السبت، 18 أبريل 2009

المطلوب الاستسلام

المطلوب الاستسلام
على كل شرفاء الأمة أن يموتوا غيظا, أو يركبوا المستحيل, إن هم رفضوا الاستسلام, لقد رفع النظام المصري المتداعي شعار السيادة في وجه المقاومة, وصرح أخيرا عندما ارتفعت أصوات الاحتجاج من كل جانب, بعد تهديده للمقاومة اللبنانية بالضربات الانتقائية لأهم ما لديها, صرح داعيا الأطراف التي تريد أن تناصر القضية الفلسطينية إلى أن تفعل ما شاءت لكن بشرط ألاتمس السيادة المصرية, بمعنى ألا تستخدم الأراضي المصرية, والمعروف أن المنفذ الوحيد إلى غزة هو هذه الأراضي, التي يحكم هذا النظام غلقها حتى في وجه المساعدات الضرورية للحياة اليومية في أبسط صورها, لقد أصر على منع دخول أغلب ما يأتي من الإعانات الضرورية جدا, مثل الغذاء والدواء والوقود, ودون ريب فإن الصهاينة يسمحون بدخول كميات من هذه الأشياء أكثر مما يسمح بها هذا النظام العدواني, فكيف يمكن للمقاومة اللبنانية أو غيرها أن تدخل السلاح إلى مجاهدي غزة, دون العبور على الأراضي التي يحكمها هذا النظام؟ كلام عجيب حقا والأعجب منه هو أنه لا أحد يرد على هذا التصريح المتهافت بكل صراحة ووضوح, ويقول له إنك تطلق حريتنا التي لا تملكها في التضامن مع أهلنا في غزة, لكنك تغلق كل المنافذ إليها, فمن أين نمرر مساعداتنا البسيطة لهذا الشعب الذي يتعرض للإبادة؟ إن ما تدعونا إليه هو الامتناع عن التضامن مع إخواننا حتما, ما دام الطريق إليهم مقطوعا تماما من طرفك, فلم يبق لنا إلا أن نستعمل الوسائل غير الشرعية في نظرك, وهي عبور أراضي إخواننا المصريين والتعاون معهم من أجل القيام بأبسط الواجبات نحو أشقائنا في غزة, وها أنت تهدد وتتوعد بضربنا في أهم قواعدنا لأننا ركبنا الصعب الذي اضطررتنا إليه, ومن المعروف في شريعتنا أن الضرورات تبيح المحضورات, وربما أن كل الشرائع الدينية والدنيوية تفعل نفس الشيء, ما دامت القاعدة المستقيمة هي أنه إذا أردت أن تطاع فأمر بما يستطاع, إن هذا الحصار الذي تتفنن في إحكامه على غزة وعلى من يريد الوقوف إلى جانبها, ولو بأضعف الإيمان, لا يمكن أن يستمر, لأنه يتنافى مع أبسط قواعد العدل والحق والخير والمنطق, وليس فقط لأن الغرب كله يزود إسرائيل يوميا بأحدث الأسلحة الفتاكة لتضرب بها شعبا أعزل مسالما محاصرا معدما محروما من أسباب الحياة بمساهمتك يا هذا النظام الظالم المتنصل من واجباتك كلها, لكن الشعب المصري الشقيق ذاته لا يمكن أن يوافق على هذه الممارسات الشنيعة, ولن يطول صبره على هذا المنكر, بل إن أبطال المقاومة اللبنانية وغيرهم ممن حملوا أرواحهم على أكفهم وقصدوا غزة لتقديم ما يستطيعون من الدعم البسيط لها, هؤلاء الأحرار لم يكن بإمكانهم أن يصلوا إلي سيناء ويتحركون فيها لولا مناصرة إخوانهم في مصر وفي سيناء خاصة, أولئك الذين يكابدون محنة حرمانهم من نجدة إخوانهم وجيرانهم, وتلبية واجب الأخوة ونداء الجهاد المجللجل, يا أيها النظام الأصم المتنكر لكل الأواصر والروابط المقدسة بل لأبسط القواعد الإنسانية الواجبة على كل البشر نحو كل البشر, مثل هذا السلوك المنافي لكل الأعراف والقواعد السليمة لا يمكن أن يذهب بعيدا وعلى من يقوم به أن يتدارك أمره قبل فوات الأوان, وإلا عرض نفسه للهلاك وبئس المصير, ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.

ليست هناك تعليقات: