الاثنين، 17 أغسطس 2009

فزورة القواعد الأجنبية في مصر

فزورة القواعد الأجنبية في مصر

كتب الأستاذ/ فهمي هويدي مقالا هاما في هذا الموضوع الخطير طالبا تفسير الفزورة بمنسابة شهر رمضان الكريم
فكانت لي هذه المحاولة نزولا عند رغبة أستاذنا الكبير


حياك الله يا من تذود عن الحمى وتحمل الهم العربي الكبير وتناضل دون هوادة بفكرك التنويري وقلمك البارع في سبيل رسم المؤشرات المفاتيح لما يجري على أرض الكنانة وشقيقاتها العربيات والمسلمات, أما حكاية القواعد,أو كما فضلت تسميتها بالفزورة, وطلبت تفسيرها بمناسبة الشهر الفضيل, فزورة القواعد الأجنبية, أو بالتحديد القواعد الأمريكية, أو بتدقيق أكثر حسب كلام وزير الأمن الداخلي الصهيوني في المحاضرة التي استشهدت بما جاء فيها, فإن الأمر بتعلق بقواعد أمريكية إسرائيلية على أرض مصر, قلب العرب النابض. هذه ليست فزورة أبدا, ولتسمح لي سيدي أن أعترض على هذه التسمية, فالمسألة حقيقة واقعية تترتب عن التسلسل المنطقي لاتفاقية الاستسلام في اصطبل داوود, وكما علمنا التاريخ, وأنت خير العارفين, سيدي الفاضل, فإن المعاهدات المماثلة يفرض فيها المنتصر شروطه, وما على المنهزم إلا أن يقبلها صاغرا ذليلا, ومن ثم فحديث الملاحق السرية لذات المعاهدة أمر لا مفر من التصديق به وفقا لمنطق العقل ونواميس التاريخ, والوضع في سينا وهو معلن في معاهدة الاصطبل الشهيرة, أحسن شاهد على واقعية وجود القواعد الأمريكية على أرض الكنانة بدعوى حماية النظام القائم فيها, وهي الشجرة التي تغطي غابة خضوع هذا النظام إلى درجة التفريط في الأمن القومي لأرض الكنانة وجوارها الكبير, على الرقعة العربية والإسلامية, واستسلامه التام للعدو, والاحتماء به, وقبول شروطه المخلة بالسيادة المصرية والعربية والإسلامية, وأكثر من ذلك الجوار الإفريقي الأسيوي, لأهمية أرض الكنانة وإستراتيجية موقعها الحساس في مركز العالم القديم. إن مساهماتك الراقية يا سيدي جهاد في سبيل الله والوطن بما وهبك خالق الكون من فكر ثاقب وقلم عبقري, وإننا لفي حاجة ماسة إلى مثل هذا التنوير الذي تتفضل به بكثافة ونوعية راقية, من أجل رفع مستوى الوعي ونشره على أوسع نطاق بين أفراد أمتنا الواعدة, مما يجعلهم - دون ريب - يقتربون شيئا فشيئا نحو نقطة الحسم, حينما يصل وعيهم إلى نقطة اللارجوع, نقطة انتزاع السيطرة على مصيرهم, واسترجاع حريتهم الكاملة في تقرير مصيرهم, وتسيير شؤون مجتمعهم ووطنهم وشعبهم. بارك الله فيك وفي أمثالك من حملة مشعل التنوير, ورمضان كريم, وكل عام وأنت والأمة بألف خير.

ليست هناك تعليقات: