الجمعة، 2 أكتوبر 2009

نحن نفرط في الأقصى
























































(سبحان الذي أسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى الذي باركنا حوله لنريه من آياتنا إنه هو السميع البصير)- سورة الإسراء
سكوت إن الصهاينة يهدمون الأقصى
هناك كلام في الصحف ووسائل الإعلام, وهناك احتجاجات في القدس الشريف وغزة وبيروت وطهران, بمعنى أن التحرك الحاصل إنما جاء من المقاومة ومن عاصمة ممانعة, والباقي كل الباقي يلتزمون الصمت الرهيب, إنهالأقصى يا قوم!!! لكنهم لا يعقلون. فما معنى هذا؟
أولا:على مستوى الحكومات
المسألة بكل وضوح هي أن الحكومات مشلولة لأنها تستمد وجودها واستمرارها من الغرب وهي مرتبطة به مصلحيا تماما ولا يمكنها أن تتحرك دون أوامره, أو على الأقل دون موافقته ورضاه, فهو منصبها وحارسها وولي نعمتها, وليس من المعقول ولا من المنطقي ولا من الواقعي أن تتنكر له, وهي أصلا لا تستطيع أن تفعل, لأن النتائج ستكون وخيمة وكارثية عليها, فسوف يتخلى عنها ويحاصر بلدانها وربما يغزوها عسكريا ويطيح بها, وقد تصل الأمور إلى حد الإعدام للبعض ودرس الرئيس صدام لا زال جديدا وحاضرا في الأذهان وهو عبرة لمن يعتبر, وفي أحسن الأحوال سوف يترك الغرب الحكومات "المارقة" - إن وجدت - لشعوبها لكي تقتص منها وتطيح بها وتقيم سلطتها ودولتها البديلة, وإن كان هذا الاختيار مستبعدا لأن ضرره سيمتد لمصالح الغرب المتناقضة مع مصالح الشعوب المستضعفة, ولنفرض أن هناك من يحاول التمرد في مثل هذه الظروف العصيبة نظرا لخطورة الاستفزاز الصهيوني المؤيد والمبارك من الغرب الاستعماري, فإنه سيفشل حتما وسيعرض نفسه كنظام للخطر الجسيم, والسبب هو أنه لم يهيئ نفسه للمواجهة, فضلا عن الحراسة المشددة التي يقيمها الغرب على كل إعداد جدي لقدرات الدفاع عن النفس عسكريا وبكل الوسائل الأخرى, فكيف لمن يقف على خواء أن يدافع عن نفسه عند الحاجة؟ لقد أثبتت التجارب التاريخية أن الحروب غير ممكنة وفاشلة بسبب عدم الإعداد المسبق والدائم لخوضها, وقد أدى هذا السياق الخائب إلى ما يعرف الآن بمسلسل السلام, الذي هو في حقيقة الأمر استسلام, وخطة لتصفية القضية الفلسطينية والتضحية بالقدس الشريف والأقصى المبارك وحقوق الشعب الفلسطيني الأساسية, هذه باختصار شديد وبتبسيط كبير الوضعية على مستوى السلطات أو الحكومات العربية والإسلامية
ثانيا: على مستوى الشعوب
تتحجج الشعوب بكونها مغلوبة على أمرها, وتحمل حكوماتها كل المسؤولية, وما إلى ذلك من الأطروحات المعروفة, والواقع أن هذا حق أريد به باطل, نعم إن الشعوب في أسوإ حال لها على مر التاريخ, حتى يمكن القول إنها تمر بفترة أقسى من الفترة الاستعمارية البغيضة, وأكثر وقعا وإيلاما, هذا لا جدال فيه, أما عن التفريط والتنصل من المسؤولية فلا, لأن التاريخ سوف يحاسبها هي وليس الحكومات, حيث إن هذه ذات مكانة ثانوية في سجلات التاريخ, والمكانة الأساسية إنما هي للشعوب والأمم, هي التي تصنع تاريخها بيدها وهي التي تقرر مصيرها بفكرها وعملها, نعم إن وعي شعوبنا حاليا هو ما دون الصفر, وهي في حالة استسلام تام على أساس أن القدر هو الذي كتب لها ما هي فيه بما في ذلك فقدانها للتحكم في مصيرها, وتولي حكومات معروفة بعجزها لشؤونها, تتصرف فيها تصرف المالك فيما يملك, هناك بعض العذر من هذه الناحية, لأن شعوبنا ممنوعة من عوامل التوعية, والتعتيم هو سيد الموقف, يفرضه الغرب والحكومات التي تدور في فلكه, لأنها تدرك أن انتشار الوعي هو الخطر الداهم الذي سوف يطيح بها, وينهي تحالفها المصلحي مع الغرب الاستعماري نهائيا, ويعيد الحق إلى صاحبه الذي هو الشعب دون غيره. إن المسؤولية الأساسية هنا تقع على عاتق النخب المثقفة التي تملك الوعي الكافي بالوضع, لكنها لا تقوم بواجب نشره بين شعوبها كنضال من أجل تحريرها من الوضع المهين المسلط عليها, غير أن هذه النخب - واحسرتاه - تجعل نفسها في خدمة الحكومات العاجزة المفرطة المتواطئة, من أجل مصالح شخصية بسيطة وضئيلة, هي عبارة عن فتات موائد السلطة, وهي لهذا تتحمل اللوم كل اللوم, وسوف تكون اللعنة جزاؤها العادل في سجلات التاريخ, فالمثقف الذي يبيع قضايا شعبه المصيرية, هو مدان بكل المقاييس إدانة كبرى قد تبلغ درجة الخيانة العظمى, وبطبيعة الحال فإن الحديث لا يستقيم عن الشخص, لأنه مهما كان مستواه الثقافي والعلمي لا يستطيع الذهاب بعيدا بمفرده, وإنما الحديث عن النخب المنظمة في هيئات وجمعيات وروابط, هذه هي التي تستطيع أن تفعل الكثير بتحالفها ووعيها والتزامها, يمكن أن تشكل قوة اقتراح وضغط تتعاظم مع مرور الوقت, إلى أن تصبح قوة لا يمكن للسلطات تجاهلها, وحينئذ يبدأ نفوذها السياسي كواقعة لا يمكن لأي كان أن يتجاوزها, لأنها بالإضافة إلى قوتها الطبيعية الذاتية, تستمد قوتها الأساسية من شعبها الذي لا يمكن له إلا أن يسير وراءها مؤيدا وداعما ومباركا عندما يشعر بأنها تعمل من أجل مصلحته وكرامته ومصيره. غير أن دور الشعوب ذاتها يبقى قائما ولا عذر لها في التفريط في الأقصى وقضايا المصير, لأنها في نهاية المطاف مسؤولة باعتبار أنه: (كما تكونون يولى عليكم ) نعم إنه على مستوى الشعوب أيضا لا يمكن الحديث هكذا بإبهام وغموض, فهي لا تستطيع العمل من غير تنظيم, لا بد أن تنضوي تحت لواء الأحزاب والجمعيات والروابط وغيرها, فمن غير تنظيم لا يمكن لها أن تقوم بأي شيء على الإطلاق, وعليها أن تراقب هذه التنظيمات بدقة, بحيث تكون في خدمتها, أي خدمة الشعوب, وليس في خدمة قياداتها, التي تنزلق بسهولة كبيرة - كما هو الواقع الحالي في معظم بلداننا - إلى التحالف مع السلطة أو التواطؤ معها مقابل مصالح ومنافع شخصية لتلك القيادات كما هو ملاحظ حاليا, هنا كذلك تقع المسؤولية على الشعب إلى جانب النخب السياسية والنقابية والجمعوية التي تضع نفسها في خدمة السلطات كما تفعل النخب المثقفة, وحينئذ تذهب مصالح الشعوب والأوطان هباء منثورا, فعلى الجماهير الشعبية والمتنورين من بينها أن تراقب الأحزاب وتنظيمات المجتمع المدني وتعاقب من ينحرف وتمنعه عن طريق هجرته وعدم الانتساب إليه, وسحب تأييدها له في المناسبات الانتخابية وغيرها, فيكون مصيره الهلاك والاندثار من الساحة السياسية والجمعوية نهائيا, كما هو الأمر في البلدان المتقدمة العريقة في الديمقراطية, حيث تستمد الأحزاب والتنظيمات الجمعوية وجودها واستمرارها من الشعوب وحدها, ومن ثم تبقى وفية لخدمة هذا المصدر الوحيد لوجودها واستمرارها وانتشارها وانتصارها.
كيف يمكن الدفاع عن الأقصى المبارك؟
في ظل الوضع الحالي المهين والعاجز والمفرط والمتواطئ, لا يمكن لشعوب العرب والمسلمين أن تدافع عن الأقصى الذي بارك الله حوله إلا بوسيلة واحدة ووحيدة هي الضغط على حكوماتها بكل الوسائل إلى أقصى درجة ممكنة, وأكاد أقول أو غير ممكنة, إلى أن تشعر تلك الحكومات بالخطر الحقيقي الذي يتهددها, وعندها تصبح مضطرة لمواجهة الغرب والضغط عليه, أي عند هذه الوضعية التي تصنعها الشعوب مهما كلفها ذلك تضطر حكوماتها للضغط على الغرب بكل الوسائل, وهو ضغط ممكن وقادر على حماية الأقصى لسبب بسيط هو أن الحكومات والغرب معا عندما يشعرون بأن مصالحهم مهددة بجدية, سوف يوقفون المهزلة, ويمنعون حدوث الجريمة التاريخية النكراء, بمعنى أن الشعوب قادرة على حماية الأقصى وتتحمل المسؤولية كاملة عن مصيره, وعن درء التهديد الصهيوني الإجرامي عنه, فإذا لم تفعل فسوف تنالها إدانة التاريخ القاسية, وعقاب الله الشديد, ولا عذر للشعوب و للنخب المثقفة و للطبقات السياسية والتنظيمات الجمعوية وللحكومات في أي مكروه - لا قدر الله - قد يلحق بالأقصى المبارك- أو بالقدس الشريف عامةولله الأمر من قبل ومن بعد - ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.
ابتهالات واحتساب - الأقصى يحترق- الخطر المحدق - ابتهالات واحتساب - الأقصى يحترق

هناك تعليق واحد:

Unknown يقول...

اتصل بيا افضل شركة تصميم مواقع جزائرية
بشهادة اكاديمي وددبلوم من اكاديمي العربية الامريكية