السبت، 16 أبريل 2011

الشعب والنظام السوري :سقوط الجزرة والمجزرة


بسم الله الرحمن الرحيم


يوميات الثورة السوريةالكبرى 2011م


-18-


الشعب والنظام السوري :سقوط الجزرة والمجزرة


في كل تاريخ مرحلة فاصلة وأيام لا تنسى, مثلما نتحدث عن مرحلة ما بعد إنهيار جدار برلين وما بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر وما بعد معركة الفرقان في غزة سيتحدث التاريخ طويلاً عن سوريا ما بعد الخامس عشر من أذار, وفي ثورة الخامس عشر من أذار سيسجل المراقبون مرحلة مفصلية هامة هي مرحلة ما بعد جمعة الصمود الثامن من نيسان –إبريل 2011م فبدءاً منذ ذلك اليوم المبارك الذي عمت فيه المظاهرة مدن وقرى سورية من أقصاها إلى أقصاها نسجل كمراقبين عدة إنعطافات هامة في مسار الثورة السورية المباركة :

أولها: إنتقال فعاليات الثورة من مظاهرات إسبوعية تحتدم يوم الجمعة إلى فعل يومي مستمر في بانياس وحمص ودرعا وهذا تطور كبير وهام جداً لأنه يعني أننا بدأنا فعلياً نسير نحو إرهاق منظم وفعال للنظام وصولاُ إلى إسقاطه. المتابعون لتصريحات المسؤولين السوريين على شاشات التلفزة الفضائية يسجلون حالة من التوتر والإنفعال والصراخ ,حالة نفسرها كإعلاميين بالشعور بالحرج وعدم الإرتياح وفقد التحكم في المفردات مما يعكس حالة النظام مع إستمرار الثورة وفعالياتها .

ثانيها: دخول الجيش على خط المواجهات الأمر الذي يمكن تفسيره بأمرين: الأول حالة "إرهاق" وصلت لها قوى المخابرات السورية مع إتساع وإستمرار المظاهرات والثاني: رغبة النظام بإنهاء حالة الإضطراب وبأي ثمن كان. لكن النظام خسر كثيراً في رهاناته على قدرة الجيش على حسم الأمور بل وإنعكست قراءاته الخاطئة عليه ككل الأنظمة المتساقطة التي سبقته لنسجل مع نهاية الشهر الأول للثورة تزايد حالات الرفض والتمرد العسكري لأوامر إطلاق النار على المتظاهرين وتحديداً من الفئة الأقل رتبة التي أشرنا إليها سابقاً في إحدى يومياتنا... في هذه النقطة الهامة علينا أن نتوقع تزايد هذه الحالات مع تزايد عدد شهداء الجيش والقوات المسلحة الذين قام النظام بإعدامهم ميدانياً ومع إتساع خارطة الثورة باتت الثورة هاجساً داخليا في صدر كل مجند بعيد عن أهله ومدينته وقريته. يدفع النظام بالجيش الذي نال قسطاً كبيراً من المهانة والإذلال والتصفيات على يد جلاوذة البعث وزبانيته, وما سيحدث أن كل مجند وضابط يسقط شهيداً لرفضه إطلاق النار على شعبه وأهله سيخلف وراءه كتيبة ولواء وفرقة ثكلى بالحزن والرغبة في الإنتقام وما لم يسحب النظام الجيش ويعيده إلى ثكناته فالأمور تسير إلى الإنشقاق والتمرد العسكري لوحدات كاملة والأيام الحبلى ستؤكد صدق هذا التنبؤ وواقعيته عاجلاً غير أجل.

ثالثها: وصلت موجة المظاهرات إلى الحرم الجامعي الأمر الطبيعي الذي يعني دخول قطاع الطلبة والجامعيين على خط الثورة مما يمهد لاحقاُ للعصيان المدني الواسع الذي تحدثنا عنه مسبقاً.

رابعها: وصلت الثورة إلى كل المحافظات السورية بلا إستثناء مع دخول حلب الشبهاء لخندق الثورة وما أدراك ما حلب ؟ لعاصمة الشمال حديث خاص نبثه قريباً!

خامسها: فرضت الثورة بنفسها إستمراريتها وإتساعها على القنوات الإخبارية التي ناشدناها تارة ورجمناها تارات أخرى وإذن فقد خسر النظام سلاحاً هاماً إستخدمه طوال الشهر الماضي لحجب الحقائق وإخفاء الجرائم والمذابح.

سادسها: بعد أن أفرغ النظام كل ما بجعبته لم يتبق له غير القصف الجوي والصاروخي لقمع هذه الثورة وإيقاف هذا الزحف : هل بقي لدى النظام شيء من قتل وإرهاب وإعتقال وعنف لم يستخدمه بعد؟ هل بقي لدى النظام من أوراق بعد أن أسقط الشعب السوري ورقة الطائفية والصراعات العربية الكردية والمجموعات الخارجية والمؤامرات الاسرائيلية والأمريكية ؟ هل بقي لدى النظام من أيام خميس أخرى ليرشي المواطنين جنسية ورواتباً ووعوداً عفى عليها الزمن؟

لقد تأخر النظام كثيراً .. وبات مطلبنا واضحاً وشعارنا واحداً " الشعب يريد إسقاط النظام "فليقتلوا وليعتقلوا كما يشاؤون وأينما يشاؤون " من درعا واللاذقية" أو من"دوما وبانياس ودمشق وحلب ودير الزور" أو " من دسين " ربما!

في الحادي والثلاثين من الثورة – الرابع عشر من إبريل – نيسان 2011م
[/b]

د.محمد شمس الياسمين
إتحاد المدونين العرب - Arab Bloggers Union

ليست هناك تعليقات: