الاثنين، 22 يونيو 2009

عن الديمقراطية وإيران

هل الديمقراطية مفيدة للشعوب النامية؟ ما يجري في إيران؟
تحت هذا العنوان كتب السيد/سميح خلف مقالا في شبكة فلسطين ال 48 الإعلامية بجيران
فرددت عليه بما يأتي
تحليل سياسي بدل فيه صاحبه مجهودا معتبرا مشكورا.لكنه لم يجب إطلاقا الجواب المناسب على السؤال الذي طرحه عن الديمقراطية هل هي مفيدة للشعوب النامية؟ أم أن جواب الكاتب محير حقا, وهو أن الديمقراطية غير مفيدة للشعوب النامية, وبرهانه على ذلك هو أن ما حدث في العقدين الأخيرين في بلدان عربية وإسلامية عديدة, وما يحدث هذه الأيام في إيران من محاولات أمريكية غربية لضرب الثورة الإيرانية من الداخل, بالاعتماد على تيار من داخلها, وقد استشهد السيد خلف بموقف أوباما المتغير والذي انتهى إلى التدخل السافر في الشؤون الإيرانية الداخلية. إن النماذج من الديمقراطيات التي استعرضها الكاتب والتي لم يستعرضها لا علاقة لها من قريب ولا من بعيد بالديمقراطية,وإنما هي ادعاءات فارغة وكاذبة ومزيفة للديمقراطية, وفي أحسن الأحوال هي ديمقراطيات الواجهة الشكلية المضللة, أو هي إن شئنا الدقة ديكتاتوريات مقنعة بقناع ديمقراطي مزيف. أما عن تدخلات الغرب وأمريكا خاصة فتلك ممارسات نيوكولنيالية تلبس أحيانا لباس العولمة الذي لا يختلف عن الاستعمار الجديد, بل هو النيوكولونيالية ذاتها التي تحاول تبرير نواياها في الهيمنة واستعباد الشعوب بالتخفي وراء شعار العولمة البراق الزائف, وليس هناك أية علاقة موضوعية بين الممارسات النيوكولونيالية وادعائها الكاذب للديمقراطية وحقوق الإنسان, وهي في الواقع عدوتهما اللدودة, لتناقضهما مع مراميها وأطماعها الشرهة الطاغية. أما عن الشعوب التي تجهل مصالحها والقاصرة عن تطبيق الديمقراطية بل فهمها أصلا, فهذا كلام فوقي خطير, يمهد للوصاية الديكتاتورية والاستعمارية على الشعوب ومقدراتها ومصائرها, والتحالف المصلحي بين الديكتاتوريات والاستعمار الأمريكي الغربي, لأنه إذا لم يكن الشعب صاحب الحق هو أصل السيادة الحقيقية ومصدرها, فإن الأمر يؤول آليا إلى الدكتاتورية المحمية والمدعومة والمفوضة من الاستعمار ضد حريات الشعوب ومصالحها, وهذا ما هو حاصل اليوم في البلدان العربية والإسلامية, وخاصة منها الموسومة بـ"المعتدلة". إن الدولة الوحيدة القائمة على أسس ثورية حقيقية, والأكثر ديمقراطية على الساحة العربية الإسلامية اليوم هي إيران, بدليل موقفها المبدئي المعلن والمتحدي للاستعمار وأعوانه, وبدليل ما تصنعه من تقدم وحداثة في كل المجالات, ومنها المجال الفضائي والصاروخي والنووي قمة التكنولوجية والعلم المعاصرين, مما يهدد مصالح الغرب وأنظمة الحكم العميلة في المنطقة, ولذلك يتكالبون في التكتل للإطاحة بالثورة الإيرانية الرائدة, لكنها ليست باللقمة السائغة, وشعبها بل شعوب المنطقة كلها وراءها بكل ما لديها من رصيد في النضال والفداء والتضحية وعيا منها بأن ثورة إيران هي المعبر الأكثر صدقا عن مصالحها والحجة الدامغة قائمة في إنجازاتها العلمية والتكنولوجية الحداثية العملاقة, وفي مقاومتها الشرسة لمحاولات السيطرة الاستعمارية والعميلة على مقدرات المنطقة وعلى خيراتها الطبيعية والبشرية وفي نصرتها المخلصة المعنوية والمادية للمقاومة وعلى رأسها المقاومة الفلسطينية الوسيلة الوحيدة المتاحة لدفاع الشعوب عن نفسها والكفاح من أجل تحررها. ولو كانت الديمقراطية قائمة لدى هذه الشعوب في بلدانها لكانت الدول والحكومات ملتفة مع الشعوب حول الثورة الإيرانية وحامية لها بالنفس والنفيس باعتبارها النواة الصلبة للمقاومة ضد الاستعمار والصهيونية والعمالة والمعبرة بصدق وبالعملي الملموس عن مصالح الشعوب وعن استقلالية المنطقة ومناعتها وعزتها وكرامتها. إنه من الخطير جدا أن توضع الديمقراطية في قفص الاتهام, وما هو البديل إذن ليكون مرجعية مقبولة ومناسبة ومشروعة لقيام الدول والحكومات؟ إن البديل الوحيد المقبول هو الثورة الحقيقية, لكن كيف يمكن الوصول إليها وضمان وجودها في كل البلدان؟ إن الديمقراطية هي المخرج الذي لا بديل عنه, والباقي تفاصيل, واتقوا الله في شؤون بلدانكم ومقدرات منطقتكم ومصائر شعوبكم, ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.

ليست هناك تعليقات: