السبت، 14 مارس 2009

القافلة البريطانية

ما بعد غزة 2
حجز سيارات الإطفاء والمولدات الكهربائية في رفح!!!
جلبت قافلة شريان الحياة البريطانية, من بين ما جاءت به من مساعدات هامة لغزة المنتصرة الجريحة سيارت إطفاء, ومولدات كهربائية, وربما أن هذا هو أهم ما أتت به, وبعد أن وقع ما وقع أثناء انتظارها الترخيص المصري بالدخول إلى غزة في رفح, وانتهاء محنة الانتظار العصيبة, مع العلم أن القافلة قد قطعت آلاف الكيلومترات, وقد بلغ الإعياء من أعضائها مبلغه, خاصة بعد الاستفزازات والاعتداءات الرسمية والمجهولة المصدر عليها, وأخيرا حضر الترخيص المعجزة بعد عدة أيام من الانتظار الرهيب, أظن أنها بلغت ثلاثة أيام, لكنه يستثني من الدخول سيارات الإطفاء والمولدات الكهربائية, وبقطع النظر عن مصير هذه الوسائل الحساسة, وخيار القافلة بين التخلي عنها أو إعادتها إلى بريطانيا بشحنها من إحدى الموانئ المصرية, إن بقي لها حق التصرف فيها, ولم تحجز أو تصادر, وحتى في هذه الحالة فإن التصرف فيها بإرجاعها إلى بريطانيا عملية شبه مستحيلة, خاصة وأن القافلة قد برمجت عودتها جوا, بقطع النظر عن هذا الوضع الصعب الناشئ عن ممارسات غريبة للنظام المصري, ترى لماذا يمنع دخول مثل هذه المعدات الهامة إلى غزة؟ لماذا يريد هذا النظام العجيب للحرائق العدوانية ألا تقاوم؟ ولماذا يريد حماية الظلام الذي يسلطه الصهاينة المجرمون على القطاع المجاهد؟ إنه تصرف لا يرقى إليه الخيال من حيث دلالته العميقة على تورط النظام المصري في محاصرة غزة وتخريبها وإبادة أهلها, لقد ذهب بعيدا, وتجاوز كل الخطوط الحمراء, ولم يعد يخفي ما يرتكبه من فظائع, قد يتجاوز ما ترتكبه العصابة الصهيونية المجرمة ذاتها في حق أهل غزة الصامدين الصابرين, الحصار الرهيب في معبر رفح, الذي أصبح بابا من أبواب الجحيم, وبعد هذا كله يدعي هذا النظام ما يدعيه من الحرص على المصالحة الفلسطينية, وعلى المصلحة الفلسطينية, والتضامن العربي, وما إلى ذلك من الشعارات التي يجري عكسها تماما في الواقع على الأرض, وإلا كيف تأتي قافلة للنجدة والمساعدة من بريطانيا, وتحمل معها ما تستطيع من المساعدات الضرورية, لكن النظام المصري يحجز أهمها في رفح الجهنمي؟؟؟ إن هذا السلوك يؤشر بوضوح لا على التحالف الوثيق بين هذا النظام والصهاينة فقط, بل يتجاوز ذلك إلى رفع مستوى العداوة للجانب العربي الفلسطيني إلى درجة المساعدة على إبادته وتخريب بلده, والتلذذ بتركه ينزف دما ويتضور جوعا, ويعاني ويلات انعدام الكهرباء, وما يترتب عن ذلك من شل المستشفيات وغيرها من التجهيزات الحيوية المتصلة خاصة بضرورا ت الغذاء والدواء والعلاج. أي تدهور هذا الذي هوت إليه الساحة العربية؟ بل أي انحطاط انحدرت إليه؟ وماذاعسى أن يستفيد هؤلاء الذين يتصرفون بهذه الطريقة البشعة؟ بل المعينة للجلاد على التنكيل بالضحية؟ ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم, أن يفعلوا هذا أثناء الحرب خضوعا لأسيادهم فهو أمر مستفظع, لكنه مفهوم من نظام فقد التحكم في قراره, أما أن يستمروا في الحرب الباردة الأعنف والأضر على غزة الشهامة, دون هوادة وبلا انقطاع, حتى لا يسمحوا لها بأن تلتقط أنفاسها, وإرغامها على مالم يستطع العدوان الهمجي المجرم إرغامها عليه بالقوة الغاشمة, فهذا شيء لا يتصوره العقل, مهما بلغت قوة خياله وتنبؤاته, إنه العجب العجاب, الذي لا يدعو للأسف فقط, بل ينبغي أن يواجه بكل صرامة, فعلى العرب إن كان ما زال هناك فيهم من يستحق هذه التسمية, أن يتصدوا لهذا النظام المتورط في خدمة الاستعمار والصهيونية بلا حدود ولا قيود ليوقفوه عن حده, ومهما كان الثمن.

ليست هناك تعليقات: