الاثنين، 29 يونيو 2009

طهران...

طهران... حلقة نقاش2

ما كل مرة تسلم الجرة

قبل الخوض في هذا الموضوع الإيراني مجددا, أود أن أذكر بخلاصة ما دار في حلقة طهران...نموذج نقاش:

موضوع النقاش:


الدولة الفاشلة...فاشلة بالفعل

"الدولة الفاشلة " – هل أنها فرضية سياسية واقعية أم تهمة مصطنعة ؟ هل يجري حقا في عشرات من بلدان العالم انحلال كيان الدولة؟ هل تشكل "الدول الفاشلة" خطرا على الاستقلال الإقليمي؟ وما هي الإجراءات التي يمكن اتخاذها حيالها؟

(ارجع إلى مقال الدولة الفاشلة)


قال المعلم:


أظن أن هناك الكثير من البلدان مرشحة إلى هذا الوضع الخطير، بسبب الجمود السياسي، واحتكار السلطة، بل ضياع السلطة من يد الدولة، لصالح الجماعات المافيوية التي ذكرها التقرير، وهنا مربط الفرس، بمعنى هنا يتركز ميدان النضال، من أجل الدفاع عن الحق في الوجود الكريم المزدهر والحداثي المتطور، لفائدة الشعوب، فقط الشعوب، التي ينبغي لها أن تقيم دولتها الحقيقية، دولتها الديمقراطية، التي هي منها وإليها. ما رأيكم أعزائي الشركاء في النقاش، والأصدقاء والجيران؟


________________________________


وقالت الأخت الكريمة حورية النيل:


الدولة الفاشلة هى تلك التى تميل إلى استخدام تدابير استثنائية للوصول إلى الأداء نفسه فى مؤشرات الاقتصاد والسياسة والمجتمع وبهذا المعنى فألمانيا النازية دولة فاشلة واللجوء إلى العنف الداخلى والخارجى للحصول على الاستقرار مثلا تعبير نموذجى عن الفشل وليس النجاح ويعني ذلك أيضا أن لجوء الدولة الأميركية في ظل رئيسها لتشريعات وأوضاع استثنائية مثل قانون الوطنى وقانون الإرهاب والحرب في العراق وأفغانستان يعد تعبيراً فجاً عن الفشل.


وقال الأخ المحترم الدكتور/أحمد:



أخي المعلم

اضافة فكرية من القاموس السياسي لافتة

اي موضوع الدولة الفاشلة

و رأيك أصبح أكثر اعتدالا وواقعية و لا يعني اننا على طرفي نقيض و لكن الأن صرنا ننظر للكوب من كافة جوانبها بهدوء الثوار و ليس نزقنا العربي

الذي لا يطعم دجاجة


________________________

واصل المعلم:


نتمنى أن يتوسع هذا النقاش ويشمل الكثير من الأصدقاء والجيران والمهتمين، لأن ذلك سيجلب خصوبة أكثر للتفكير ويزيده عمقا ورشادا وتقدما، وهذا هو الغرض من نشر هذا النموذج، حتى يتعرف الجميع على ما يجري في هذه الحلقة الناشئة، فقد تصادف اهتماما لديهم بموضوعاتها، أو يرغبون في طرح موضوعات أخرى هامة للنقاش المثمر.

___________________

وتفضل الأخ الدكتور أحمد مضيفا:

أخي المعلم صباح الخير

أشكرك من القلب على مساحتك الحوارية الحرة

طبعا ربما لم استرسل بشرح و جهة نظري

و لكنني قصدت ان الحوار ليكون مجديا و نافعا

يجب ان نقبل بالرأي الآخر كما هو

و هنا أعيد قولا رائعا

لأبي حنيفة

كلامنا صحيح يحتمل الخطأ

و كلامكم خطأ يحتمل الصواب

أي ما أراه اليوم صحيح ربما تثبت التجربة
و الأحداث خطئي
و بالعكس

انا أعتقد أن أهم أسس الحوار

هو احترام الآخر و رأيه حتى و لو كنا على طرفي

نقيض اليوم و في هذه الحظة

و قصدت بالاتفاق
هو اتفاق
الحد الأدنى
على الأولويات
و الثوابت
التي تجمع و لا تفرق

بدون استعلاء أو تكفير أو الحديث باسم الديان
أو تخوين

أي هناك أسس علمية يجب الألتزام بالحد
الأدنى منها

اي بدون أفكار مسبقة و بدون غلو أو تعصب

أو أحتكار محاولة الغاء الآخر لأي سبب كان

و أشكرك يا أيها الصديق الحبيب
و الى حوار

جديد
________________________________

ليكون مسك الختام تدخل أختنا المحترمة حورية النيل:

جميل ان نتناقش والكل يقول وجهه نظره والأجمل أن نختلف لنصل الى الحقيقه
علينا أن ندرك جميعا بأن الاختلاف فى الرأى لا يفسد للود قضية
واحترام وجهات النظر المطروحة هى روح الحوار
وأن تقبلنا لآراء الغير ووجهات نظرهم الخاصة دليل على سمو الأنفس و رقيها

المعلم:
طبعا هذا نقاش مستمر, ونستخلص بكل سرور النتيجة الحاصلة وهي الاتفاق على احترام أصول وآداب النقاش, أو أخلاقية النقاش, وهذا في الحقيقة أمر بديهي, يبقى أن أؤكد من جهتي على تقبل الرأي المناقض وليس المخالف فقط، وأوافق الشريكين العزيزين تماما فيما ذهبا إلييه في هذا الأمر الهام
_______________________________________

الموضوع الجديد: ما كل مرة تسلم الجرة


لقد تركنا الحديث المباشر عن الوضع الإيراني، لكننا بقينا في سياقه، حت ونحن نناقش موضوع الدولة الفاشلة، فالأمر كان في الحقيقة قد أثير في السياق الإيراني. المهم أننا نعود إلى الموضوع, مزودين بمعلومات ومعطيات لم تكن لدينا في السابق, وهذا بفضل بحث مستمر عن المعلومة لمحاولة رسم صورة تقريبية لما يحدث هناك من أمور مصيرية خطيرة, ليس لإيران وحدها, وليس للمنطقة فحسب, بل وبدون مبالغة للعالم قاطبة. ولمآل التوازنات العالمية الجديدة, التي غابت, وتركت الكون نهب العواصف السياسية, منذ انهيار الاتحاد السوفياتي ومنظومته الاشتراكية, واختلال التوازن العالمي الذي كان قبلها قائما. يبدو أن الوضع في طهران يميل إلى الاستقرار, وقد تجاوز الخطر مؤقتا, بمعنى أن الفرصة متاحة للدولة الإيرانية لمراجعة حساباتها, وضبط الأولويات والاختيارات اللازمة, وعليها أن تدرك تماما, أن التغيير الذي أصبح حتميا, إما أن تقوم به هي, أي دولة الثورة الوطنية ذات الإنجازات العظيمة, وحينئذ يكون الاستمرار, ولو في شكل آخر من الحكم, لا يكون بطبيعة الحال إلا شعبيا ديمقراطيا تقدميا حداثيا, وإلا فعليها أن تتوقع مزيدا من القلاقل والهزات في السنوات القادمة, واتباع سياسة النعامة, وانتظار التغيير الحتمي علي أيدي الثورة المضادة المعادية للشعب بطبعها والخاضعة للغرب صيريا, والمستعدة للتفريط في كل الإنجازات والمواقف والمبادئ, لتقع المنطقة برمتها والعالم معها فريسة للقوى الانتهازية الاستغلالية من الكولونيالية الجديدة وحلفاؤها في المنطقة وفي العالم كله. هذا هو الرهان الحقيقي الذي نتمنى أن تدركه القيادة الإيرانية التي مهما قيل عنها فهي في نهاية المطاف وطنية في فائدة الشعب, حتى ولو كانت تصدر عن إيديولوجية غير شعبية, بدليل الإنجازات الكبرى والتاريخية التي قامت بها, في ظرف ثلاثين سنة, وهي رمشة عين في عمر الأمم والشعوب. أما الآن فقد تطورت الأمور ولها السهم الأكبر فيه, لكن حتمية التاريخ تفرض إعادة التقييم, والتوجه فورا إلى الديمقراطية والشرعية الشعبية وترسيخهما قبل فوات الأوان, لأن الخطر الداخلي قد تفاقم, والشرخ في القيادة قد حصل, ولا تنفع معه المعالجات الظرفية, والغرب قد وجد السر المكنون في المعارضة الداخلية, ولن يضيع الفرصة مهما كلفه ذلك من ثمن, فعلا إن إيران في مفترق الطرق, وكل أملنا معقود على تقبل قيادة الثورة فيها الوضع بموضوعية وواقعية, ورفع التحدي بوضع الأمور في نصابها, وترسيخ المناعة الإيرانية ببناء دولة المؤسسات القوية الراسخة, ولا يمكنها ذلك إلا بإرجاع الأمانة إلى أهلها إلى الشعب عن طريق الديمقراطية التامة, فعندها تكون الإنجازات في وضع آمن, ويستمر التطور العظيم, وتندحر القوى المعادية للتقدم والكرامة في الداخل والخارج, وتسعد إيران والمنطقة والعالم, هذا هو الأمل والطريق السالك, أما غيره أي سبيل آخر فلا جدوى منه. ولا خير يرجى ولا نجاة ولا خلاص, وإذا سلمت الأمور هذه المرة, فعلى القيادة الإيرانية أن تدرك تمام الإدراه بأنه: ما كل مرة تسلم الجرة.

ليست هناك تعليقات: