الخميس، 5 فبراير 2009

الحملة على أردوغان

محاولة اغتيال المقاومة
التهدئة هي الشغل الشاغل للنظام المصري, و"المعتدلون" في أبو ظبي يبحثون عن سبل تنقية الأجواء العربية بفرض الاستسلام على المقاومة, وإعلان الحرب على مناصريها من المسلين غير العرب بذريعة منع التدخل في الشؤون العربية, والكبار الستة يجتمعون فجأة لبحث الملف النووي الإيراني مجددا, وحملة مسعورة غلى أردوغان في الإعلام الغربي عن طريق تقديم ما تنشره وسائل إعلام موتورة مثل المنشورات الإرمينية, وعباس في أوروبا يطلب إرسال قوى عسكرية إلى الأراضي المحتلة وكأن احتلالا واحدا لا يكفيها, فالشغل الشاغل للعالم الغربي "والمعتدلين" هو خنق المقاومة بإبقاء الغلق والحصار وعمل المستحيل من أجل حرمانها من السلاح, ولا أحد يتحدث عن منع الترسانات المرحلة يوميا إلى الصهاينة, وأيضا خنق المقاومة أكثر بردع مناصريها من العرب والمسلمين وغيرهم, وتحريك الملف النووي من جديد, وتأديب أردوغان عن تنطعه في دافوس بل محاولة لي دراع تركيا كلها حكومة وشعبا, حتى يكون الدرس بليغا لا يطاله النسيان, إنها حركة الاستعمار الجديد وعملاؤه, يريدون تعطيل عجلة التاريخ, والسير ضد تيار التطور والأمن والاستقرار والرخاء لكافة شعوب الأرض, لقد أحدث صمود غزة استقطابا لم يشهد له التاريخ مثالا, فلأول مرة يقع الاصطفاف بوضوح تام, الاستعمار وعملاؤه من جهة, وفي الطرف المقابل الشعوب كل الشعوب والنظم السياسية الشعبية أو شبه الشعبية أو على الأقل تلك التي تدرك التيار الجارف لقوى المستقبل ولا تريد أن تقف ضد الزحف الذي لا سبيل لرده, لأن ذلك معناه الانتحار المؤكد. أفلا يكفي "المعتدلين" خيبة أن شعوبهم قد أصبحت من أشد أنصار من ناصرهم من العظماء الأحرار أمثال أردوغان وتشافيز ومحمود أحمدي نجاد, ولا نتحدث عن نصر الله الذي تدق به قلوب شعوب العرب والمسلمين أجمعين؟ أفلا يعقلون؟ إنهم مع سادتهم المأمورين باللوبيات الصهيونية أو على الأقل المتحالفين معها مصلحيا لن يفعلوا شيئا يذكر, فمن الحماقة الوقوف ضد تيار التاريخ, ومحاولة إيقاف زحف الشعوب, إنهم عبثا يحاولون تغيير مجرى التاريخ, وهو المحال ذاته, لقد دقت ساعة الانطلاق نحو آفاق إنسانية كريمة مطهرة من ممارساتهم الاستبدادية الاستغلالية اللاإنسانية, ولن يستطيعوا العودة إلى الوراء كما يحلمون, وسيكون مصيرهم الزوال مشيعين بأبشع اللعنات, فعوض أن يهبوا جميعا إلى التكفير عن سيئاتهم التي لا تمحى أبد الدهر ويخففوا بعض الشيء عن شعب غزة البطل الجريح, ويسرعوا بالإعمار وفك القيود لتدخل المساعدات الإنسانية من كل الجهات, ويفعلوا كل ما في وسعهم لتطييب خاطر أطفال غزة الذين سوف يقضون بقية حياتهم مصدومين كما أكد الخبراء, وهذا من أبشع آثار الجريمة النكراء التي اقترفوها بكل برودة دم في غزة المجاهدة, فلم يمهلوها يوما واحدا بعد أن أبادوا الكثير ودمروا وجرفوا وجوعوا وتركوا الجراح تنزف لعلها تقتل عددا آخر من شياطين غزة الأبرياء, وقد قتلت بالفعل بعض الجرحى المتألمين ليلتحقوا بإخوانهم الشهداء ونعم المآل, عوض أن يخففوا عن غزة الشريفة راحوا يخنقونها أكثر من ذي قبل في رفح وبقية المعابر, وجمعوا ما أمكنهم من حكومات العالم وخبرائه من أجل منع السلاح عن غزة الصامدة, ولن يجدوا لذلك سبيلا, أبإمكانهم أن يفعلوا أكثر مما فعلت فرنسا الجبارة بما أقامته من حواجز رهيبة مكهربة وملغمة على طول الحدود الشرقية والغربية للجزائر أيام الثورة المباركة؟ فماذا نفع ذلك الاستعمار الغاشم في مواجهة شعب صمم عى التحرر وقبل الثمن الذي لا يفوقه ثمن, وهو التضحية بالنفس في سبيل الحرية والكرامة والانعتاق من الذل والهوان؟ وها هو التاريخ يكرر نفسه, وتعاد المحاولة الفاشلة على حدود غزة وسيكون مصيرها الخسران المبين كما كان فشلها الذريع في الجزائر, هذا هو منطق التاريخ, وهذه هي سنة الله في كونه, ولن تجد لسنة الله تبديلا, إنهم يلهثون وراء السراب, وسيحصدون الهزائم تلو الهزائم, إلى أن يرموا بأنفسهم إلى التهلكة وبئس المصير, إن غزة اليوم هي قبلة تحرر الشعوب من المستبدين والمجرمين ومصاصي دماء الشعوب, وجماهير العالم كله مركزة عقولها وقلوبها على غزة واعية كل الوعي أن مصير غزة هو مصيرها, ولن تسمح لقوى الشر أن تنتصر عليها من جديد, لقد أصبحت غزة عنوانا للحرية والكرامة لمجمل البشر الجديرين بهذه التسمية, وهم مصممون على ألا تضيع منهم هذه الفرصة التاريخية التي قدمتها لهم غزة على أكف أطفالها الشهداء, فليحاولوا ما شاءوا استباق الأحداث, حيث إن إحساسهم بالخطر الداهم يجعلهم يفرون إلى الأمام بسرعة جنونية, غير أن غزة الشهامة تتهيأ واثقة الخطى لإعلان نهايتهم الأبدية وخلاص الشعوب كل الشعوب من جرائمهم النكراء.

بن سي رابح
أستاذ متقاعد من عاصمة الجزائر

ليست هناك تعليقات: