الاثنين، 4 مايو 2009

الأنظمة الإقليمية هي المسؤولة عما يحدث في القدس

الأنظمة الإقليمية هي المسؤولة عما يحدث في القدس
رد على أحدهم يحمل الفصائل الفلسطينية وخاصة منها فتح وحماس مسؤولية الوضع الخطير في القدس وفي فلسطين كلها

هذا كله صحيح على المستوى الوطني الفلسطيني، فلا يحق للقيادات الفلسطينية أن تتصارع وتتشرذم تحت الاحتلال، فكل الطاقة المتاحة، يجب أن تصب في رافد واحد هو المقاومة، ثم المقاومة، ثم المقاومة، ولا شيء غير المقاومة، لكن النكبة الكبرى هي أن فريق السلطة فضل التخلي عن المقاومة مستسلما، أو في أفضل الأحوال متوهما أن التخلص من الاحتلال، يمكن أن يتم عن طريق المفاوضات، والاستنجاد بالمجتمع الدولي المشلول أو المتواطئ، هذا لا يعني أن حماس بريئة من الشرخ الحاصل في الصف الفلسطيني، مهما كانت المبررات وجيهة، كما هو الأمر عندما تنخرط السلطة في محاربة المقاومة بدعوى الإرهاب، وهو الأمر العار والأكثر فظاعة، لكن المسألة أوسع من الساحة الفلسطينية، فالكيان الصهيوني ذاته، وبالرغم مما هو عليه من قوة غاشمة، بما فيها الترسانة النووية، يعجز عن مواجهة المقاومة ذات الإمكانات البسيطة، لو سُحب منه التأييد المادي والمعنوي، الذي يتمتع به على مستوى العالم قاطبة، وفي مقدمة ذلك أمريكا وأوروبا والغرب وأتباعه والسائرون في ركابه أجمعين، بل ولولا التأييد الإقليمي والعربي منه خاصة، هذا هو جوهر القضية وشناعة العار العربي الإسلامي، الذي تمارسه الأنظمة المتخاذلة المتواطئة العاجزة، وأكثر من هذا فإن الشرخ الحاصل في الصف الفلسطيني، ما كان بالإمكان أن يحدث، لولا هذا الموقف الإقليمي العربي الإسلامي، ومن هنا فاللوم الأكبر بل والشجب يجب أن يوجه إلى القيادات الإقليمية المفرّطة في الممصير العربي الإسلامي كله، والمتغاضية عن تهويد القدس، وتهديد المسجد الأقصى المبارك بالسقوط والانهيار، وهو الأمر الذي ما كانت الشعوب العربية لتسمح به، عندما كانت تحت وطأة الاحتلال الاستعماري الرهيب، إنها اليوم في وضع أوهن، ترزح تحت نير أنظمتها الفاسدة الخانعة، والتي تتحمل وحدها كل المسؤولية عن الكوارث التاريخية البادية في الأفق، هذه هي الحقيقة العارية، ولا ينبغي تغطية الشمس بالغربال.

ليست هناك تعليقات: