الثلاثاء، 24 مارس 2009

من دفاتر الأيام

لوحة اليوم
في الجزائر تستمر الحملة الانتخابية لرئاسيات التاسع أفريل 2009, بعد أقل من ثلاثة أسابيع, ولا شيء يثير الانتباه فما بالك بالاهتمام, وما ذا يمكن أن يجذب في أمر لا سر فيه فالكل يعرف النتيجة المؤكدة مسبقا, مما يجعل المرء يحتار لماذا كل هذا اللغط؟ ولماذا كل هذه النفقات؟ أليس الأجدر أن توجه لحل بعض المعضلات الاجتماعية؟ وفي أمريكا هناك حركة سريعة لمحو آثار البوشية الكارثية على الشعب الأمريكي والعالم قاطبة, فلم يكن من المتوقع هذا التغيير السريع جدا, لكن المنطق يؤيد ذلك, فالأزمة المالية التي تهدد بأوخم العواقب, والتي أحالت لحد الآن ملايين الأمريكيين على البطالة, لذلك لا نستغرب خروج عشرات الآلاف من المتظاهرين يوم أمس مطالبين بوقف الحرب في العراق وأفغانستان, وقد تجاوب الرئيس أوباما مع ذلك اليوم حيث صرح بوجوب إيجاد استراتيجية أمريكية للخروج من أفغانستان, أما العراق فقد قرر الخروج منه وبدأ في تحديد مواعيد انسحاب الجيوش الأمريكية منه, وأوروبا بنفاقها المعهود تتبع آثار أمريكا وتصدر تصريحات في نفس الاتجاه, كما كانت تفعل تماما في العهد البوشي البغيض, وفي لبنان يغتال مسؤول فلسطيني هو عسكري رفيع الرتبة ونيشغل منصب نائب ممثل فتح في لبنان, ومعه ثلاثة من مرافقيه, والرئيس السوداني يقوم بزيارة خاطفة لأرتيريا, وهو أول سفر له منذ أن صدر الأمر باعتقاله, إلى جانب أخبار عالمية أخرى تتسم كلها بالاضطرابات الاجتماعية والأمنية والمالية والاقتصادية, بما يوحي بصورة مترنحة للعالم, وكأنما هو يوشك على السقوط, وهذه هي نتائج البوشية الماجنة وعولمتها المجنونة, بمعنى أن المشهد يبدو قاتم السواد, ولا بصيص من نور كاشف لحد الآن, حتى أن الإدارة الأمريكية فقدت اتزانها وراحت تخرج عن واجب التحفظ بفعل فدانها لصوابها, وأخذت تنتقد البوشية وصاحبها السفاح علنا, حتى أن هناك من يطالب بمحاكمات لتلك الإدارة المدمرة, إنه يوم كسائر الأيام المضطربة منذ أن أعلن عن الأزمة المالية, بل منذ أن حكم بوش ومن معه الولايات المتحدة والعالم, والجديد فيه هو هذا التراجع الذي صار يخطو كل يوم خطوات جديدة عن سياسة بوش العرجاء بل المدمرة والمبيدة لشعوب كثيرة على رأسها العراق وإفغانستان, حيث الضحايا بالملايين والخراب أتى على كل شيء, ومن آثار ذلك ما يقاسيه العالم اليوم, ومنه الشعب الأمريكي ذاته, والأدهى من ذلك الرعب الذي يعصف بالعالم, حيث لا أحد يعرف المصير كل المصير وليس المستقبل الاقتصادي والمالي وحده, فقد تنزلق الأمور انزلاقات خطيرة قد تأتي على بلدان كثيرة بكوارث لا أحد يعرف مدى فتكها, وهذا هو المصير المشؤوم المنطقي والطبيعي لحكم متطرف عنصري وطاغية ظالم لأعظم دولة في العالم, ولكن كيف يمكن تجنب هذه المآسي عمليا؟ وكيف يمكن منع هذا الصنف من الكائنات المتوحشة من بلوغ قمة السلطة في بلدانها؟ لو كان هذا الأمر ممكنا لوقعت الاستفادة من درس هتلر الرهيب, لكن ذلك لم يحدث, ألا يجدر بالشعوب والدول أن تولي اقصى الاهتمام لهذه الظاهرة البالغة أعلى درجات الخطورة؟

ليست هناك تعليقات: