الاثنين، 30 مارس 2009

اختتام القمة21

اختتام القمة 21
اختتمت هذا المساء القمة العربية العادية 21 بالدوحة, وكانت قد افتتحت صباح اليوم, وكانت نتائجها البارزة رفض مذكرة اعتقال البشير, الذي حضر القمة بعد أن يكون قد تلقى تأكيدات بصدور هذا الرفض, كما تمت المصالحة بين الرئيس الليبي والملك السعودي برعاية أمير قطر, وقد جددت القمة التزامها بإعادة إعمار غزة, ولوحت بوضع سقف زماني لمبادرة السلام العربية, كما التزمت بمناصرة الشعبين السوداني والفلسطيني, وإن كانت لم تتحدث عن المقاومة صراحة, بالرغم من نداء الرئيس السوري بدعم المقاومة ما دامت هي الخيار الوحيد للدفاع عن النفس, وفرض السلام على العدو كما قال, وإن كان عمرو موسي قد جاهر بضرورة دعم كفاح الشعب الفلسطيني, وهو دعم غير مباشر منه, وربما بشكل مستتر نيابة عن القمة, التي تحاشت هذا الأمر في بيانها الرسمي, ربما لتحاشي بعض المضاعفات التي قد تحدث أو ردود الأفعال التي قد تصدر عن الغرب, ما دام لم يحسم أمره بعدة علنا في هذا الموضوع, رغم الاتصالات الرسمية وشبه الرسمية التي تجريها الدول الكبرى مع المقاومة, وليس من المستبعد أن يكون هناك شبه اتفاق غير معلن عن دعم المقاومة, ولو بعدم عرقلتها, وفي ذات المناسبة صرح العقيد القدافي بأن مذكرة اعتقال البشير تقع في سياق محاولة الغرب لإعادة الاستعمار من جديد, وفي الجملة فإن هناك تطور في الموقف الرسمي العربي على المستوى التكتيكي, وقد قال الرئيس السوري منتقدا مذكرة اعتقال البشير بأن عدم رفضها سوف يؤدي إلى مزيد من التطاول على الدول العربية, بمعنى أن النظام العربي يدافع عن نفسه حينما يرفض قرار المحكمة الجنائية الدولية باعتقال البشير تنفيذا لمذكرة أوكامبو السيئة الذكر. وبطبيعة الحال فإن هذا التحسن التكتيكي يأتي في سياق الانفراج العالمي بزوال الكابوس البوشي, وأيضا تحت الضغط الشعبي المتزايد والذي زاد تأججا بفعل ملحمة غزة الأسطورية وتضحياتها الجسام على مذبح الحرية, وقد كان مؤشر هذا الضغط واضحا في تصريح القمة الذي ذكر صراحة ضرورة مواصلة الإصلاح السياسي والاجتماعي, مما يدل على شعور النظام الرسمي العربي بالضغط الشعبي الذي قد يصل درجة الانفجار إذا لم يطرأ على الحياة السياسية والاجتماعية أي تحسن كاف لامتصاص الغضب الشعبي المتصاعد, إنها قرارات تقوم على ركيزتين كلاهما تقعان على مستوى التكتيك, والهدف هو تحصين مواقع النظام العربي مما يتهدده خارجيا من محاولات زعزعته وصولا إلى محاكمة أعضائه والأمر باعتقالهم, ثم إن هناك سابقة الشنق لأحدهم مهما حاولو التبرؤ منه, وأيضا تدعيم الوجود أو السلامة الداخلية بمحاولة القيام بإصلاحات سياسية واجتماعية قصد تهدئة الشعوب المتدمرة من أحوالها المعيشية وتهميشها سياسيا, إنها استجابة تكتيكية لأخطر الضغوط الداخلية والخارجية, وعلى أي حال وأي كانت الدوافع فإنه يتعين الاعتراف بوجود تحسن في السلوك السياسي للنظام العربي بالاستجابة ولو تكتيكيا لما هو ضروري, أو باتخاذ الحد الأدنى من المواقف, الأمر الذي غاب عن الساحة السياسية العربية لمدة طويلة, وقد يتواصل مثل هذا التحسن في الموقف العام ما دام الخطوة الأولى وهي الأصعب قد وقعت, لكن الاستجابة الاستراتيجية الشاملة, والتي تقوم على التنمية الشاملة المستدامة وخاصة منها التنمية البشرية, والدخول بالتدريج المناسب عهد مجتمع المعرفة ومناخ الحداثة, مثل هذا الأمر لا يوجد ما يؤشر عليه في نتائج هذه القمة التي لا تخلو من أهمية رغم كل شيء.


الحقوق محفوظة

ليست هناك تعليقات: