السبت، 24 يناير 2009

من دفاتر الأيام/محاولة إعادة الأمور كما كانت قبل العدوان المجرم

عادت الحياة إلى سابق عهدها!!!

وضعت الحرب اوزارها ويبغون عودة الأمور إلى سابق عهدها
أو محاولة الالتفاف على نتائج الحرب

انتهى العدوان المجرم إلى غير صالح الأطراف المتورطة فيه, فأرادت محوه, وها هي الصفحات الأولى تخلو من ملحمة غزة هذا الصباح والحال أن الدماء لا زالت تجري في كل شبر من غزة المجاهدة, عاد النظام المصري لدور الوساطة ظاهريا بقصد التهدئة وهو في واقع الأمر يتلقى الأوامر من الصهاينة ويمارس الضغط على حماس والفصائل بحثا عن استسلام تام غير مشروط, كان قبل الحرب يهدد بها, والآن بعد هزيمة الأطراف المعتدية, بماذا يهدد؟ لديه معبر رفح وهو أكثر إغلاقا من المعابرمع إسرائيل, واتفاقية منع تهريب السلاح وقعها والثتزم بها مع الكيان الصهيوني ومع الأوروبيين ومع الأمريكان, وهو يمارسه من غير اتفاق ولا توقيع تطوعا ومساهمة في الحصار منذ سنوات خلت؟ فما هي ورقة الضغط التي بقيت بيديه لا شيء على الإطلاق, وهذا مؤشر رئيسي على أن إنهاء نتائج العدوان ومسحها بالكامل هو من بين المستحيلات وذلك ببساطة لأنها وقعت بالفعل وسجلها التاريخ وشهدت عليها الطبيعة والشجر والحجر قبل البشر, لذلك فعبثا يحاول المهزوم العودة إلى حيث كان قبل الهزيمة, لأن مثل هذا التصرف غير طيعي وغير منطقي, نعم إن مصر هي المتنفس البري الوحيد لغزة لكنه – للأسف – مسدود بإحكام شديد وميؤوس منه, والمقاومة تشترط فتحه مع بقية المعابر ورفع الحصار قبل أي حديث عن التهدئة ومدتها, وهذا ما سوف يكون لأن شروط المنتصر مفروضة بالنصر فرضا, ومن الصعب على الأطراف المعادية أن تفكر مجددا في الحرب, وقد قال ساركوزي رئيس فرنسا كلمة عابرة في بداية العدوان لكنها أصابت كبد الحقيقة , هي: " أنه لا وجود لحل عسكري في غزة ", وقد تحقق توقعه عمليا على الأرض, والآن يحاول المحور الصهيوني إلغاء كل شيء والعودة إلى ما قبل العدوان جاهلا أو متجاهلا أن الزمن لا يتراجع, وأن المقاومة أصبحت طرفا لا يمكن تجاهله بأي حال من الأحوال, وهذه نتيجة بارزة من نتائج العدوان المجرم أحب من أحب وكره من كره, لقد أصبحت المقاومة طرفا في المعادلة الشرق أوسطية والعربية عامة, ومن أراد أن يفتح هذا الملف فما عليه إن كان جادا إلا أن يتهيأ لسماع كلمة المقاومة باعتبارها الكلمة الأقوى في المنطقة, إنها هي التي تحارب وهي التي تنتصر والباقي أحسنهم مؤيد لها, والباقي أي " المعتدلون" متآمر عليها, هذه هي الحقيقة التي لا يمكن القفز عليها أبدا, وما دامت المقاومة هي الإستراتيجية التي اعتمدتها الشعوب لحماية وجودها ودخول العصر من أوسع أبوابه فهي منتصرة دوما, وأي محاولات من الصهاينة وأتباعهم وأنصارهم لهزيمة المقاومة هي العبث بعينه, وسوف يهدرون الوقت والأموال والأرواح دون طائل ليجدوا أنفسهم مجبرين على التفاوض مع المقاومة والاعتراف بها شريكا أساسيا إن لم يكن وحيدا في المنطقة, وإلى أن يضطروا اضطرارا إلى الإدعان لمعطيات الواقع سيضيعون في متاهات التاريخ تحت أنظار السخرية والشفقة, ولن يصلوا إلى أي شيء مهما كان بسيطا وصغيرا وتافها, وليراجعوا إن شاءوا الجدوى التاريخ عامة وتاريخ المقاومة خاصة في كل مكان وزمان وسيأتيهم الجواب قاطعا, وإلا فسيتخبطون ويتسببون في مآسي جديدة ويرتكبون جرائم بشعة كما هي عادتهم ولكن دون جدوى حتى ولو بشرهم بعض التائهين والمنافقين بغير ذلك مما يوافق أحلامهم الكاذبة, لأن السباحة ضد تيار التاريخ وتجاهل نواميس الطبيعة لا يبشران سوى بسوء العاقبة والخسران المبين وبئس المصير.
بن سي رابح
أستاذ متقاعد من عاصمة الجزائر

ليست هناك تعليقات: