بالهديان بعد انتصارها المبين, وما هذا إلا غيض من فيض مما جاد به نصر غزة العظيم من بشائر ومؤشرات ذات دلالات عميقة وحاسمة.
أما عن مصالحة الكويت فهي العجب العجاب!!! فإما أن تكون مجرد سراب أو أن الممانعين لاينطبق عليهم هذا الوصف, فبعد أن حسمت غزة الأمر وقامت بالفرز النهائي, هل يمكن خلط الأوراق من جديد؟؟؟ هذا مستحيل, وستبين الأيام القليلة القادمة أن ما فعلوه هو مجرد مجاملات اقتضتها المناسبة, ولن يثبت أكثر من ساعات بعد انفضاض الجمع, أو سيتم فرز جديد, حيث تختار طائفة المؤلفة قلوبهم من جماعة الدوحة انتماءها نهائيا لأحد الفريقين المتناقضين. أما عن مراجعة أو تعميق المبادرة العربية فهو كلام لامعنى له, إن الحسم لايكون إلا على الأرض, وعلى الساخن, وبدفع الثمن الباهظ, وقد اتخذت الشعوب قرارها وهي ماضية بمقاومتها من نصر إلى نصر أكبر, ولن يمضي وقت طويل لتفرض على عدوها الصهيوني المجرم فرضا إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة تمام الاستقلال وعاصمتها القدس الشريف, وبعد ذلك سوف يكون لكل حادث حديث.
حياك الله يا غزة النصر والنخوة والأمل, وبوركت يا دوحة الشهامة والعزة والنجدة, ورحم الله شهداءنا الأبرار الذين لا زال عددهم يتزايد باكتشاف ما تحت الأنقاض, حيث إن أحياء بكاملها قد أصبحت أثرا بعد عين, وباكتشاف جثث جديدة اليوم تجاوز العدد 131, وتحية حارة لجرحانا الأمجاد, وتمنيانا لهم بالشفاء العاجل إن شاء الله, وستحتضنهم أمتهم الان بكل حنان ورعاية مستحقة لهم عن جدارة, وقد فاق عددهم 5500, فيما ذكرت الأنباء.
عاشت فلسطين حرة عزيزة, والمجد والخلود لشهدائنا الأبرار.
بن سي رابح
استاذ متقاعد من عاصمة الجزائر

ليست هناك تعليقات: