الاثنين، 25 أبريل 2011

سجن خمس نجوم


سجن خمس نجوم
بقلم
نيرمين كحيلة
عندما سمعت عن سجن خمس نجوم الذى حظى به مبارك وآله وكل أفراد نظامه البائد، تذكرت على الفور قصة من روائع "شريح" فى القضاء، شريح الذى اختاره "عمر" ليكون قاضيا للمسلمين فمن بدائع مواقفه الفذة: "أن عليا بن أبى طالب رضى الله عنه افتقد درعًا له كانت غالية عليه، ثم ما لبث أن وجدها فى يد رجل من أهل الذمة يبيعها فى سوق الكوفة، فلما رآها عرفها وقال: هذه درعى سقطت عن جمل لى فى ليلة كذا، وفى مكان كذا، فقال الذمى: بل هى درعى وفى يدى يا أمير المؤمنين، فقال على: إنما هى درعى لم أبعها، ولم أهبها لأحد حتى تصير إليك، فقال: الذى بينى وبينك قاضى المسلمين، فقال على: أنصفت، فهلم إليه، ثم ذهبا إلى شريح القاضى، فلما صارا عنده فى مجلس القضاء، قال شريح لعلى رضى الله عنه بعد أن جرده من لقب أمير المؤمنين وأجلسه بمحازاة خصمه حتى يساوى بينهما: ما تقول يا على؟ فقال: لقد وجدت درعى هذه مع هذا الرجل، وقد سقطت منى فى ليلة كذا، وفى مكان كذا، وهى لم تصل إليه لا ببيع ولا هبة، فقال شريح للذمى: وما تقول أنت أيها الرجل؟ فقال: الدرع درعى وهى فى يدى ولا أتهم أمير المؤمنين بالكذب، فالتفت شريح إلى على وقال: لا شك عندى فى أنك صادق فيما تقوله، وأن الدرع درعك، لكن لابد لك من شاهدين يشهدان على صحة ما ادعيت، فقال علي: نعم مولاى قنبر وولدى الحسن يشهدان لى... فقال شريح: ولكن شهادة الابن لأبيه لا تجوز، فقال على: يا سبحان الله!" رجل من أهل الجنة لا تجوز شهادته! أما سمعت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة" فقال شريح: بلى، غير أنى لا أجيز شهادة الولد لوالده..

عند ذلك التفت على إلى الذمى وقال: خذها فليس عندى شاهد غيرهما... فقال الذمى بإعجاب ودهشة: ولكنى أشهد بأن الدرع لك يا أمير المؤمنين... ثم أردف قائلا: يا الله... أمير المؤمنين يقاضينى أمام قاضيه!! وقاضيه يقضى لى عليه!" أشهد أن الدين الذى يأمر بهذا لحق... وأشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدًا عبده ورسوله... اعلم أيها القاضى أن الدرع درع أمير المؤمنين وأننى اتبعت الجيش وهو منطلق إلى صفين، فسقطت الدرع عن جمله الأورق فأخذتها فقال له على رضى الله عنه: أما وأنك قد أسلمت فإنى وهبتها لك، ووهبت لك معها هذا الفرس أيضا ... ولم يمضِ على هذا الحادث زمن طويل حتى شوهد الرجل يقاتل الخوارج تحت راية على فى يوم النهروان، ويمعن فى القتال حتى كتبت له الشهادة. إن القاضى لم يميز عليًا - وهو مايزال أمير المؤمنين فى ذلك الوقت - عن خصمه الذمى بل إن عليًا نفسه – كرم الله وجهه - قبل أن يخضع للمحاكمة مثل أى فرد عادى من أفراد رعيته ولم يقل مثلا كيف تحاكموننى وأنا أمير المؤمنين؟ خاصة وأن الحق معه ، فما بالكم برئيس اتهم بجرائم يندى لها الجبين فى حق وطنه وشعبه؟ فكيف يتم تمييزه عن أى شخص مذنب؟ هل مبارك أكرم وأحب إلى الله ورسوله من على بن أبى طالب؟
نقل عن موقع نجوم افريقيا
عن استاذنا
احمد الميرى

ليست هناك تعليقات: